تعريفات الميتافيزيقا الكثيرة على مر التاريخ تتفق على أن هذا الحقل من حقول المعرفة يبحث في العلل القصوى والغايات النهائية للأشياء والأحداث مما لا يمكن أن يخضع للتجربة ويبقى مقتصراً على حدود التأمل والاستقصاء المنطقي وحسب. تبدأ السيادة والحكم مع أقدم ما عثر علماء الحفريات عليه من نصوص تتعلق بالمسألة. وكان ذلك في العراق حين عُثر على رقيم طيني عمره يقارب الخمسة آلاف عام، يحمل النص المسماري الذي تقول ترجمته: "هبطت الملوكية من السماء فكانت أريدو مركزاً للملوكية ثم جاء الطوفان وجرف البلاد. وبعد الطوفان هبطت الملوكية مرة ثانية وحلّت في كيش." طه باقر" مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، ص 288. وهذا هو في حقيقة الأمر أقدم نص عرفته البشرية في ما يتعلق بالحكم والمُلك والسيادة من ثم، إذ يشير الى مصدر مشروعية سلطة ملوك دويلات المدن في بلاد ما بين النهرين في بدايات الألف الثالث قبل الميلاد. وكما هو واضح فإن مصدر السلطة والسيادة والمشروعية إنما هو من أصل سماوي، فقد كان الاعتقاد السائد في العراق القديم، منذ عصر فجر السلالات أقدم الدويلات وأشكال الحكم التي عرفها الإنسان وحتى سقوط بابل في منتصف الألف الأول قبل الميلاد، أن الملوكية نزلت من السماء وأن الحاكم أو الملك إنما يحكم بتفويض وغايته تحقيق إرادة الإله ورغبته. ومع بدايات إنشائهم أول تجمعات حضارية عرفها الجنس البشري اهتم السومريون أقوام استوطنت وسط وجنوب العراق قبل ما يقرب من ستة آلاف عام وقادوا أول ثورة عمرانية وأكثر من ثورة حضارية في أكثر من مجال بالشمس والقمر على اعتبار أن لهما علاقة مهمة بالأرض وعرفوا أن هناك خمسة أجرام أخرى غير الشمس والقمر لها علاقة استثنائية بالأرض، هي عطارد والزهرة والمريخ والمشتري وزحل، وصاروا يضعون الجداول والتقاويم لحساب حركات ومواقيت هذه الأجرام، وأدركوا من خلال تعاقب الليل والنهار وتغير الفصول ومواسم الخصب وزيادة مناسب المياه في دجلة والفرات ونقصانها وارتباط ذلك بأوقات معينة من السنة وتأثر تلك الأوقات بالشمس وبقية الاجرام، فاستنتجوا من ذلك علاقة أثر وتأثر بين السماء والأرض، وتعاملوا معها بوصفها وقائع. بل ان الأمر وصل ببعض ملوك أكاد أول امبراطورية وحدت العراق القديم وأقامت دولة كبرى في النصف الثاني من الألف الثالث قبل الميلاد أن ادعوا الإلوهية. الأسطورة ونظام الحكم الأثر المتبادل: لقد كان الفكر الأسطوري منذ ما قبل فجر التاريخ عاملاً مؤثراً في نوع الحكم الذي نتج في الحضارات الأولى التي نشأت على وجه الأرض العراق ومصر القديمتين. فالملك مُقدس إما لأنه مُنح المُلك من قبل الإله العراق أو لأنه هو نفسه إله مصر. وهو متأثر، أي الفكر، بطبيعة الحكم ونوعه، إذ رأى هذا الفكر أن للكلمة قوة وسلطة غير عاديتين. في المجتمع السومري يرى صموئيل نوح كريمر انهم أسسوا "مذهباً صار في ما بعد عقيدة الشرق الأدنى بمجمله، ألا وهو المذهب الذي يرى في الكلمة الإلهية قوة خالقة، فبحسب هذا المذهب يتم الخلق الإلهي كله وتقرر المشاريع بواسطة الكلمة وإعلان الاسم، ان