لحق العار بكل من منتخبي هولنداوالمانيا العريقين في الجولة الثامنة من تصفيات اوروبا المؤهلة لنهائيات مونديال 2002 في كرة القدم، اذ بات امل الاولى شبه معدوم اثر خسارتها امام جمهورية ايرلندا 1- صفر، في حين مُُنيت المانيا بخسارة مذلة على ارضها امام انكلترا 5-1، ما وضعها في موقف حرج من انجاح مهمة التأهل للنهائيات، اذ باتت حظوظها تنحصر في خوض منافسات الملحق الاوروبي امام اوكرانيا او بيلاروسيا الا في حال فجرت البانيا او اليونان المتواضعة مفاجأة اسقاط انكلترا في المباراتين الاخيرتين، وهو امر مستبعد استناداً الى العرض الباهر الذي قدمته الاخيرة في ميونيخ. واعتبرت بولندا اول دولة اوروبية تبلغ النهائيات بفوزها على النروج 3-صفر وخسارة منافستها المباشرة في المجموعة الخامسة بيلاروسيا امام اوكرانيا صفر-2. عواصم - أ ف ب - في المجموعة الاولى، خسرت روسيا امام مطاردتها سلوفينيا 1-2 فتقلص الفارق بينهما الى نقطة واحدة 17 للاولى في مقابل 16 للثانية، وبقيت يوغوسلافيا ضمن دائرة الصراع بعد فوزها على مضيفتها سويسرا 2-1 رافعة رصيدها الى 15 نقطة. وفي المجموعة الثانية، انحصرت المنافسة على المركزين الاولين بين جمهورية ايرلندا 21 نقطة، التي تغلبت على هولندا 1- صفر، والبرتغال 18 التي فازت على اندورا 7-1. وخرجت هولندا بالتالي من المنافسات بعدما تجمد رصيدها عند 14 نقطة، علماً ان فوز جمهورية ايرلندا بهدف سجله جايسون ماكاتير في الدقيقة 65 صب في اطار الانجاز الحقيقي، بعدما نجح رجال المدرب الايرلندي مايك ماكارثي وبقيادة صانع الالعاب روي كين، قائد مانشستر يونايتد الانكليزي، في تخطي عقبة اللعب بصفوف ناقصة اثر طرد غاري كيلي 58. ووصف ماكارثي الانتصار بالرائع، وقال: "انا فخور جداً لأن اللاعبين فاقوا آمالي. انه انتصار رائع جداً، خصوصاً اننا حققناه بعشرة لاعبين. اني مسرور في شكل خاص من جايسون ماكاتير الذي عمل بجهد كبير وكان متميزاً، على رغم انه ليس اساسياً في فريقه بلاكبيرن الانكليزي. لا شك ان عدم تأهل الهولنديين للنهائيات خسارة، لكنني لست حزيناً لذلك لأن هذا سيمنحنا فرصة كبيرة للذهاب. وعندما نتحدث عن انتصار كبير، فان انتصار اليوم يبدو لي الافضل". وبدوره اعلن لويس فان غال مدرب هولندا انه يتحمل مسؤولية الاخفاق، لكنني لا استطيع لوم نفسي وحدي، اذ اننا بدأنا في شكل جيد، واهدرنا فرصتين، وفي النهاية اعتقد اننا غير محظوظين. ارض الملعب كانت مبللة هذا الصباح لكنها جفت خلال النهار بسبب الرياح، وهذا لم يساعدنا على تمرير الكرات بشكل جيد. ارتكبنا خطأ عندما لعبنا كما يريد الايرلنديون وقد طلبت من اللاعبين بعد الشوط الاول الامتناع عن الاستمرار في هذا الاسلوب، لكنهم تابعوا بارسال الكرات الطويلة غير المجدية الى الامام". وفي المجموعة الثالثة، استفادت بلغاريا بتصدرها المجموعة الثالثة مستغلة ثلاثة عوامل تمثلت في فوزها على مضيفتها مالطا 2-صفر، وتعادل الدنمارك، المتصدرة السابقة، مع ضيفتها ايرلندا الشمالية 1-1، وسقوط تشيخيا امام مضيفتها ايسلندا 1-3. وفي المجموعة الرابعة، اقتصرت المنافسة على المركزين الاولين بين السويد، التي تغلبت على مضيفتها مقدونيا 2-1، وتركيا التي فازت على مضيفتها سلوفاكيا 1-صفر، فخرجت الاخيرة بخفي حنين بعدما تجمد رصيدها عند 11 نقطة في مقابل 20 للسويد و18 لتركيا. وفي المجموعة الخامسة، تأهلت بولندا الى النهائيات للمرة الاولى منذ مونديال 1986 في المكسيك بفوزها على النروج 3- صفر، وخسارة بيلاروسيا امام اوكرانيا صفر-2. وفي المجموعة السادسة، اقيمت مباراة واحدة بين اسكتلندا وضيفتها كرواتيا انتهت بالتعادل السلبي فبقيتا على بعد نقطتين خلف بلجيكا المتصدرة 14 نقطة. وفي المجموعة السابعة، ضمنت اسبانيا بنسبة كبيرة تأهلها، بعدما تخلصت من مطاردتها النمسا بفوزها عليها 4-صفر، رافعة رصيدها الى 17 نقطة. وسيتأكد ذلك رسمياً بعد غد عندما تحل ضيفة على ليشتنشتاين الاخيرة. وتعادلت اسرائيل سلباً مع مضيفتها البوسنة فصعدت الى المركز الثاني برصيد 12 نقطة وبفارق الاهداف امام النمسا التي ستنافسها على بلوغ الملحق. وفي المجموعة الثامنة، تعادلت ايطاليا سلباً مع مضيفتها ليتوانيا صاحبة المركز الاخير، فتأجل تأهلها الى الجولة الاخيرة حيث ستتواجه مع ضيفتها