ويتولَّد جزء من هذا الارتباك عندما ينبري متطرفون، يقولون عن أنفسهم إنهم مسلمون، فيجزمون، دونما أساس من صحة، أن ختان الأنثى من تعاليم القرآن الكريم، إلاَّ أنَّ القرآن لم يشر في أي من آياته إليه .... وساهم بعض المسلمين المعاصرين، المعترف بهم مراجع للشريعة الإسلامية، في الارتباك الموجود، فهم حذرون في مقاربة هذه العادة، ويدلون بملاحظات تبدو أحياناً متناقضة، ويستشهدون بأقوال منسوبة إلى النبي محمد ص توحي بأنه أقرَّ، ضمناً، على سبيل المثال، ختاناً أنثويّاً محدوداً. ويتساءل علماء آخرون عن صحة هذه الاستشهادات. إن شجب ختان الأنثى القاطع، الذي سمعته من مسلمين عاديين، يبدو أدق من الانتقادات الصادرة عن بعض أوساط العلماء. ففيها تمنع الشريعة الإسلامية معظم أشكال ختان الأنثى، تبدو هذه الشريعة بالغة الحذر في إقرارها استئصالاً جراحيّاً "صغيراً" ...11. ولم تفلح محاولات العلماء المسلمين في إزالة الارتباك والرعب لدى العامة إلاَّ جزئيّاً. وكتب الدكتور عماد الدين أحمد أن الشريعة الإسلامية تحرّم ثلاثة إجراءات هي: استئصال البظر إمّا جزئيّاً وإمّا كُليّاً، وإزالة جزء من الأعضاء التناسلية الخارجية أو بكاملها، وتضييق الفتحة المهبلية، أو إجراء أي جراحة تناسلية تؤثِّر سلباً في قدرة المرأة على التمتع بالعلاقات الجنسية. وأضاف أن الشريعة الإسلامية تسمح "فقط بأخف أشكال ختان الإناث، بحيث لا يؤدّي ذلك إلى أيّ تأثير غير ملائم للفتيات الصغيرات". إنه كلام من مصدر موثوق أشبه ما يكون بشجب جارف لكل أشكال الختان الأنثوي، حيث يجمل خلاصته بالقول: "وما دامت هذه الممارسة المؤلمة مجرَّدةً من أيّ قيمة دينية، فلا مبرِّر لدى المسلمين للقيام بهذه العملية المؤذية، ويكون من الأفضل تجنّبها تماماً… أما الختان المعتدل، فينبغي وضعه، في أحسن الحالات، في خانة الممارسات المكروهة، لأنه يهدِّد مستقبل الفتاة، ويشكل خطراً على الاستمتاع بما يقوم بينها وبين زوجها من علاقات جنسية سوية"12. أما الدكتور طه جابر العلواني، رئيس المجلس الأعلى للجمعية الإسلامية لأميركا الشمالية، فيكتب قائلاً: "لم يرد، في القرآن الكريم أو في السنّة الشريفة، ما يفرض ختان الأنثى، وهذا كان تقليداً مورس في الجاهلية، ثم جاء الإسلام ليدخل عليه الاعتدال". فبعض أبرز فقهاء الإسلام يتركون المسألة على ما هي عليه من دون مساس. ويقول العلواني: "لم تعتبر ثلاثة من المذاهب الفقهية الأربعة الكبرى التقليدية أن ختان الأنثى مسألة تقتضي حكماً دينيّاً، مشيرة إلى أنه لا يعدو أن يكون عادة اجتماعية ذات علاقة واهية بالإسلام"13. ويبدو، في نظر بعض الأوساط، أن الشريعة الإسلامية تبقي الاستئصال المعتدل في قائمة الأمور المباحة، فيما تحظّر معظم أشكال الختان الأنثوي. ويبدو بعض الخبراء شديدي الحذر، في معارضتهم إيّاه، وحَذَرُهم هذا يقوم على القاعدة الفقهية القائلة: "كل ما ليس محرَّماً فهو جائز". ولأن القرآن الكريم لم يتضمَّن نصّاً صريحاً يحرّم ختان الأنثى، فمن الممكن، إذن، الاستدلال على أن هذه الجراحة ليست ممنوعة. وحتى في الولاياتالمتحدة، حيث يمارس ختان الأنثى في أوساط بعض مجتمعات المهاجرين، لم يردّ زعماء المسلمين على غضب الرأي العام. وكل الذين أدلوا بدلوهم في هذا الموضوع عارضوه بشدة من دون استثناء. والواقع أنني ناقشت هذه المسألة مع عدد من مسلمي الولاياتالمتحدة، فعبّروا أمامي جميعاً عن معارضتهم له، حتى في شكله المحدود الذي يمارس به في كينيا. يقول الدكتور مزمِّل صدِّيقي، رئيس الجمعية الإسلامية لأميركا الشمالية وعضو المجلس الشرعي لأميركا الشمالية: "إن إعادة النظر في الأحكام، عند المذاهب الفقهية الإسلامية المختلفة ومراجعتها، في ضوء حقائق العصر الراهن، ضرورة تواجه المسلمين. وهذا موضوع حسّاس، على الخائض فيه أن يلزم جانب الحيطة الفائقة… فهناك مساجلة، بين العلماء، حول الحكم الذي يَرد مرةً واحدة في القرآن: هل ينبغي أن يُعدَّ حكماً لحالةٍ خاصة، أم حُكماً يمكن تعميمه؟"14. وتَدِين الختان، وتُنكر أيَّ علاقة له بالإسلام، رابطة النساء المسلمات، إحدى المنظمات العاملة في كاليفورنيا، فتقول: "الواضح أن استئصال أجزاء من أعضاء المرأة التناسلية، باسم الإسلام، يشكّل اعتداءً على أقدس عقائدنا الإيمانية. لذلك، علينا أن نعارض هذه الممارسة، ونوحّد الجهود مع الآخرين ممَّن يعملون على تثقيف النساء والرجال حول تأثيراتها المؤذية". وتلاحظ الرابطة أنه يسود، في أوساط المسلمين، امتعاضٌ شديد مِنْ تناول الإعلام موضوع ختان الأنثى: "إن العديد من المسلمين ينظرون باشمئزاز إلى ما يروّج عن صلة تربط هذه الممارسة بدين الإسلام، وهم ببساطة يرفضونها". والاستغراب والاشمئزاز أمران مفهومان، إلاَّ أن رفض الختان، بوصفه فكرة منمّطة معادية للإسلام، لن يكون بالأمر السهل أو السريع. أما زينب البِرِّي، فشجْبها واضح تماماً، إذ تقول: "إن ختان الأنثى أمر مهين للإسلام، إذ ليس هناك أيّ نص، سواء في القرآن الكريم أو في السنة النبوية الشريفة، يسوِّغه أو يتغاضى عنه. والحقيقة أن في القرآن الكريم عشرات من الآيات تدعو، في الواقع، إلى عدم محاولة تبديل خلق الله عز وجل، وجسم المرأة من خلقه تعالى. وهذا يعني أن استئصال البظر يقع في باب العبث بالحرمات وانتهاكها". كما تعلن بحماس: "فإذا لم يشأ الله عزَّ وجلَّ أن يكون هذا العضو، لَمَا جعله جزءاً من جسد المرأة". وتضيف قائلةً: "غير أنني آسف أن أعترف أنه لا يزال يمارَس في وطني الأول ]مصر[ على أيدي ناس يسمّون أنفسهم مسلمين، حيث يأمر به الآباء، بل، وفي بعض الأحيان، تأمر به الأمهات والجارات ممن يعتبرن أنفسهن مسلمات. إن هذا منافٍ تماماً لما ورد في القرآن الكريم، في حين أنّ القيّمين على المؤسسات الإسلامية يلتزمون حياله الصمت". ومن بين أبرز مسلمي الولاياتالمتحدة، أذكر عبدالرحمن العمودي، أحد مؤسسي "مجلس المسلمين الأميركيين" AMC، الذي يعلن، بلا لَبْس، أن أيّ درجة من درجات الختان الأنثوي ليست من الإسلام في شيء. يقول: "ليس هناك أي حكم إسلامي يدعو إلى إزالة حتى غطاء البظر الجلدي. فهذه الممارسة منافية للإسلام وتمسّ كرامة المرأة وسعادتها". وهذا الرأي، على ما أعتقد، هو الرأي الغالب بين كل المسلمين الذين تربطني بهم علاقات شخصية، بل هو في ظنّي رأي كل مسلمي العالم تقريباً. وفي ردة فعل على مقالة ووريس ديري في مجلة "ريدرز دايجست"، طلب أكثر من 3000 قارئ من منظمة الصحة العالمية، التابعة للأمم المتحدة، تزويدهم معلومات عن ختان الأنثى. واستجاب الكونغرس لهذا الطلب، إثر الشهادة الشخصية التي أدلت بها ديري، فخصَّص 25 مليون دولار لقضايا المرأة، ومنها الختان، قدمه إلى صندوق السكان التابع للأمم المتحدة. وبدأت حملة ديري في أفريقيا تؤتي ثمارها. فالسنغال، التي يخضع 20 في المئة من إناثها للختان، التحقت بركب الدول الأفريقية الأخرى التي سنَّت القوانين المُحظِّرة لهذه الممارسة، فأصدرت قانون المنع في كانون الثاني يناير 1999، متّبعة خطى بوركينا فاسو وجمهورية أفريقيا الوسطى وجيبوتي وغاناوساحل العاج وغينيا وتوغو. حظّرت غانا ختان الأنثى عام 1994، ولكن قلة من السكان تعرّضوا للملاحقة القضائية على رغم استمرار ممارسته15. أما ساحل العاج التي يشكّل المسلمون 60 في المئة من سكانها، وحيث أخضع 40 في المئة من نسائها للختان، فأصدرت قانون المنع عام 199816. وفي آذار مارس 1998، قال ألبرتين غنانازان هيبي، وزير شؤون المرأة والعائلة: "هناك ثلاث حجج تُستخدم لتشجيع ممارسة ختان الأنثى، هي: الدين، واعتبار الختان شكلاً من أشكال التطهُّر، وشكلاً من أشكال دمج الفتيات اليافعات بمجتمع البالغين. وهذه الأسس الثلاثة ليس لها أي مسوّغ ديني ]أو[ أخلاقي"17. وتعلق كارول بيلامي، مديرة "اليونيسيف" UNICEF، بالقول إن المنع "يعكس تصميم المرأة على وضع حد لممارسة غير مقبولة، وغاية في القسوة، تغتصب حق الفتيات في حياة حرة وآمنة وصحيّة"18. ويزيد في صعوبة التحدي، الذي تواجهه الحملة للقضاء على ختان الأنثى، أن الختان هدف سهل لمنتقدي الإسلام. فصمت المسلمين عموماً، حيال هذه الممارسة، يخلي الساحة تاركاً أمر مناقشتها لأناس يُفْرحهم نقل الشائعات الكاذبة الى الآخرين، خصوصاً تلك المتعلقة بالأمور الجنسية. وإن الربط التضليلي لهذه الممارسة بالإسلام يغري، بوجه خاص، المتعصبين المتحمسين لتلطيخ سمعة المسلمين، كما يغري ملايين الأميركيين الذين تعوّدوا أن يقبلوا الصور السلبية عن هؤلاء المسلمين. وثمة عادة أخرى تستحق الشجب، هي أيضاً يجري على الدوام إلصاقها خطأً بالإسلام، عَنَيْتُ بها "جرائم الشرف"، التي تنتشر في الأردن وباكستان ومصر والهند وبعض مناطق شبه الجزيرة العربية. إذ يُعتبر أن للرجل الحرية في أن يقتل المرأة المتهمة بالزنا، لجلبها العار على العائلة. ومع أن القتل جريمة صريحة، غير أن الدفاع عنها يتمُّ بوصفها فعلاً ضرورياً لرد "الشرف" إلى عائلة المرأة، بحيث تتغاضى السلطات عنها بصورة روتينية، أو تلجأ في أحسن الأحوال إلى توقيع عقوبة مخفّفة19. ويتعاطى غير المسلمين في الولاياتالمتحدة مع "جرائم الشرف" باعتبارها ممارسة إسلامية، لأن التغطية التلفزيونية في الولاياتالمتحدة تركّز على ممارستها في البلدان الإسلامية، وتحديداً في باكستان والأردن، في حين تتجاهل ممارسات مماثلة في البلدان ذات الغالبية المسيحية. ففي أميركا اللاتينية، يرتكب بعض المسيحيين مثل هذه الجرائم، بالحصانة نفسها التي يتمتّع بها المسلمون في أماكن أخرى، بَيْدَ أنها لا تلقى اهتماماً في الولاياتالمتحدة إلاَّ قليلاً. وتشن