هل تتحول مقاطعة بعض أوساط الجالية العربية في فرنسا شبه العفوية، للمنتجات الأميركية ومنها خصوصاً منتجات الشركات التي تقدم معونات مالية لاسرائيل الى منافسة تجارية؟ هذا على الأقل ما يوحي به طرح مشروب "مكاكولا" الجديد في الأسواق الفرنسية، منذ اسبوع تقريباً، ليحل محل "كوكاكولا" الاميركية التي تعد من السلع المقاطعة. انطلقت فكرة تسويق هذا المشروب، على حد قول مدير اذاعة "البحر المتوسط" الخاصة بالجالية العربية والمدير العام لمؤسسة "مكاكولا" توفيق المثلوثي التونسي الأصل، من الحاجة الى ايجاد سلع بديلة لتلك الخاضعة للمقاطعة، تجنباً لحرمان المستهلكين من منتجات يريدونها. اتصل المثلوثي بمنتجي "زمزم كولا" الايرانيين للبحث في إمكان تسويق مشروبهم في فرنسا، لكنهم تجاهلوا اتصالاته المتكررة على مدى شهور، ما جعله يلجأ الى انتاج مشروبه الخاص، واختار له اسم "مكاكولا" نسبة الى قبيلة "مكا" الهندية التي أبادها الاميركيون البيض في منطقة واشنطن، خلال فترة تأسيسهم للولايات المتحدة، ما يجعلها أولى ضحايا الارهاب الاميركي. وأعد المثلوثي بالتعاون مع مهندس كيماوي تركيبة للمشروب سجلها رسمياً، ثم عمل على تصنيع المشروب في فرنسا وبلجيكا واسبانيا. وبعد مضي اسبوع على تسويق "مكاكولا" انفجرت مبيعاتها، ففقدت من الأسواق الفرنسية حيث بيع منها 600 ألف زجاجة، وباتت المؤسسة تتلقى طلبيات يومية منها 5 ملايين زجاجة للمملكة العربية السعودية ومئة ألف للبنان و50 ألفا لسورية و50 ألفا لبنغلادش، اضافة الى طلبيات أخرى من دول مثل داغستان والصين وروسيا. لم يتوقع المثلوثي هذا النجاح لسلعته في غضون فترة وجيزة جداً، لكنه يفسره "بتفاعل الناس مع الفكرة انطلاقاً من تجاوبها مع قضية المقاطعة". ولمن يتهمه بتسويق "مكاكولا" بدافع الجشع المادي يقول: "هل ان السعي الى الربح ممنوع؟ ولماذا لا يزعجك شراء منتجات أميركية واثراء المؤسسات التي تنتجها ويزعجك اثراء شقيقك أو ابن عمك أو صديقك"؟ ويضيف انه خصص عشرة في المئة من أرباح "مكاكولا" لتمويل مشاريع خيرية في المناطق الفلسطينية وللجمعيات والمنظمات الأوروبية التي تسعى الى تنفيذ مشاريع تعود بالمنفعة على الجالية العربية. والمشروع انطلق أساساً من "التزامي السياسي"، يقول المثلوثي، لكنه مادي بالدرجة الثانية اذ انه "يتيح لي تمويل نشاطات أرغب في القيام بها". ويتفاوض المثلوثي حالياً على شراء متاجر "KFC" كنتكي فرايد تشيكن الاميركية التي اقفلت في عدد من الدول منها مصر، لاستبدالها بماركة "HFC" أي "حلال فرايد تشيكن". وهو يعد أيضاً لطرح بدائل أخرى للسلع الأميركية التي تجري مقاطعتها ومنها أنواع من الصابون ومساحيق الغسيل والسجائر، لكنه يرفض في الوقت الحالي الكشف عن تفاصيلها.