المجر، بينما تلعب منافستها الوحيدة على بطاقة المجموعة رومانيا، التي تتخلف عنها بفارق 5 نقاط، مع المجر على ارض الاخيرة ثم على ارضها مع جورجيا. اذلال لالمانيا وفي المجموعة الثامنة، منيت المانيا بخسارة مذلة امام انكلترا 1-5 في ميونيخ. وتجمد رصيد المانيا عند 16 نقطة من 7 مباريات في مقابل 13 من 6 لانكلترا منافستها الوحيدة على بطاقة المجموعة. واعتبرت الهزيمة الاقسى للالمان على ارضهم منذ 24 ايار مايو 1931، حين سقطوا صفر-6 امام النمسا في برلين، لكنهم حتى الآن ضمنوا المركز الثاني قبل مواجهة فنلندا في 6 تشرين الاول اكتوبر في غيلسنكيرشن. وانعشت انكلترا التي كانت تحتاج الى هذا الفوز، آمالها بنسبة كبيرة وفي حال فوزها في مباراتيها الاخيرتين على ارضها الاربعاء على البانيا والشهر المقبل على اليونان سيصب فارق الاهداف في مصلحتها وتتأهل مباشرة تاركة المركز الثاني لالمانيا. وكان الالمان ضحية ثلاثي ليفربول المؤلف من اوين وجيرارد وهيسكي، حيث ادى الاول دور رأس الحربة بنجاح وسجل ثلاثية، وقام الثاني بدور المنسق امام المنطقة وسجل هدفاً، وتابع الثالث الدور ذاته داخل المنطقة وسجل ايضاً، اضافة الى جهود القائد الانكليزي ديفيد بيكهام الذي كان خير ممول وموجه لزملائه، فثأروا لخسارتهم ذهاباً صفر-1 على استاد ويمبلي قبل 11 شهراً. وبدا الألمان اللقاء في شكل ممتاز وبكروا في التسجيل من طريق العملاق يانكر بعد تمريرة من ميكايل بالاك الى اوليفر نيفيل الذي ارسل الكرة امامية فاستقبلها يانكر بين ثلاثة مدافعين وتابعها مباشرة بمقدمة قدمه اليمنى خدعت الحارس ديفيد سيمان 7. وفي الدقيقة 12، اثمر الضغط الانكليزي هدف التعادل بعدما نفذ المتخصص بيكهام ركلة حرة ارتدت الكرة منها الى جيرارد، ولدى مضايقته اعادها الى غاري نيفيل في الخلف فمررها الاخير برأسه داخل المنطقة تطاول لها هيسكي وارسلها الى اوين غير المراقب الذي تابعها بيمناه من زاويته اليمنى المفضلة هدفاً لا يرد. وفرض الانكليز سيطرتهم على المجريات، وارتبك الحارس كان بسبب ضعف المدافعين امامه، وفشل بالتالي في التصدي لتسديدة جيرارد من مسافة 25 متراً في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع. وفي الشوط الثاني، وبعد مضي اكثر من دقيقتين حصلت انكلترا على ركلة حرة نفذها بيكهام ووصلت الى هيسكي الذي ارتقى اليها برأسه واعادها الى اوين غير المراقب فكرر الاخير سيناريو الهدف الاول مسجلاً هدفه الشخصي الثاني والثالث لمنتخب بلاده. وتابع الانكليز افضليتهم وتفوقهم واضاف اوين الهدف الرابع بعدما استخلص جيرارد الكرة من بالاك ومررها في الزاوية اليمنى عند خط المنطقة الالمانية فتابعها اوين المتألق محرزاً ثلاثية ثمينة 66. ومرر بيكهام كرة زاحفة تابعها بول سكولز بالطريقة ذاتها الى هيسكي داخل المنطقة وتابعها الاخير زاحفة على يمين كان هدفاً خامساً 74، اثخن جراح فولر ورجاله، وحتى والده الذي كان ضحية ازمة قلبية نقل على اثرها الى المستشفى، علماً ان فولر لم يعلم باصابة والده الا بعد دقائق من انتهاء المباراة فتوجه على الفور الى المستشفى. وباتت المانيا تحت رحمة الانكليز انفسهم او بحاجة الى خدمة تقدمها إليها البانيا او اليونان التي ستواجه انكلترا في الجولتين الاخيرتين. وفي حال كان المركز الاول من نصيب غريمتها انكلترا، التي انتعشت آمالها كثيراً بعدما كانت شبه معدومة، ستكون مهمة المانيا صعبة في الملحق حيث ستواجه بصفتها ثانية المجموعة التاسعة، على الارجح اوكرانيا او بيلاروسيا. وقال زفن غوران اريكسون، مدرب منتخب انكلترا: "كانت ليلة رائعة، لقد اكدت مراراً وكنت دائماً مقتنعاً بأننا قادرون على تحقيق الفوز على المانيا لكن ليس بهذه النتيجة الكبيرة، خصوصاً ان الفارق بين المنتخبين ليس كبيراً الى هذا الحد. لقد اصبح الباب مفتوحاً امامنا نحو نهائيات المونديال، ونحن قادرون على انهاء التصفيات في المركز الاول في المجموعة". كونكاكاف خسرت ترينيداد وتوباغو امام كوستاريكا صفر-2 ضمن الجولة السابعة من تصفيات اتحاد دول الكونكاكاف اميركا الشمالية والوسطى والكاريبي المؤهلة للمونديال. وسجل رونالد غوميز الهدفين في الدقيقتين 4 و33 من المباراة التي قادها الحكم السوري محمد كوسا. وكانت الولاياتالمتحدة خسرت امام هندوراس 2-3.