باريس، أديس أبابا، جوهانسبورغ، نيويورك -أ ف ب، رويترز - قالت منظمة العفو الدولية في بيان أمس أن "المعايير المتعلقة بحقوق الانسان ليست عنصرًا اختياريًا ولكنها عنصر أساسي في الحرب ضد الإيدز" مرض نقص المناعة البشرية المكتسبة. وأوضحت أن "التهميش الاجتماعي والفقر والتمييز، مرتبطة في شكل جوهري" بانتشار هذا المرض. وأوضح البيان أن "الاشخاص الذين يخشى أن يتعرضوا لفيروس الإيدز أكثر من غيرهم، هم الذين يعيشون على هامش المجتمع والمحرومون من حقوقهم الأساسية، مثل حق عدم التعرض للتمييز وحق التعليم وحق الحصول على العناية الطبية والأمن الاقتصادي". ودعت منظمة العفو الدولية السلطات إلى التحرك. وقالت: "يجب أن تتخذ الحكومات إجراءات لتشجيع ممارسات جديرة بالاحترام في مجال الصحة ومن أجل تجاوز التضليل الاعلامي في صفوف الرأي العام"، موضحة أن دراسة أجريت في آسيا الوسطى، كشفت أن ثلث الشابات لم يسمعن أبدًا عن الايدز. في حين أن نسبة العدوى بين النساء تتزايد في شكل كبير جدًا على المستوى العالمي". وأشار البيان إلى أنه "بسبب العنف الذي يتعرضن له، العنف العائلي والاستعباد الجنسي والاغتصاب، تتعرض النساء والفتيات لخطر الاصابة بفيروس" المرض. وطالبت المنظمة أيضًا بالقيام بتحرك في مجال الأدوية. وقالت أن "ملايين الاشخاص لا يستطيعون حاليًا الحصول على علاج مناسب وسيموتون قبل الاوان في حال لم يتمكنوا من الحصول على الادوية التي هم في حاجة إليها بأرخص الاسعار، لذا لا يجوز أن تعيق منظمة التجارة العالمية محاولات الدول الفقيرة تطوير برامج لتقديم الأدوية ضد الإيدز لشعوبها". لا لقاح قريبًا وفي غضون ذلك، استبعد المدير التنفيذي لبرنامج الاممالمتحدة لمكافحة الايدز بيتر بيو إمكان اكتشاف لقاح ضد الايدز في مستقبل قريب، على رغم وجود "استثمارات أكبر" في هذا المجال. وقال في أديس أبابا أول من أمس: "استراتيجيتنا هي أولاً الوقاية وثانيًا تلقي العلاج". ويقدر عدد المصابين بفيروس الإيدز في أفريقيا السوداء بنحو .529 مليون نسمة. وعام 2002، توفي .42 مليون أفريقي من جراء الإيدز، بحسب الاممالمتحدة. وفي مواجهة ذلك، قررت شركات كبيرة في القارة مثل مناجم الذهب في جنوب أفريقيا ومزارع الشاي في كينيا، أن تكون في طليعة المؤسسات التي تقدمت للمشاركة في جهود مكافحة هذا المرض القاتل. وقال مامادو ديالو مستشار الأممالمتحدة لمكافحة الإيدز في ساحل العاج: "أصبحت الشركات تعي إلى درجة متزايدة أن تكاليف الوقاية والرعاية الصحية أقل عشر مرات من خسارة موظفين مهرة وموتهم نتيجة للإصابة بالإيدز". حملة في الصين ولمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الايدز، أعلنت بكين أنها سترسل مليون طالب إلى الريف خلال العام المقبل، لنشر التوعية في ما يتعلق بمنع الإصابة بالمرض، وإقناع السكان بعدم إساءة معاملة المصابين. إلا أن الخبراء يقولون إن مساعي توعية الشعب بكيفية انتشار المرض. وهناك مليون حامل للفيروس المسبب للايدز في الصين بينما يوجد في الهند ثاني أكبر دول العالم سكانًا، أربعة ملايين مصاب على الاقل. وعلى مستوى العالم، هناك 42 مليون مصاب بفيروس الإيدز وليس هناك أي منطقة خالية من المرض حتى في وسط منطقة المحيط الهادئ. إلا أن التوقعات مثيرة للرعب ذلك أن وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية تقدر أنه خلال سبع سنوات فقط أي بحلول عام 2010، سيكون في الهند أكبر عدد من حاملي الفيروس على مستوى العالم ليتراوح العدد بين 20 و25 مليونًا في حين سيكون في الصين ما يراوح بين عشرة ملايين و20 مليونًا. كلينتون: الدواء أولاً وفي مقال في صحيفة "نيويورك تايمز"، قال الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون الذي يترأس جماعة دولية لمكافحة الايدز مع الزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا، إن 95 في المئة من المصابين بالايدز لا يتلقون علاجًا. وقال: "نظرًا ألى أن الدواء يمكن أن يحول الايدز من حكم بالاعدام إلى مرض مزمن ويحد من انتقاله من الأم إلى طفلها، فإن امتناعنا عن تقديم العلاج سيظهر للمؤرخين في المستقبل على أنه مثل إراقة الدماء في العصور الوسطى". وأضاف أن "الأدوية اللازمة باهظة الثمن وغير متاحة للناس في الدول الأفقر".