واشنطن، نيويورك، شيكاغو، لوس انجليس - أ ف ب، رويترز - تفقد الامين العام للامم المتحدة كوفي انان انقاض مركز التجارة العالمي الذي دمرت برجيه طائرتان انتحاريتان ودعا الدول الى البقاء موحدة لمكافحةالارهاب. ورافق انان في جولته اول من امس رئيس بلدية نيويورك رودولف جولياني وحاكم ولاية نيويورك جورج باتاكي، وصافح رجال الاطفاء وعناصر الشرطة الذين يعملون بلا توقف منذ ثمانية ايام لازالة الانقاض ويبذلون مزيداً من الجهود للعثور على احياء. وقال انان للصحافيين ان "معظم الحكومات والقادة الذين تحدثت اليهم يريدون التصدي للارهاب ويريدون محاربته ... لا اعتقد بأن اياً منهم يتراجع قيد انملة امام الارهاب، لكن يجب ان نبقى موحدين". ولم يعثر عمال الاغاثة على احياء بين انقاض برجي المركز، لكنهم سحبوا جثثاً واشلاء. وقال جولياني: "فرص العثور على ناجين تضاءلت كثيراً … ليس لدينا امل يذكر لاقناع أحد بأننا قد نتمكن من العثور على اي احياء". واوضح ان 5422 شخصاً في عداد المفقودين وسُجل 218 قتيلاً تم التعرف على هويات 66 منهم فقط. وقال المسؤولون انه تأكد موت 189 في تفجير مقر وزارة الدفاع في واشنطن من بينهم 64 ركاب الطائرة التى اصدمت بالمبنى الاسبوع الماضي. وقالت الوزارة ان نفقات اصلاح الدمار الذي لحق بمقرها ستصل الى 520 مليون دولار. واعلنت ان شركة "ايه.ام. اي .سي" البريطانية للاعمال الهندسية حصلت على 25 مليون دولار دفعة اولى من عقد قيمته 520 مليون دولار لاعادة بناء ما دمرته الطائرة التي صدمت الوزارة. وأسفر الهجوم عن تدمير جناحين من المبنى، وسيخصص معظم المبلغ لاصلاح الجناح الرقم واحد الذي كانت الشركة البريطانية اجرت تجديدات فيه اخيراً ضمن خطة قديمة لتجديدات شاملة في البنتاغون. وسيستخدم بعض المال لاصلاحات في الجناح الثاني. ويعتبر البنتاغون، الذي شيد العام 1943 بعد اعمال بناء استمرت 16 شهراً، اضخم مبنى اداري حكومي في العالم. وفي إجراء للتخفيف عن اسر الضحايا وعدم تذكيرهم بالهجمات، امر رئيس شبكة تليفزيون "ايه.بي.سي" الاميركية الاخبارية بالتوقف عن بث لقطات صدم الطائرتين المختطفتين لمركز التجارة العالمي. وقالت سو لين نيكولاس الناطقة باسم الشبكة: "وفقاً لتوجيهات عامة من رئيس الشبكة لن تذاع هذه اللقطات الا في حالات الضرورة". وقال الدكتور روبرت بينوس خبير الصدمات العصبية "لقد كان اجراء صحياً جيداً ان تتوقف ايه.بي.سي عن بث هذه اللقطات المزعجة". ودعا المؤسسات الاخبارية الاخرى الى ان تحذو حذوها. واضاف "هناك آلاف من الأسر التي تحملت صدمة فقد احد ذويها وتتطلع الي الشبكات التلفزيونية لمعرفة معلومات اساسية جديدة، ومن الاجحاف ان تضطر هذه الاسر الى ان تعايش احزانها مجدداً من خلال مشاهدة كيف يمكن ان يكون ذووهم قد لقوا حتفهم". لورا بوش وفي الاطار نفسه، حثت سيدة اميركا الاولى لورا بوش الآباء في برنامج تلفزيوني اول من امس على احتضان اطفالهم والتحدث معهم في اعقاب الهجمات الارهابية في نيويوركوواشنطن. وقالت بوش من استوديوهات محطة تلفزيون "اي.بي.سي" التي بثت المقابلة على الهواء مباشرة: "أشعر كما يشعر الجميع بالحزن والقلق، لكني اعلم ان كل شيء يتم عمله للتأكد من امان اميركا". واقترحت لورا خلال المقابلة ان يحتضن الآباء "طفالهم ويطمئنوهم" وان يوفروا لهم جواً من الصبر والهدوء حتى يتمكنوا من الحديث بحرية عن مشاعرهم ازاء الهجمات. واضافت: "ربما كان ذلك مزعجاً بعض الشيء لكن ليحاول الآباء ادراك ان الاطفال يحاولون التأقلم مع المشاعر ذاتها التي يشعر بها البالغون. كل المشاعر التي تنتابنا طبيعية. الشعور بالحزن او الغضب او القلق او عدم اليقين او الاضطراب".