قال احدهم: "الإنسان العصري يحفر قبره بواسطة سيجارته". أضرار التدخين لا تقتصر على السيجارة وحدها! طبعاً لا والنرجيلة ايضاً التي يظن البعض انها اقل ضرراً، كذلك السيجار والغليون. في الواقع ان التدخين بشكل متواصل لساعات، يعادل تدخين 15 الى 20 سيجارة. يدّعي البعض ان ثمة انواعاً من التبغ اقل ضرراً من غيرها!! وقد يقول قائل ان مئات من الناس أو اكثر يموتون بأمراض سرطانية خبيثة وهم في الحقيقة غير مدخنين! نعم هذا صحيح! ولكن كيف يمكن للإنسان السوي المنطق ان يصدّق ان الدخان... غير مضرّ؟؟ في الواقع انها قصة ادمان وإرادة مسلوبة اكثر مما هي قلة معرفة، فالجميع يعرف اضرار التدخين ومع ذلك يدخّنون... ويدخنون! أتعلمون ان اسوأ انواع الدخان يصدّر الى منطقتنا! وهو ما يعرف ب"اللايت". اكد تقرير صادر عن المعهد الوطني الأميركي للسرطان ان القطران الخفيف فيه لا يحد من المخاطر على صحة المدخن، إذ انه حين ينتقل الى السجائر الخفيفة فهو يُقبل تلقائياً على المزيد للتعويض عن النقص في جسمه. والمسألة نفسية ايضاً، فالمدخّن يُحكم اطباق شفتيه حول السيجارة حتى لا يتسرب منها شيء!! ما يعني تنشقاً اعمى لها. اضرار، تقارير، حملات... وماذا؟ تصنيع التبغ لم يتوقف عند شركات صناعة التبغ، موارد بشرية ومالية وسياسية ضخمة، توظف كلها لمواجهة ومكافحة كل الحملات الهادفة لحماية الناس من التدخين، وتنفق ملايين الدولارات لاحتضان الجماعات المؤثرة في وضع القرار السياسي ومواجهة البحوث العلمية التي تنشر فضائح هذه الصناعة. الأثر السلبي على الصحة: دخان التبع مشبّع بآلاف الغازات والأجسام السامة منها النيكوتين والقطران. والنيكوتين موجود في اوراق التبغ بنسبة 2 في المئة وهو مادة سامة جداً ومتبخرة. وفقاً لمراجع عدة، اخطار النيكوتين اربعة: على الجهاز العصبي - القلب والشرايين - الجهاز التنفسي - المفعول المضاد للفيتامين. اما القطران فينتج السرطان. ومن الأمراض الخطيرة التي يسببها التدخين ايضاً: التقرحات المعوية، الأمراض الرئوية، امراض القلب، سرطان الفم، سرطان الحنجرة، الصدفية، تضرر البشرة، إعتام عدسة العين، التجاعيد، الإدمان وغيرها. والتدخين عند الأم الحامل يؤدي الى وزن منخفض للجنين عند الولادة، موت مفاجئ للأطفال، التهابات حادة في مجرى التنفس السفلي، آثار نوبات الرّبو، التهاب العينين والأنف والأُذن. منذ عامين تجتمع 191 دولة اعضاء في منظمة الصحة العالمية سنوياً في جنيف حيث تحضّر معاهدة ستكون اول معاهدة صحية عالمية توقع في بداية العام 2003، تتضمن بنوداً تحد من انتشار التبع في الشق الذي يخص اقتصاده وزراعته، الى جانب التزام الدولة الموقّعة على المعاهدة عدم السماح لوسائل إعلامها ان تبث دعاية للسجائر. ومكافحة التدخين يمكن إجمالها بوقايتين فردية وجماعية. الفردية تختصرها الإرادة القوية، فتوقيف التدخين بحاجة الى قرار واقتناع وإرادة. اما الوقاية الجماعية فتكون عبر منع التدخين في الأماكن العامة ومنع سائر انواع اعلانات التبغ والدعاية له، اضافة الى ايجاد بدائل مادية للذين يستفيدون من عائدات التدخين. التربية الصحية في المدارس وإجراء حملات ضد التدخين يكون لها بعد وطني ودولي. لارا الأحمدية 13 سنة