لندن - رويترز - توقفت الحركة في بريطانيا أمس لتشييع جنازة الملكة الام مع تجمع افراد العائلة المالكة وملوك وملكات من الخارج مع عامة الشعب لوداع السيدة التي اظهر موتها ان الحياة لا تزال تدب في اوصال الملكية البريطانية. وبدأت مراسم التشييع في الساعة 30،10 بتوقيت غرينتش في كنيسة وستمنستر في لندن في حضور 2100 شخص بينهم الكثير من الملوك والشخصيات الاجنبية. وأقيمت مراسم الوداع الرسمي في بهو الكنيسة التي سجي فيها جثمان الملكة الاكثر شعبية بين سلالة وندسور، اثر وفاتها في 30 آذار مارس عن 101 عام، حيث ألقى نحو مئتي الف شخص النظرة الاخيرة عليها منذ الجمعة الماضي. وقرع جرس الكنيسة الكبير مئة مرة ومرة بفارق دقيقة واحدة بين كل قرعة وأخرى، إيذاناً ببدء المراسم المدروسة بدقة متناهية. ثم نقل النعش المغطى بعلم يحمل شعار الملكة، ويعلوه تاجها الشهير من البهو الى داخل الكنيسة، على مسافة بضع مئات من الامتار. وتم حمل النعش على طول الممر الذي سارت عليه قبل 79 عاماً عندما تزوجت الملك جورج السادس. وبدأت المراسم في الحادية عشرة والنصف، وفي الوقت نفسه، لحظت المصانع والمتاجر عبر بريطانيا دقيقتي صمت. وبعد القداس، سار رجال العائلة المالكة خلف النعش على انغام موسيقى الابواق. وتبع الموكب مساراً اجتاز شوارع الوسط التاريخي للندن، من وايتهول الى مال الذي يقود الى قصر باكنغهام ثم هايد بارك. ونقل النعش بعد الظهر الى قصر وندسور على بعد 40 كيلومتراً غرب لندن، يرافقه الامير تشارلز الذي كان مولعاً بجدته. وبعد مراسم خاصة في المساء دفنت الملكة الى جانب زوجها في مدفن كنيسة القديس جورج. وتم في المناسبة دفن رماد الأميرة مارغريت ابنة الملكة الام التي توفيت في التاسع من شباط فبراير الماضي. ونقلت مراسم التشييع مباشرة عبر الاذاعة والتلفزيون الى ملايين المشاهدين. كما نشرت الشرطة البريطانية 2500 عنصر بينهم عناصر من فرقة مكافحة الارهاب في العاصمة البريطانية. وضمت قائمة المشاركين في التشييع داخل كنيسة وستمنستر 25 من العائلات المالكة الاجنبية، ورؤساء وزراء بريطانيا وثلاث دول من الكومنولث، وزوجة الرئيس الاميركي لورا بوش. وعلى رغم الحزن على وفاتها كانت الحال العامة في الشوارع ايجابية وحددت القصيدة التي اختارتها لجنازتها ايقاع اليوم. وتقول القصيدة "يمكن ذرف الدموع على وفاتها... او الابتسام لأنها عاشت هذه الحياة". وهي حياة طويلة الفعل. فعندما ولدت هذه السيدة المتحدرة من اسرة ارستقراطية اسكتلندية كانت لا توجد في الشوارع سوى العربات التي تجرها الخيول وعندما ماتت ارسل المعزون برقيات العزاء على البريد الالكتروني. وفيما لم تدهش وفاة والدة الملكة اليزابيث عن 101 عام احداً عشية عيد القيامة، الا ان تدفق المشاعر الذي جاء في اعقاب ذلك اذهل الجميع. فخرج ألوف البريطانيين على رغم البرد القارس للاحتشاد في لندن وإلقاء النظرة الاخيرة على حقبة من التاريخ. وأظهرت الوفاة بعث شيء ما في الاسرة المالكة اذ اتضح ان البريطانيين لا يزالون متعلقين بالملكية التي يصفها الكثيرون بأنها لم تعد سوى اثر تاريخي يجتذب السياح. وأظهر استطلاع نشرته صحيفة "اندبندنت" أمس ارتفاعاً كبيراً في التأييد للملكية منذ وفاة الملكة الام.