توفي امس الكاتب المصري ثروت اباظة 75 عاما وكيل مجلس الشورى واقدم اعضائه. وعرف الراحل بمواقفه السياسية والفكرية العنيفة في مواجهة الناصريين والشيوعيين، الى حد اطلق عليه لقب صاحب "المكارثية" الجديدة. وبلغ عداء اباظة لليساريين، او كما كان يحب تسميتهم "الحُمر"، الى حد الاستقالة من اتحاد كتاب مصر قبل 4 سنوات، وطلب شطب اسمه من قوائمه، بعد نجاح قائمة المرحوم سعد الدين وهبة التي ضمت غالبيةمن اليساريين والقوميين، من السيطرة على مجلس ادارة الاتحاد. وجاءت الخطوة على رغم ان اباظة من اوائل مؤسسي الاتحاد مطلع السبعينات مع الكاتب توفيق الحكيم. وقال يومها "لن ادخل اليه الاتحاد طالما العناصر الحمراء موجود في داخله". وينتمي الراحل الى واحدة من اشهر العائلات المصرية في عالم السياسية منذ ثورة 1919، والتي توزع اعضاؤها بين احزاب الوفد والسعديين والاحرار الدستوريين المتناحرة قبل العام 1952. وعرف عنه موقفه العدائي من ثورة تموز يوليو، وكتب احدى اشهر رواياته التي تحولت الى فيلم "شيء من الخوف"، ضمنها انتقادات مباشرة الى "ديكتاتورية" الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. ونشرت الرواية بعدما استقطبه الرئيس الراحل انور السادات الى صفوفه مطلع السبعينات، خلال صراعه مع الناصريين والشيوعيين. واباظة من مواليد العام 1927. وهو تدرج في المناصب والمسؤوليات الصحافية والاعلامية حتى ترأس اتحاد كتاب مصر في فترة خرج منها جميع اليساريين والقوميين. وهو اقدم عضو في مجلس الشورى، اذ دخل اليه بقرار رئاسي منذ تأسيسه في 27 تشرين الاول اكتوبر العام 1980. وتولى منصب وكيل المجلس منذ 1986 حتى وفاته. وللراحل مؤلفات ادبية اشتهرت في مصر والعالم العربي منها مسلسل "هارب من الايام"، من اوائل الاعمال الفنية في التلفزيون الوطني مطلع الستنيات، و"ثم تشرق الشمس" اضافة الى مئات المقالات في صحيفة "الاهرام". كما نال وسام الدولة للعلوم والفنون من الطبقة الاولى وجائزة الدولة التقديرية العام 1982. وتحولت مقالات اباظة الى مادة حرب متبادلة بينه والناصريين والشيوعيين وانتقلت الى ساحات القضاء بعدما تجاوزت المساجلات الكلامية بين الطرفين الى تبادل السباب والشتائم والتهكم. غير ان الحصانة البرلمانية للرجل، كونه عضوا في مجلس الشورى، اسقطت الدعاوى المقامة ضده في حين استطاع هو الحصول على احكام ضد بعض "اعدائه" ادت الى سجنهم أشهراً بتهمة القدح والذم.