فكرة القوة الخالقة للكلمة بهذا الشكل ربما يمكن أن تعزى الى قياس استند الى ملاحظة المجتمع البشري، فالملك البشري حين يريد أو يرغب في أي شيء، فما عليه سوى أن يلفظ كلمة". وبهذا فإن الأثر متبادل بين طبيعة الفكر السائد ونظام الحكم القائم. الشفوي/ المدوَّن: وصلت الفكرة الأولى عن السلطة والحكم الينا من هؤلاء السومريين أنفسهم اذ اعتقدوا، بناء على معطيات فكرهم الأسطوري المتوارث من عصور ما قبل اختراع الكتابة، أن الملوكية نزلت من السماء. وعند اختراع الكتابة وحدوث النقلة الكبيرة من ثقافة الشفوي الى ثقافة المكتوب تم توثيق فكرة الأصل السماوي للحكم وتثبيتها من ثم لتستمر مع حضارة العراق القديم حتى نهايتها منتقلة الى المناطق المجاورة. فالكتابة هي محاولة للتثبيت والتوثيق" أي وضع الوثاق والقيد على مجريات الأحداث المروية. وبهذا يتم تقييد عملية النمو والتحول والزيادة والنقصان التغير والتطور التي تطرأ على ]المادة المتداولة[ سواء أكانت تاريخ وقائع أم أدب أم غيرها، تلك مادة حية في تغير مستمر، في حين أن غاية الكتابة هي إعاقة هذه الحركية الحية. وعلى رغم قوة القيد الكتابي، إلاّ أن عملية التغير في هذه المادة لا يمكن أن تتوقف. فمع وجود المعاجم المثبتة لمعاني المفردات نجد أن هذه المفردات تتغير معانيها وتذبل وتموت وتنشأ مفردات جديدة مع ذلك. وعلى رغم التثبيت والتدوين لمجريات الإحداث التاريخية، لكن المراجعات المستمرة وإعادات الكتابة وإضافات التبريرات والمسوغات وكل ما يحدث من خلال النظر الى الحدث نفسه من زوايا مختلفة، أو تحت شعار "عقلنة فهم الحدث" كل ذلك هو محاولات التفاف على محاولة التثبيت الكتابية لمصلحة التغير الذي يمور في قلب "المادة". من هنا نخلص الى أن الإنسانية قبل اختراع الكتابة كانت أكثر حركية في إنتاجها الفكري العام وأسرع تطوراً مما أصبح عليه الحال بعد اختراع الكتابة. إن الكتابة مع كل فوائدها الجمة إلاّ أنها، من هذه الناحية، كانت عائقاً كبيراً بوجه سيولة الفكر وحركيته ومن ثم سرعة تطوره. إن الأسطورة والفلسفة تهدفان كلتاهما الى الإجابة عن الأسئلة نفسها التي تتعلق بمصير الإنسان وأصل الكون والغاية منه وما شابه. وهما طريقتان ومنهجان فكريان مختلفان في سياقين متوازيين وليستا مرحلتين من التطور في سلسلة واحدة. وحين يقال ان الأسطورة والفلسفة نسقان مستقلان متوازيان لا يعني رفض فكرة التطور الفكري للبشر أو مبدأ تراكم الخبرة، ولكن ليس من المستحيل أن يوجد نظامان من الفكر انطلقا مختلفين وتطورا بشكل مستقل عن بعضهما، وإذا اختلفت بذرة عن بذرة اختلفت نبتة عن نبتة. مراحل الفكر البشري تم تجاوزها أو ينبغي ذلك، وصولاً الى المرحلة الوضعية العلمية. وتابع الكثيرون هذا التصنيف وعبروا عنه بصور وأشكال شتى. وهذا التصنيف هو الأخطر لأنه يؤدي الى نتائج عنصرية لا إنسانية إذ هو يفترض أولاً: أن هناك حقيقة واحدة مستقرة ثابتة. ثانياً: يمكن الوصول الى تلك الحقيقة من طريق واحد لا غير، وأن كل الطرق الأخرى هي طرق غير مؤدية سوى الى متاهات، لأنها تنطوي على أخطاء أو بالأحرى تنطوي