فرضت اسرائيل حظراً تاماً على تنقل الفلسطينيين في معظم انحاء الضفة الغربية واستخدمت الدبابات لاغلاق جزء من قطاع غزة امس رداً على هجمات فلسطينية اوقعت 13 قتيلاً خلال 24 ساعة. وعلى رغم اعلان الشرطة الاسرائيلية حال التأهب في صفوف قواتها على طول خط التماس مع الضفة، انفجرت سيارة عند تقاطع طرق قرب اطراف مدينة ام الفحم العربية في اسرائيل ما اسفر عن مقتل شخص وجرح آخرين. وقتل مقاومون فلسطينيون مستوطنين اسرائيليين فجر امس قرب رام الله، واعلنت "كتائب شهداء الاقصى" القريبة من حركة "فتح" مسؤوليتها عن الهجوم. وجاء تشديد الحصار وسط انباء عن اصدار رئيس الوزراء ارييل شارون أمراً الى قادة اجهزة الامن والجيش بإعداد "خطة نموذجية" لإبعاد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الى غزة. راجع ص 4 و5. تزامن ذلك مع تأكيد الرئيس المصري حسني مبارك بعد محادثاته مع وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز في القاهرة امس ان على الدولة العبرية اتخاذ المبادرة للعودة الى المفاوضات باعتبارها "الطرف الاقوى"، مشيراً الى استعداد الفلسطينيين ل"النضال نصف قرن آخر" كي يحصلوا على حقوقهم. وقال مبارك خلال لقائه ممثلي وسائل اعلام اسرائيلية في القاهرة ان مصر "مستعدة لبذل كل جهد مطلوب وتقديم كل مساعدة ضرورية لتحقيق عودة الجانبين الى طاولة المفاوضات" مؤكداً "ضرورة تجاوب الجانب الاسرائيلي باعتباره الاقوى". وافادت وكالة "اسوشييتد برس" ان مبارك قال للصحافيين انه اقترح ان يجري عرفات وشارون مفاوضات في منتجع شرم الشيخ. لكن بيريز نفى للتلفزيون الاسرائيلي مساء امس ان يكون موضوع هذه الدعوة قد اثير خلال محادثاته مع الرئيس المصري. واكد بيريز ونظيره المصري اتفاقهما على الحل السياسي لازمة الشرق الاوسط لكنهما اختلفا على تحديد ما اذا كانت القيادة الفلسطينية الحالية شريكاً صالحاً في المفاوضات. وقال بيريز: "هناك السلطة الفلسطينية والقيادة الفلسطينية التي انتخبت لكنهما حكمتا في شكل سيء عبر 12 جهازاً مسلحاً كل منها ينطلق في اتجاهات مختلفة، ما يؤدي الى قتل جدول اعمال النقاش". لكن ماهر الذي حضر لقاء مبارك بيريز رد قائلاً: "اذا كانت الحكومة الاسرائيلية لا تعرف عنوان الفلسطينيين فبامكاني ان اعطيها اياه". واوضح ان "العنوان هو عرفات الذي انتخبه الفلسطينيون، وهناك السلطة الفلسطينية والحكومة الاسرائيلية فلتأتيا للتفاوض حول حل جدي". في غضون ذلك، كشفت صحيفة "معاريف" العبرية ان شارون أمر بإعداد "خطة نموذجية" لإبعاد الرئيس الفلسطيني الى غزة. وربط الفلسطينيون النبأ بأقوال نسبت الى الوزير بيريز قبل ايام اكد فيها ان "عرفات يجب ان يقتل بالرصاص" في معرض حديثه عن طريق واحد للخروج من الوضع الحالي، علماً ان الوزير اعتبر ما نقل عنه غير دقيق. وافادت الصحيفة ان "امكان ابعاد عرفات طرح في الاتصالات التي تجريها اسرائيل مع الولاياتالمتحدة، ولم يبد الاميركيون معارضتهم لهذا الامر". وكشفت صحيفة "هآرتس" ان قيادة الجيش الاسرائيلي قدمت الى شارون خطة اوصت ب "الحفاظ على مكافحة الارهاب في المستوى الحالي" في الشهور الستة المقبلة التي "ستشهد اسقاط" الرئيس صدام حسين "بحلول الربيع المقبل" و"تهميش عرفات" واكمال بناء الجدار الفاصل بين اسرائيل والضفة الغربية. في نيويورك تحول النقاش في الجلسة الاستثنائية التي عقدتها مساء امس الجمعية العامة للامم المتحدة لمناقشة تقرير المنظمة الدولية حول المعارك التي شهدها مخيم جنين في الضفة الغربية الى "حوار طرشان"، وبدت اسرائيل والولاياتالمتحدة في عزلة عن باقي الاعضاء. وكان متوقعاً في وقت متقدم ليل امس تبني مشروع قرار يدين "الفظائع التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين" في المخيم. ووصفت الولاياتالمتحدة نص مشروع القرار بأنه "منافق"، لانه لا يدين "الارهاب الفلسطيني"، لا سيما انه يطرح بعد سلسلة من الهجمات الفلسطينية.