منذ أكثر من عام ونصف العام، يعرف الجميع ان الاتصالات المتطورة في أزمة مستحكمة. وعلى رغم كل الكلام التقني الزاهي عن الامكانات اللامتناهية التي يتيحها اندماج المعلوماتية مع الاتصالات، فان الهواتف المتطورة من نوع 3G لا تلقى الرواج المطلوب. والتفت الجميع الى اليابان حيث نجح 3G بقوة. والمعلوم ان ذلك البلد يتبع تقنية خاصة في الخلويات المتطورة، وهي "أي مود"، أو هواتف الانترنت. يرى البعض ان سبب النجاح يرجع الى ان الشركات اليابانية قدمت خدمة مهمة للشباب، هي ألعاب الانترنت. ويرى آخرون ان السبب يكمن في سهولة تقديم مواد الترفيه و"الميلتي ميديا" عبر الهواتف اليابانية. وهنا، برزت الى الامام مجموعة من الافكار، فلماذا لا تستعمل عوامل النجاح النموذج الياباني كافة. لماذا لا يتم جمع تقنية "أي مود"، مع 3G، مع ألعاب الكومبيوتر، مع الميلتي ميديا، كلها معاً وفي آن واحد؟ وفي مثل هذا السياق، أعلنت شركة "أريكسون سوني" أخيراً، عن مجموعة من الهواتف وأدوات الاتصال التي يجمع بينها السعي الى جعل الهاتف الخلوي وسيلة ترفيه وتسلية وبريداً الكترونياً. وأضيفت اليه قدرات التصوير الرقمي والاتصال بالانترنت ولعب الكومبيوتر، وما الى ذلك. وعلى سبيل المثال، قدمت الشركة أول كاميرا رقمية مخصصة لاعمال الخلوي، هي "كومينيكام" ComuniCam التي تتيح التقاط الصور بواسطة الهاتف النقال، وتبثها الى الشخص المطلوب الاتصال به. وبالنسبة الى من لديهم خدمات اتصال دولية، فانهم يبثون ما يلتقطون من الصور من دولة الى اخرى. وزودت الشركة ادواتها بتقنية "بلو توث" الشهيرة التي تتيح "التخاطب" المباشر بين الخلوي والكومبيوتر والانترنت، بل وأي جهاز الكتروني آخر. وهكذا، يمكنك ان تصور صديقتك، وتبث الصورة مباشرة الى كومبيوترها. هل هذا هو الحل، أم ان تكنولوجيا الاتصالات وقعت أسيرة "سحر الكلام"؟ يمكن الاستعانة بالماضي القريب. فقبل سنتين، اندفع الى أفواه الممسكين بالشأن التقني في العالم، مصطلح بدا وكأنه لا يقاوم: "واب". وتاه معرض "سي بيت 2000" في هانوفر الالمانية، الذي يعتبر القلب النابض للاتصالات في العالم، في خيلاء المصطلح وسحره. "لا تقل ويب، قل واب": تلك عبارة لشعار اعلاني ظهر في كل المدن الكبرى على امتداد الارض. وبدا كأن استخدام الواب من الناس، وكأنه القضاء والقدر. وسواء اردت الاتصال بجارك القريب، او بابنك المسافر البعيد، أو الحديث مع زميلتك في الكلية المجاورة، او الاطمئنان الى صحة أبيك في المستشفى: ال"واب" هو الحل. ثم... ماذا حل بهذه الصورة الباهرة لل"واب"؟ سؤال يجدر بأصحاب تكنولوجيا الاتصالات ان يفكروا فيه جيداً. وهم ينهمكون الآن في استنباط حلول لأزمة الجيل الثالث من هواتف الخلوي. وحري بهم ان يفكروا جيداً في عبارة المؤرخ الاميركي جورج سانتانا "من لا يفكر في أخطاء الماضي، محكوم بأن يكررها".