استغرب الجمهور السعودي العرض المتواضع الذي قدمه الحارس محمد الدعيع في مباريات منتخب بلاده في مونديال كرة القدم، ولم يوفق الحارس العملاق في الذود عن مرماه، وكانت الحصيلة 12 هدفًا سكنت شباكه في ثلاث مباريات، ما دفعه الى إعلان اعتزاله دوليًا، فور المباراة مع إرلندا، ورمى خلف ظهره الانجاز الشخصي الذي اقترب من تحقيقه وهو "عمادة" لاعبي العالم. وما زاد من غضب السعوديين الاصرار على مشاركة الدعيع على رغم عدم جهوزيته، إذ أنه يعاني من إصابة في يده اليسرى "حملها" قبل انطلاق المحفل العالمي، وتهميش البديلين محمد الخوجلي ومبروك زايد. وطالب أنصار "الاخضر" بمشاركة الخوجلي الذي غادر الى اليابان مستعينًا بالعكازين لاصابته في المباراة الودية امام السنغال في الرياض، وقدم عرضًا ممتازًا في التصفيات الآسيوية المؤهلة للمونديال، وكانت له اليد الطولى في بلوغ النهائيات. وتساءل النقاد والمحللون الرياضيون عن سر غيابه عن المونديال، إلى أن اكتشفوا أخيرًا أنه أصيب في يده اليمنى خلال معسكر المنتخب في اليابان، ولم تكن الاصابة ناجمة عن التدريبات أو المباريات بل بسبب خلافه وتضاربه مع محمد نور، وقد تدخل القائد سامي الجابر لفض الخلاف بعدما كاد يتطور الى ما لا تحمد عقباه وسط دهشة اللاعبين جميعهم. ولم تكن تلك الحادثة هي الوحيدة في صفوف "الأخضر" بل وقعت مشادة كلامية بين الجابر والمدافع أحمد الدوخي قبل المباراة مع ألمانيا. ويبدو أن الحادثتين وغيرها من المشادات وراء العرض المخيب للآمال الذي قدمه "الاخضر" في المونديال. والسؤال الذي يطرح ذاته ما هو دور الجهاز الاداري وكيف أعد الاجواء النفسية لتهيئة اللاعبين قبل خوض الاستحقاق الكبير؟! ويطالب الجمهور بحل الجهازين الاداري والفني وتعيين الكوادر المناسبة ليعود "الصقور الخضر" الى التحليق من جديد بعد أن قصت أجنحتهم في كأس العالم. وفي ضوء النتائج المحققة، تمنى الغيارى على الكرة السعودية لو لم يتأهل منتخبها، والذي أطاح بالاحلام الوردية وضرب بالأمنيات عرض الحائط، وعاد لاعبوه مطأطئي الرؤوس. ويأملون أن يحاسب المسؤولون عن هذا التقصير الكبير، على طريق تصحيح الاخطاء لتعود الكرة السعودية الى بريقها المعهود.