لم تعد محطات التلفزة تنتظر وصول فرق التصوير إلى اماكن الحدث وتركيز الكاميرات ووصل كابلاتها بحافلات الارسال الفضائي. إذ شاهدنا مراسلين صحافيين أخيراً في مناطق ساخنة من العالم، ينقلون الاخبار مباشرة بواسطة كاميرا فيديو رقمية ضمن هاتف محمول يتصل عبر الاقمار الاصطناعية. وكان يكفيهم وضع الهاتف - الكاميرا باتجاه الحدث لنرى ما الذي يدور، ولو في شكل متقطّع احياناً. وتعدّ هذه الطريقة من اكثر استعمالات الكاميرا الرقمية تعقيداً، من الناحية التكنولوجية. وفي الحياة اليومية، شقت الكاميرا الرقمية العادية طريقها إلى الاعمال والمنازل. ولم تعد حكراً على محترفي التصوير والهواة. وتكاد نماذجها البسيطة تصل إلى أي شخص مهما كان عمره أو اهتماماته وغزا بعضها العائلات. وهناك امران ساعدا على رواج الكاميرا الرقمية: الاول انتفاء الحاجة إلى شرائط الافلام وأعمال التظهير. والثاني استخدام كاميرا "ويب" webcam، التي تسهّل تناظر المتحادثين خلال جلسات الدردشة عبر الإنترنت. ثم انتجت شركة "إنتل" كاميرا رقمية صغيرة تثبّت على شاشة الكومبيوتر، ولكنّها ايضاً نقّالة. وبواسطتها يستطيع اي شخص التقاط الصور، ثم انزالها إلى كومبيوتر وارسالها بالبريد الإلكتروني أو حتى تعديلها بواسطة برنامج خاص، لتصبح بطاقة معايدة إلكترونية. وتشكّل مزايا كاميرا "ويب" هذه جزءاً من مزايا الكاميرات الرقمية المحترفة التي سبقتها والتي تنتجها شركات عريقة في مجال التصوير مثل نيكون، اوليمبوس، كانون، كاسيو، مينولتا وغيرها. وكلها في سباق على جودة المكونات الإلكترونية مثلما كانت تفعل أيام الكاميرات التقليدية وافلامها. ومن ابرز تلك المكونات الذاكرة أو سعة الكاميرا من الصور، ووسيلة التقاطها بدقّة والحفاظ على نقائها. والواحدة تتوقّف على الاخرى، فكلّما كانت الصورة الملتقطة كبيرة حجماً أو وزناً احتلّت مساحة اكبر في الذاكرة. واخيراً، ظهر حلّ لمسألة الذاكرة في كاميرا "بالم كام" الجديدة من باناسونيك، من خلال تكنولوجيا الاقراص الفائقة "سوبر ديسك". فإضافة إلى استيعابها اقراصاً مرنة عادية، تستوعب هذه الكاميرا الرقمية تلك الاقراص التي يتّسع الواحد منها ل1500 صورة أو 120 ميغابايت، ما يوازي 83 قرصاً عادياً. أما وسيلة التقاط الصور فتستخدم اكثر من 3،1 مليون بيكسل، تسمح بالتقاط صور عالية الوضوح والنقاء.