واشنطن - رويترز - يجد الاميركيون انفسهم بعد مرور تسعة اشهر على هجمات 11 أيلول سبتمبر في حال مزاجية متوترة فيما تحيط الفضائح والشكوك بعدد متنام من مؤسساتهم الكبرى التي تواجه انتقادات إما لنزاهتها او لقدرتها على اداء مهماتها او لكليهما معاً. ومن بين هذه المؤسسات وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية ومكتب التحقيقات الاتحادي والكنيسة الكاثوليكية والبورصة والشركات الكبرى ومن اصحاب المهن المحاسبون وسماسرة البورصة. وقال بروس بوكانان عالم السياسة في جامعة تكساس: "البلاد في حال تململ مع كل هذه الاعمال المزعجة الجارية ومع القلق المتزايد حول ما اذا كان يتم التصدي للمخاطر بطريقة مناسبة". ورأى ايد كليمك رئيس بلدية مانهاتان في ولاية كانساس وهي بلدة يقطنها 44 الفاً تقع في قلب الولاياتالمتحدة ان هجمات "11 أيلول غيرت الطريقة التي نحس بها. الناس لم تغير اساليب حياتها، لكن تغيرت الطريقة التي ينظرون بها الى الحياة... نعرف ان هناك امكاناً لحدوث اشياء اسوأ لبلدنا". وفي استطلاع نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الاسبوع الماضي قال 59 في المئة انهم لا يثقون في اجهزة الاستخبارات. وأشار 68 في المئة الى ان الكنيسة الكاثوليكية تسترت على فضيحة الاعتداء الجنسي على الاطفال بدلاً من كشف الحقائق وأعرب 54 في المئة عن آراء سلبية في شركات الادوية مشككين في انها تتلاعب بالاسعار. وقالت جينيفر لازلو خبيرة استطلاع الرأي العام: "اصبحنا امة متوترة. اشعر بالفعل ان هناك احساساً هائلاً بعدم الامن. انه يشبه تقريباً رد فعل اطفال انفصل آباؤهم وبدأوا يشككون في كل شيء اعتبروه من قبل من الامور المسلّم بها". ومرت الولاياتالمتحدة بمثل فترات الشك هذه من قبل، لا سيما خلال حرب فيتنام ومرة اخرى في نهاية السبعينات عندما دفع الركود وأزمة الطاقة الرئيس جيمي كارتر الى إلقاء كلمة اصبحت معروفة بخطاب "القلق" اعلن فيها ان البلاد تواجه ازمة ثقة. لكن هناك اختلافات رئيسة بين القلق في تلك الفترة وبين فلتان الاعصاب الحالي. فقبل 30 عاماً لم يكن هناك احساس بخطر مادي وشيك كالذي تستند إليه الازمة الراهنة. ولم تشمل الازمة الكثير من الهيئات غير الحكومية المهمة. وكتب بيغي نونان الذي كان يكتب الكلمات التي ألقاها الرئيس السابق رونالد ريغان في مقال حديث ان "المؤسسات التي ابقتنا في حال جيدة تترنح وتئن من فرط سوء ادائها". وأضاف: "الكنيسة الكاثوليكية الاميركية ضحية للجراح التي احدثتها بنفسها وفسادها الذي لحق بأساقفتها. ولوثت شركة انرون شركة الطاقة العملاقة الاميركية سمعة الشركات الكبرى. وبورصة وول ستريت استخدمت اساليب ملتوية... وشركات المحاسبة الكبرى التي نحكم بها على اداء استثماراتنا اصبحت مثاراً للسخرية والتندر. كما اصبحت مثاراً لسخرية اكبر كل من مكتب التحقيقات الاتحادي ووكالة الاستخبارات المركزية".