على تخلف وينبغي أن تنبذ. ثالثاً: إن هذا الطريق الوحيد هو طريق الفلسفة ووريثها العلم الوضعي. الفلسفة والدين عند الفارابي ميزة الفارابي وباقي فلاسفة الشرق أنهم جمعوا بين أنتمائهم للثقافة الشرقية التي تعطي للدين أهمية خاصة من ناحية وبين دراستهم للفلسفة الإغريقية وبراعتهم بها من ناحية أخرى، وتبين ذلك جلياً في وصف الفارابي لمدينته الفاضلة. فقد صنع الفارابي تلك المدينة على غرار جمهورية أفلاطون الفلسفية سوى أن الفارابي، شعورياً أو لا شعورياً، على أساس من مزيج ديني فلسفي، فما كان للفارابي أن يكون فيلسوفاً بحتاً من دون أي رجوع الى مسلماته الدينية وما يمكن له. إن الاجتماعات الإنسانية تكون، بحسب ما يذهب إليه الفارابي، إما فاضلة وإما غير فاضلة. فالاجتماعات الفاضلة تؤدي الى نشوء المدن الفاضلة، والاجتماعات غير الفاضلة تؤدي الى نشوء المدن المضادة للمدن الفاضلة. ويشبّه الفارابي المدينة بالجسد الحي من حيث تناسقه وتماسكه وفق نظام معين متناسق. ويرى كذلك أن الناس الذين يكونون المدينة مختلفون في الفطرة متفاضلون في الهيئات، وان في المدينة إنساناً هو رئيسها، وهناك آخرون في مراتب مختلفة. وأن في كل واحد من هؤلاء الآخرين - بحسب المرتبة التي ينتمي إليها - هيئات وملكات يستخدمها بأن يؤدي بها مقاصد الرئيس. وأكمل أجزاء المدينة هو رئيسها سواء في ما يخصه أو في ما يشارك به غيره. والناس الذين دونه يكونون على مراتب يترأس بعضها بعضاً. فهو يترأس أقرب المراتب إليه وهؤلاء يترأسون من دونهم، وهكذا. وبهذا أيضاً تشبه المدينة البدن، إذ يشبه الرئيس القلب الذي هو أتم أعضاء البدن وأكملها سواء في ما يخصه أو في ما يشارك به غيره من الأعضاء. ومثلما أن القلب هو أول ما يتكون من أعضاء البدن ويكون هو السبب في تكوين بقية الأعضاء في البدن /على رأي الفارابي/ ويكون هو السبب في حصول كل منها على قواه ومرتبته حيث يكون القلب هو المرفد في إزالة اختلال أي عضو من أعضاء الجسد إذا اختل، "كذلك رئيس هذه المدينة ينبغي أن يكون هو أولاّ، ثم يكون هو السبب في أن تحصل المدينة وأجزاؤها، والسبب في أن تحصل الملكات الإرادية التي لأجزائها في أن تترتب مراتبها" وإن اختل منها جزء كان هو المرفد له بما يزل عنه ختلاله". آراء أهل المدينة الفاضلة، ص 99. المدينة الفاضلة تقوم نظرة الفارابي الى المدينة الفاضلة على تشبيهها، من ناحية البناء والمراتب والأولويات، بالبدن التام الصحيح. وبناء البدن من هذه النواحي مناظر لهيكلية الوجود عموماً، وقيامه على أساس نظام واجب الوجود، الذي يقتضي وجود واجب الوجود بذاته الصانع في قمته وتليه الموجودات على مراتب يكون أشرفها أقربها إليه، وأخسها أبعدها عنه. فالمدينة تشبه الجسد "وتلك أيضاً حال الموجودات، فإن السبب الأول نسبته الى سائر الموجودات كنسبة رئيس المدينة الى سائر أجزائها". آراء أهل المدينة الفاضلة، ص100. فنجد أن موقف الفارابي من النظام الكلي الذي يشمل الوجود، وهو نظام واجب الوجود ينعكس على تفكير الفارابي السياسي والإجتماعي. فالوجود، كما يرى الفارابي، مكون من واجب