توافد العراقيون طوال يوم أمس على مراكز الاقتراع للمشاركة في الاستفتاء على تمديد ولاية الرئيس صدام حسين لسبع سنوات، وسط ترجيح أن يسفر عن فوز "ساحق"، خصوصاً بسبب عدم وجود مرشحين منافسين والسيطرة الصارمة للسلطات. ويعتبر مسؤولون عراقيون الاستفتاء "رسالة تحد" للولايات المتحدة وبريطانيا اللتين تسعيان إلى إطاحة صدام. بغداد، تكريت - أ ف ب، رويترز - وسط تعهدات بالدفاع عن صدام "حتى الموت"، أدلى العراقيون بأصواتهم أمس في استفتاء رئاسي، بدا أكيداً أنه سيسفر عن فوز ساحق للرئيس العراقي. ووضع بعض الناخبين علامة بدمائهم على كلمة "نعم" على ورقة الاستفتاء، تأكيداً للقبول بتجديد ولاية صدام. وتضمنت بطاقة التصويت سؤالاً واحداً: "هل توافق على اشغال صدام حسين منصب رئيس الجمهورية، نعم أم لا". لكن المقترعين سريعاً ما يصوتون ب"نعم"، متجاهلين العازل ويضعون بطاقاتهم في صناديق مغلفة بصورة الرئيس العراقي. وحضت السلطات الناخبين على الإقبال بكثافة على التصويت لاظهار التأييد الكبير لصدام في مواجهة التهديدات الأميركية بعمل عسكري، ورغبة واشنطن المعلنة في اسقاطه. وهتف مؤيدون في أحد مراكز التصويت في وسط بغداد "بالروح بالدم نفديك يا صدام"، وردد آخرون "كل العراق ينادي... صدام فخر بلادي". ووخز ناخب ابهامه الأيمن بإبرة ثم بصم بدمه على كلمة "نعم" في بطاقة الاقتراع. وفي شوارع بغداد، علت عشرات الآلاف من اللافتات مقابل المحلات والمؤسسات، تؤكد موافقة العراقيين على استمرار صدام في السلطة. وحملت هذه اللافتات عبارات "نعم للقائد صدام حسين" و"نعم لتحرير القدس" و"نعم للقائد صدام حسين والموت لأميركا والصهيونية". وكتب في لافتة عملاقة في ساحة الفردوس: "نعم بالمال، نعم بالولد، نعم بالعشيرة للقائد صدام حسين"، بينما رفعت لافتة أخرى: "نعم للقائد صدام ونعم للتضحية من أجل الأمة العربية". وكان عدد من المواطنين الأكراد أعلنوا أنهم سيأتون من كردستان العراق إلى المحافظات القريبة للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء. وأكدوا في اتصالات هاتفية مع "تلفزيون الشباب" الذي يديره عدي، النجل الأكبر للرئيس العراقي، أول من أمس، أنهم سيصوتون "تعبيراً عن تمسكهم بقيادة الرئيس صدام حسين ضمانة الشعب العراقي بعربه وأكراده". تكريت "لم نأتِ لنقول نعم لحبيبنا صدام فقط، بل لنقول لا كبيرة لبوش المجرم"، بهذه الجملة لخصت مواطنة شابة في تكريت، مسقط رأس الرئيس العراقي المعني الذي أرادت بغداد اعطاءه للاستفتاء الرئاسي. وطلبت ايمان خيري فرج من المراسلين لدى مغادرتها مركز اقتراع "ابلاغ العالم كله رسالة" بلادها التي تواجه تهديداً بهجوم أميركي. ففي هذا اليوم أرادت تكريت ربما أكثر من غيرها من مناطق العراق أن تؤكد ولاءها للرئيس الذي ولد قبل 65 سنة في قريسة عوجة إحدى ضواحيها. وبدت تكريت 170 كلم شمال بغداد أمس في حلة أشبه بحلة الاحتفال بعيد ميلاد صدام، وتنقل المراسلون الذين وصلوا إلى المدينة في قافلة لوزارة الإعلام، بين الرقصات الفولكلورية واستعراضات طلاب المدارس ومواكب رفع الأعلام. وصدرت الصحف العراقية وهي تحمل صوراً كبيرة لصدام وعناوين مثل "العراق من أقصاه إلى اقصاه نعم... نعم... للقائد صدام حسين". وكان الرئيس العراقي على هواتف جميع العراقيين أمس، إذ وجد كل من رفع سماعة الهاتف في العراق أن الطنين العادي حل محله صوت يردد "نعم نعم صدام"، شعار الحملة التي سبقت الاستفتاء. وكان متوقعاً أن تغلق مراكز الاقتراع في الساعة الثامنة مساء، على أن تذاع النتائج اليوم. لكن النتيجة المعروفة سلفاً، مع خضوع عملية الاقتراع للسيطرة الصارمة للسلطات، وعدم وجود مراقبين مستقلين أو مرشحين آخرين. وحصل الرئيس العراقي في الاستفتاء الذي أجري عام 1995 على تأييد 96.99 في المئة من الناخبين، وأكد المسؤولون العراقيون أنهم يتوقعون نتيجة أفضل هذه السنة.