استقرت اسعار النفط أمس قرب اعلى مستويات تسجلها في 10 شهور مدعومة بالقلق من ازاء ما يمكن ان يحدث في الفترة المقبلة في منطقة الخليج بعد تردد انباء عن هجوم عسكري اميركي محتمل على العراق للاطاحة بالرئيس صدام حسين، وتزايد حدة التوتر في الاراضي الفلسطينية خلال اليومين الماضيين. لندن - "الحياة"، رويترز - سجل خام القياس البريطاني "برنت" في بورصة النفط الدولية في لندن بعد ظهر أمس تراجعاً طفيفاً بعدما أظهرت بيانات أميركية ارتفاعاً حاداً في مخزونات البنزين والمشتقات في الولاياتالمتحدة عوض انخفاضاً حاداً في مخزونات النفط الخام في أكبر دولة مستهلكة للنفط في العالم. وسجل خام "برنت" للعقود الآجلة تسليم أيلول سبتمبر 26.29 دولار للبرميل، بخسارة أربعة سنتات من اقفال أول من أمس، علماً انه ارتفع في بداية التعامل الى 26.36 دولار للبرميل. وارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام في التعاملات الالكترونية لبورصة نيويورك التجارية نايمكس في آسيا صباح أمس، مواصلة ارتفاعها في نيويورك أول من أمس وبلغ سعر عقود النفط الخام تسليم آب أغسطس 27.93 دولار للبرميل، بزيادة مقدارها 18 سنتاً على سعر الاقفال في نيويورك يوم الثلثاء. وكانت العقود الآجلة للنفط الخام سجلت مكاسب في نيويورك أول من أمس مدعومة بأنباء عن مشاكل في مصافي التكرير، ما فجر موجة ارتفاع في اسعار العقود الآجلة للبنزين وبانباء عن هبوط صادرات النفط العراقية الاسبوع الماضي. واظهرت بيانات اذاعها معهد البترول الاميركي ان مخزونات الولاياتالمتحدة من النفط الخام هبطت خلال الاسبوع الذي انتهى في 12 تموز يوليو الجاري اربعة ملايين برميل الى 312.1 مليون برميل، ما يعني ان مخزونات النفط الخام في الولاياتالمتحدة تراجعت نحو عشرة ملايين برميل خلال الاسبوعين الماضيين. وكان المحللون يتوقعون ارتفاع مخزون الخام في الولاياتالمتحدة خلال الاسبوع المذكور. وأظهرت بيانات المعهد ارتفاع مخزون البنزين في الولاياتالمتحدة خلال الاسبوع نفسه بمقدار 1.3 مليون برميل، خلافاً لتكهنات المحللين الذين توقعوا تراجع مخزون البنزين نتيجة ارتفاع الاستهلاك خلال عطلة عيد الاستقلال في الرابع من الشهر الجاري. كما اظهرت بيانات المعهد ارتفاع مخزون المشتقات، التي تشمل وقود التدفئة والديزل، بمقدار 4.3 مليون برميل الى 134.3 مليون برميل، ما يعني ان مخزونات المشتقات تزيد بنحو 15 مليون برميل عن المخزون قبل سنة وذلك نتيجة تراجع الطلب الصناعي بسبب ضعف الاقتصاد والمنافسة من الغاز الطبيعي الذي تقل اسعاره عن اسعار المشتقات. وقال روب لولين العضو المنتدب لدى "جي ان اي": "بينما اشارت الارقام لاتجاه صعودي بالنسبة للخام فانها كانت سلبية قليلاً للمنتجات المكررة وهذا ما انعكس في التحركات الصباحية" في سوق النفط. ولم تتأثر الاسعار من احتمال طرح كميات اضافية من النفط العراقي في الاسواق، بعدما تردد أول من أمس ان العراق خفض مجدداً الرسم الاضافي غير القانوني الذي يفرضه على المبيعات النفطية وفي بعض الحالات أعفى المشترين منه كلياً، بعدما قلص الشهر الماضي هذا الرسم الذي كان يراوح بين 25 و30 سنتاً الى النصف. وتنفي بغداد وجود هذا الرسم الاضافي، الذي فرض في تشرين الثاني نوفمبر عام 2000، الا ان ديبلوماسيين غربيين يعتقدون ان النظام العراقي ربما جمع ما يصل الى 200 مليون دولار على مدار الشهور الثمانية عشرة الماضية من حصيلة هذا الرسم.