الدكتورة رفعت حسن، وهي امرأة مسلمة وأستاذة للاّهوت في جامعة لويسفيل، حملة ضد جرائم "الشرف" في وطنها الأول باكستان، حيث بلغ ضحاياها 300 امرأة عام 1997. وبثت هيئة الإذاعة البريطانية BBC، خبراً عن مقتل امرأة باكستانية تبلغ من العمر ستة عشر عاماً، حَرْقاً، بعدما دانتها عائلة زوجها بالخيانة، فكان أن صُبَّ عليها الكاز وأشعلت بها النار. ووضع مفتي ضياء الدين، وهو محامٍ باكستانيّ متخصص بحقوق الإنسان، كتاباً يستعرض فيه قضايا النساء اللواتي كُنَّ ضحايا "جرائم الشرف" في المنطقة التي يقطنها في باكستان، حيث يحكم عادة على الجناة بالبراءة. وقال، في شهادة أدلى بها أمام إحدى لجان الأممالمتحدة: "لنفترض أنني قتلت زوجتي، سأسير إلى السجن مثل ملك، وسيقيم لي الناس استقبالاً، ولن ألبث حتى أخرج حرّاً". وفي صحيفة "لوس أنجليس تايمز"، كتبت مارغريت راميريز تقول: "إن بعض الأصوليين الإسلاميين يرون في "جرائم الشرف" عقاباً يقرّه الإسلام. ويستنكف آخرون عن مناقشة الموضوع، خوفاً من أن يؤدّي تناوله إعلاميّاً إلى التمييز ضد المسلمين في البلدان الغربية". أما رفعت حسن، فتستطرد مستنتجةً: "إننا في حاجة إلى مراجعة جذرية لتفسير نظرة القرآن إلى هذه المسألة. فإذا كنّا في صدد بناء مجتمع قائم على الأسس الإسلامية الصحيحة، فإن الرجل والمرأة متساويان في نظر الله عزَّ وجلَّ. وهذه الجرائم لا تحدث، لأن مرتكبيها يتّبعون الإسلام، فهم يحرّفونه ويشوّهونه". وتلقي الدكتورة حسن بجزء من اللوم على "المفاهيم الدينية الخاطئة التي تنتشر في المجتمعات الإسلامية التقليدية"، وتحذر من أن التمييز المتلطّي بالإسلام سيستمرّ إلى أن تُرفض هذه المفاهيم. وتفسر راميريز موقف الأستاذة حسن قائلة: "وظَّف بعض رجال الدين المسلمين والقضاة الباكستانيين آية قرآنية واحدة لتنصيب الرجال أوصياء على النساء. وعلى أساس ذلك، فإن الرجل الذي يقتل رجلاً آخر دفاعاً عن شرف زوجته أو ابنته، إنما يحمي ملكيته، ويعتبر فعله دفاعاً عن النفس. أما الدكتورة حَسَن، التي عملت ثلاثين عاماً في مجال تحليل القرآن، فتقدّم تفسيراً معاكساً. فهي ترفض أن الآية القرآنية تعطي الرجل سلطة على المرأة، لا بل تؤكّد، بدلاً من ذلك، أنه، فيما ينجب النساء الأطفال، لا يمكن مطالبتهنّ بأن يعملن لكسب رزقهن". إن القذف والاغتياب، اللذين يحرّمهما القرآن، يشكّلان الأساس العادي لجرائم "الشرف". وتضيف زينب البِرِّي الملاحظة الكئيبة التالية: "إن القرآن يحرّم، على وجه الخصوص، النميمة والاغتياب". وتورد الدكتورة حَسَن ردود فعل متباينة في أوساط مسلمي الولاياتالمتحدة، فتقول: "يصيب الذعر والحرج كثيراً من الشباب… بيد أن لديهم شعوراً داخليّاً بأن "جرائم الشرف" ليست من الإسلام في شيء، ولكنهم لا يزالون يجهلون السبب". وأثناء قيامها برحلة عبر أميركا، لمست معارضة حقيقية لحملتها الهادفة لاجتثاث هذه العادة. وبعدما طلبت دعمها بالمال، خلال كلمة ألقتها في مؤتمر رابطة الأطباء الباكستانيين، في أميركا، فوجئت بالحضور يتجنّبها. وقالت لها امرأة باكستانية: "لا داعي لهذه الجلبة التافهة حول جرائم الشرف". وتتذكّر الدكتورة حسن قائلة: "شعرت