الهلال بلا رئيس... هذا العنوان الكبير الذي ظهرت به الصحف السعودية أمس، بعد أن أعلن الأمير سعود بن تركي استقالته، وفضّل أن تأتي خطوته فضائيًا وعبر محطة أم بي سي، في لقاء كان متوقعًا من قبل. وبهذا الخبر "سكب" الأمير الشاب الماء البارد على النار التي ظل الهلاليون يكابدون سعيرها في الأشهر الأخيرة، وقُسموا معها الى فئتين. الأولى ترى أن الأمير سعود قدم الكثير وأن مكافأته لا تكون بالاستقالة، بل في العمل من جديد ومواصلة حصد الألقاب التي حققها وبلغت ستة منها خمسة خارجية. واللافت أن هذا الرأي تبناه عدد من أعضاء الشرف، وفي مقدمهم الرئيس السابق الأمير بندر بن محمد الذي يرى أن استقالة الأمير سعود تعد خسارة فادحة. بينما تميل الفئة الثانية من الهلاليين إلى اعتبار استقالة الادارة الحل المناسب لاعادة الأمور إلى نصابها، وفي مقدم هؤلاء رئيس أعضاء الشرف الأمير هذلول بن عبدالعزيز والأمير خالد بن الوليد، الذي أعلن عن عدم مساندته الهلال ماديًا في حال بقاء الأوضاع على ما هي عليه، وأن أباه الأمير الوليد وعمه الأمير خالد أحجما عن دعم "الزعيم". وإزاء هذين الموقفين المتناقضين، بقي أنصار الفريق في حيرة من أمرهم، ويخشون أن يضيع فريقهم بين الرأيين، على رغم محاولات بعض أعضاء الشرف ردم الهوة بين الطرفين. وترتكز مطالب الفئة المعارضة لادارة الأمير سعود باعتبار أنه لا يتواجد في النادي في شكل يجعله قريبًا من الوقوف على مشكلات اللاعبين والفريق بكامله، الأمر الذي أفقد "الزعيم" بطولة السوبر الآسيوية الأخيرة، وما تبعها من أمور مثل هروب المهاجم عبدالله الجمعان ليلة المباراة. وكان فقدان اللقب القشة التي قصمت ظهر البعير، لا سيما أن ظروف الفوز كانت إلى جانب الهلال. ويعتبر الفريق المعارض أن الرئيس أوكل الأمور إلى أربعة أشخاص هم النائب الرواف والأمين المسعد وأمين الصندوق الغليقة والمشرف على كرة القدم المصيبيح، وهم الذين يديرون النادي بعيدًا من مشورة أعضاء الشرف المؤثرين. وأن قراراتهم جاءت بنتائج سلبية. وكان الأمير هذلول بن عبدالعزيز طلب عبر تصريحات صحافية بإبعاد هذا الرباعي، ووافقه الرأي هلاليون كثر، لكن مطالبهم ذهبت أدراج الرياح، حتى أن الكاتب الرياضي عبدالرحمن السماري الذي يعد من كبار الهلاليين طلب من الادارة الاختيار بين المصيبيح والأمير هذلول، وجاء في مقال له نشرته الزميلة اليوم أمس "الادارة الهلالية اليوم بين اختيارين... إما ابن عبدالعزيز يقصد الأمير هذلول ومعه كل الهلاليين من دون استثناء، وإما فهد بن مصيبيح ومعه اثنان فقط". وصدق الهلالي القديم عثمان العمير الذي قال: "الهلال قضية في كل شيء، في تعادله وفوزه وخسارته". وبعد أن وضعت حرب الاستقالة أوزارها، ينتظر أن تنشب حرب جديدة حول هوية الرئيس المقبل، وهي تتمحور حول ثلاثة أسماء: الرئيس السابق الأمير بندر بن محمد والأمير نواف بن محمد والأمير عبدالله بن مساعد. وينتظر أن تدخل على الخط أسماء أخرى، والمشكلة أن الرئيس المقبل سيصطدم بعقبات كثيرة قد تجعل كرسي المسؤولية منفرًا. ومن أبرز المعضلات التي سيواجهها الرئيس "العتيد" تجديد عقود اللاعبين وفي مقدمهم سامي الجابر والجمعان والحارس الدولي محمد الدعيع، إضافة إلى بعض الالتزامات المالية المتأخرة، واستقدام لاعبين أجانب. وكان الهلال مر بتجربة مماثلة قبل نحو عامين عندما استقال الأمير بندر بن محمد، وبقي النادي بلا رئيس مدة ثمانية أشهر، وتولى الأمين العام فواز المسعد تصريف الأعمال إلى أن تولى الأمير سعود بن تركي سدة الرئاسة.