القدس المحتلة، القاهرة - "الحياة"، أ ف ب - نظم تجمع كبير مساء امس في تل ابيب لمناسبة الذكرى السابعة لاغتيال رئيس الوزراء الاسرائيلي اسحق رابين الذي قتل على يد المتطرف ايغال عمير في الرابع من تشرين الثاني نوفمبر عام 1995 خلال تجمع من اجل السلام. وبثت كلمات متلفزة خلال التجمع لكل من الرئيس حسني مبارك والعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني والرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون. وفي كلمته، أكد مبارك اعتزازه برابين ووصفه بپ"الصديق العزيز" الذي "ستظل ذكراه خالدة في أذهاننا"، و"سيظل سعيه للسلام راسخاً في وجداننا". وأشار إلى إيمان رابين بالسلام طريقاً صحيحاً لتسوية الصراع العربي - الإسرائيلي، ولبناء شرق أوسطي جديد أكثر أمناً واستقراراً، وأنه بذل كل جهده وطاقته في هذا الاتجاه إلى أن دفع حياته ثمناً لتحقيق هذا الهدف النبيل. وقال مبارك الذي لم يقم بزيارة إسرائيل طوال فترة حكمه سوى مرة واحدة للمشاركة في تشييع جثمان رابين بأن الراحل كان "محارباً شجاعاً، وداعية سلام عظيم، ورجل دولة من طراز نادر قل أن نجد له نظيراً، وكان يملك من الحكمة ما يجعله يدرك أن ضمان الأمن الإسرائيلي لن يتحقق إلا بقيام سلام حقيقي بين إسرائيل وجيرانها، ينزع أسباب العداوة والكراهية، ويحقق المصالحة العربية الإسرائيلية، وينتشل الشرق الأوسط من دوامة حرب استمرت ما يزيد على نصف قرن، ويضمن للشعب الإسرائيلي، ولجميع شعوب الشرق الأوسط تعايشاً سلمياً آمناً، وتواصلاً في العلاقات وتبادلاً للمنافع، يحقق مصالح الجميع، ويعزز الدور المحوري لهذه البقعة المقدسة التي تتوسط عالمنا، حتى تصبح مكاناً مختاراً لحوار الثقافات والحضارات والديانات". ولفت مبارك إلى جهود "الفقيد العظيم" في تعزيز علاقات الثقة المتبادلة بين مصر وإسرائيل ودوره الرائد في إبرام اتفاق أوسلو وشجاعته في السعي نحو سحب القوات الإسرائيلية من أرض لبنان ونجاحه في التوصل إلى اتفاق سلام مع الأردن. وقال "نذكر له الشوط الكبير الذي قطعه على طريق إحراز سلام كامل ومتكافىء مع سورية يقوم على انسحاب كامل من الجولان، الأمر الذي كاد يصبح حقيقة واقعة، لولا يد الغدر التي امتدت كي تخطف حياة مناضل جسور". وأكد مبارك مجدداً إلتزام مصر الكامل بالسلام هدفاً استراتيجياً يسبق كل الأهداف، وأعرب عن ثقته بأن السلم سينتصر أخيراً لأنه هدف كل شعوب المنطقة. ويشكل هذا التجمع مناسبة لقادة حزب العمل لكي يظهروا اختلافهم العقائدي والسياسي مع ليكود وزعيمه رئيس الوزراء آرييل شارون، خصوصاً بعد استقالة وزراء العمل الاربعاء من الحكومة الائتلافية. وقال الأمين العام لحزب العمل النائب عوفير بينس امس للاذاعة الاسرائيلية ان "حكومة الوحدة الوطنية لجمت الحزب وكل نقاش علني عن المسائل السياسية الكبرى الراهنة". يذكر ان مسألة المخصصات المالية للمستوطنين في الاراضي الفلسطينية في مشروع الموازنة للعام 2003 كانت وراء انهيار الحكومة الائتلافية وانسحاب الوزراء العماليين منها. ولخص رئيس حزب العمل، وزير الدفاع المستقيل بنيامين بن اليعيزر بدعابة الاشهر العشرين التي امضاها الى جانب شارون مع زميله وزير الخارجية شمعون بيريز في هيئة القرار المصغرة للحكومة المعروفة في اسرائيل باسم "المطبخ الصغير"، قائلاً امس للاذاعة: "كنت الطاهي وبيريز النادل وشارون الزبون الجالس على الطاولة".