البيت الذي اسكنه يسكنه التراب نيابة عني التراب أكثر حرية في التنقل الآن لا شيء يمنعني من الرحيل سوى ذلك الكائن المحبوس بالداخل المفتون بالعزلة وبالنظر الى السقف انتظاراً ان يمطره الطلاء الجيري بأفكار تفضل الطيران عن اتباع قانون الجاذبية ماذا جنيتِ من الدوران في افلاك الأدب يا دميتي الصغيرة المدللة سوى إدمان القهوة والسجائر وبعض الإشاعات الدميمة ولولا أنني منعتك في اللحظة الأخيرة من اعتناق مبدأ تداخل الأجناس لكنت أدمنت الكحول ايضاً فاقبعي بالداخل مطمئنة أن الأبواب موصدة وأنك تحت الحماية المطلقة. كان لي صوت يوماً ما والله وكنت أغني للرفاق والصحبة كان لي صوت جميل يراقص الهواء ويصعد للسماوات يقيم الافراح هناك لكل الذين عبروا الطريق الى النهاية أرواح المحبين أجساد المحبين أحلام المحبين كلها ذبذبات تميل مع رقصة اللهب على ضوء شمعتي وكان الملاك يحرسني من أجلهم ليل نهار غير أن الرجال الذين اتوا من المريخ اقاموا الحرب فيما بينهم سقط الكثيرون صرعى هكذا ورثت نساء الزهرة عدداً كبيراً من البناطيل ووظائف خالية لأجلهن فقط كان عليهن قص شعورهن اختصاراً لوقت التزين كان عليهن الخروج للعمل وكن حقاً قد اصبن بالملل من جراء البطالة بعد ما لم يعد من مبرر لعصر المزيد من النبيذ لرجال مبتوري الافخاذ هكذا. أراهن أن كل الافكار التي تلت ذلك كله تسللت من مواضع البتر إلى الألسنة إلى العالم الذي لا يقبله الغناء فماذا يمكن للمبتور ان يفعل سوى التفكير في الناقص التأسيس للناقص تبرير النقص كحقيقة ثابتة الآن يستبدلون الغناء بالثرثرة والأنغام بالمبارزات الكلامية والنوتة الموسيقية بالدوجماطيقا احبسني بالداخل أكثر يا جانبي الذكوري أمتني دفاعاً عن النفس عن الحب واتركني لقهوتي وسجائري أتأمل السقف وأرقد في التراب هنا... التراب أكثر حرية في التنقل من أنوثة مفتونة بنفسها. * شاعرة مصرية.