بإحباط بالغ. كانت تتلبَّسهم حالة رفض، ولكنني لا أستطيع أن أتخلّى عن هذه القضية. فقد شاء الله لي أن أسير في هذا الطريق. إنها رحلة حياتي"20. وهي تشعر بالحاجة إلى برنامج تثقيفي واسع على مستوى عالمي، تشجعها على ذلك مبادرة الأممالمتحدة، إذ عقدت جلسة خاصة في حزيران يونيو 2000، ناقشت حقوق النساء، ودعت فيها إلى اتّخاذ إجراءات مشددة ضد "جرائم الشرف"21. وترى زينب البِرِّي، في عادتي الختان و"جرائم الشرف" مجتمعتين، حلقة مفرغة. "فلأسباب اجتماعية واقتصادية، لا يملك معظم الضحايا أي سبيل للهرب. وإن هذه العادات تعتِّم على التعاليم الدينية. فحتى النساء المثقّفات يخفن الكلام على هذه المسألة، خشية أن يُنْبذن. ولكن على النساء أن يبادرن إلى وضع حد لهذه العادات المروِّعة، وكسر هذه الحلقة المُفْرغة. علينا، كمسلمين، أن نعمل بصورة أفضل لما فيه خير الأجيال المقبلة. وعلى النساء المسلمات أن يضطلعن بدور أكثر جرأة. فمعظمهنّ يربين أطفالهنّ بمكيالين، واحد للصبيان والآخر للبنات، في حين ينبغي لهنّ تعليمهم الأخلاق نفسها"22. وأكثر ما أذهلني، لدى مراجعتي مسحاً، غير رسمي، للأدبيات الصادرة عن المنظمات الإسلامية في الولاياتالمتحدة، أنني لم أعثُر إلا على مرجِعَيْن يبحثان ختان الأنثى و"جرائم الشرف". أكثر من ذلك: أحسستُ، لدى مسلمين قياديين، امتناعاً عاماً عن قول أي شيء يتعلق بهاتين الممارستين. ويعني هذا ، عموماً، أن مسلمي الولاياتالمتحدة لا يدركون تماماً المحنة التي يبتلى بها المسلمون من جرّاء الصور المضلِّلة التي تربط بين الإسلام من جهة، وختان الأنثى و"جرائم الشرف" من جهة أخرى، دونما حاجة للإشارة إلى الكرب النازل بالنساء. ولا بد من الإشارة إلى أنه نادراً ما تُتخذ تدابير مشابهة لزجر الرجال عن أي سوء في سلوكهم الجنسي. إن ختان الأنثى و"جرائم الشرف" ممارستان تعبّران عن ذروة الشوفينية الذكورية، انهما من البقايا البشعة للممارسات القَبَلية التي ثبَّتت هيمنة الرجل على مدى قرون. الهوامش 1 Readers Digest, 5-00, p. 222. 2 Population Council, February 1999. 3 Agence France Press, 2-13-1998. 4 Interview, 6-26-1999. 5 New York Times, 10-12-1996. 6 Africa News Online, 11-1997. 7 Interview with Ford Foundation representatives in Egypt. 8 Fauziya Kassindja, Do They Hear You When You Cry? Delacore Press, 1998 9 Interview, 11-8-1999. 10 Letter, 3-1-2000. 11 Jamal Zarabozo, _Female Circumcision_, Al-Jumah 8, no. 12. 12 Female Genital Mutilation: An Islamic Perspective, Pamphlet No. 1, Bethesda: Minaret of Freedom Institute. 13 E-mail, Sayyid M. Syeed, ISNA secretary-general, 5-19-2000. 14 Pakistan Link, p. 1, 9-1-2000. 15 Associated Press, 7-14-1999. 16 Agence France Press, 6-4-1998. 17 InterPress Service, 3-27-1998. 18 CNN, 1-15-1999. 19 Personal interview with citizens. 20 Ellen Goodman, Boston Globe, 3-12-2000 and Los Angeles Times, 3-11-2000, p. B-2. 21 Washington Times, 6-12-2000. 22 Interview, 7-8-1999 and letter, 8-23-1999.