واشنطن - أ ف ب - يبدأ الرئيس الاميركي جورج بوش اليوم جولة آسيوية تشمل اليابان وكوريا الجنوبية والصين، فيما تبدي الولاياتالمتحدة التزاماً غير مسبوق في هذه المنطقة من العالم، منذ خروجها من فيتنام، لكنها تواجه قلقاً متزايداً في ما يتعلق بتوسيع حملتها على الارهاب. وعندما قام بوش بزيارته الاولى الى آسيا خلال قمة آسيا-المحيط الهادئ آبيك التي عقدت في شانغهاي في تشرين الاول اكتوبر الماضي، واجه بعض الشكوك لدى دفاعه عن الحملة الاميركية في افغانستان التي كانت آنذاك في مرحلتها الاولى. لكن الوضع تطور في هذه الاثناء اذ تمكنت الولاياتالمتحدة من القضاء على نظام حركة "طالبان" وباتت تنظر في اهداف جديدة. كما ان القوات الاميركية موجودة بكثافة في آسيا: فهي لا تزال نشطة في افغانستان، ومنتشرة في وسط وجنوب آسيا، و"تقدم النصائح" للقوات الفيليبينية في حربها مع الانفصاليين الاسلاميين في مجموعة "ابو سياف"، ناهيك عن الوجود التقليدي والكبير في اليابان وكوريا الجنوبية. وأكد مسؤول اميركي كبير طلب التكتم على هويته ان "الزيارة تأتي في وقت بلغ النفوذ والتأثير الاميركي في الشرق الاقصى ذروته على الارجح منذ حرب فيتنام". لكن النفوذ المتزايد للولايات المتحدة يترافق مع تحديات جديدة للسياسة الاميركية في هذه المنطقة، اذ ادى التنديد في كانون الثاني يناير الماضي ب"محور الشر" المؤلف كما يقول بوش من العراق وايران وكوريا الشمالية، الى موجة من الاستنكار. وتواجه ادارة بوش التي تسلمت السلطة وهي راغبة في تحسين العلاقات مع اليابان، الاحباطات نفسها التي واجهتها الادارة السابقة بسبب الشلل الذي يعتري الاقتصاد الياباني. أما الصين، الحليف الذي شكل مفاجأة في الحملة على الارهاب عبر تعاونها الاستخباراتي وامتناعها عن ادانة الحملة في افغانستان، فتطرح صعوبة اخرى. فهذه هي المرة الثانية في اقل من اربعة اشهر، يزور بوش الصين، فيما كان روّج لفكرة ان الصين ليست شريكاً لكنها ترتسم كتحد امني. الا ان القلق التقليدي للصين من محاصرتها يمكن ان يصبح اكثر تأججاً، كما يقول الخبراء، نظراً الى ازدياد انتشار القوات الاميركية في المنطقة، عبر وجود اميركي في كوريا وصداقة الولاياتالمتحدة مع تايوان والانتشار في آسيا الوسطى والجنوبية. وتشعر الصين بالقلق ايضاً من موقف الرئيس بوش من كوريا الشمالية والشعور المتنامي بأن الولاياتالمتحدة ستحول سياستها تجاه العراق.