الوجود بذاته من جهة ومن ممكنات الوجود التي هي سائر الموجودات من جهة أخرى. وميزة واجب الوجود بذاته أنه موجود أولاّ، ليس بحاجة الى غيره كي يوجد، ولا يمكن تصور عدم وجوده لأن جميع الموجودات الأخرى التي هي ممكنات تستمد وجودها من وجوده، ووجوده ضروري لوجودها. ومعنى أن وجوده واجب بذاته أنه لا يمكن أن لا يوجد، وتصور عدم وجوده يؤدي الى محال. أما سائر الموجودات فهي ممكنات الوجود التي لا يؤدي تصور عدم وجودها الى محال، ووجودها الممكن يصبح واجباً بوجود واجب الوجود وأثره، فهي ممكنة الوجود بذاتها واجبة الوجود بغيرها. وهي ذات مراتب في الوجود بحسب قربها من واجب الوجود بذاته أو بعدها عنه، فالأقرب من واجب الوجود بذاته أسمى منزلة من الذي يليه، وهذا الذي يلي أسمى منزلة من الذي يليه ، وهكذا. والأقرب من واجب الوجود يكتسب وجوده من واجب الوجود بذاته وبذلك يصبح واجب الوجود بغيره، أي أن واجب الوجود بذاته يضفي عليه صفة الوجوب فيجعله واجباً. ولكن يبقى الفرق المهم هو أن الصانع واجب الوجود بذاته في حين أن هذا الموجود القريب منه وهو العقل الأول واجب الوجود بغيره ممكن الوجود بذاته. ثم بالطريقة نفسها يكون أثر هذا العقل بالموجود الذي يليه، فهو واجب نسبة لما يليه وممكن نسبة لما هو أعلى منه. وهكذا حتى تكتمل سلسلة الموجودات جميعها، وهذا هو الفيض. نظرية واجب الوجود، ص20-30 و 88-119. إن المدينة لدى الفارابي لا تكون فاضلة إلاّ إذا ناظرت الوجود في تكوينها وسادها النظام الذي يسوده عينه. فمنزلة واجب الوجود بذاته ورتبته من الموجودات وتسلسل هذه الموجودات ورتبها، نسبة الى بعضها وإليه، كمنزلة رئيس المدينة الفاضلة ورتبته من أجزاء المدينة. ما هو فوقه في غرضه، وهذا الذي فوق الأدنى يقتفي غرض ما هو فوقه حتى تنتهي السلسلة الى الموجود الذي ليس بينه وبين واجب الوجود بذاته واسطة، "وكذلك ينبغي أن تكون المدينة الفاضلة: فإن أجزاءها كلها ينبغي أن تحتذي بأفعالها حذو مقصد رئيسها الأول على الترتيب". آراء أهل المدينة الفاضلة، ص101. وهكذا فإن نظام المدينة الفاضلة ومراتب أهلها يشبه نظام الوجود عموماً ومراتب الموجودات. فرئيس المدينة الفاضلة بعد أن يرتب مراتب أهل المدينة في الرئاسة والخدمة فإنه متى ما أراد بعد ذلك أن يحدد وصية في أمر أراد أن يحمل عليه أهل المدينة، أو طائفة من أهل المدينة. ولضرورة النظر الى الأفكار والنظريات في ظروفها التارخية وأخذ هذه الظروف في الاعتبار لا بد من الإشارة الى أهمية أثر الأوضاع السياسية القائمة في الدولة العربية الإسلامية وتراجعها في القرن الرابع الهجري الذي عاش فيه الفارابي على آراء هذا المفكر وبحثه عن حل لأزمة تلك الأوضاع. الفلسفة السياسية عند الفارابي، ص21-24 وهكذا فقد اتخذ الفارابي موقفاً ووضع حلاً ضمّنه في كتابه آراء أهل المدينة الفاضلة عرض من خلاله الحل الذي يقترحه لإشكالية عصره السياسية. ولكن إشكالية العصر تلك أثارت المشكلة السياسية والاجتماعية في ذهن الفارابي وحسب، ولم تتعد ذلك الى تحديد نوع الحل الذي اقترحه. وإذا كانت المدينة الفاضلة تناظر نظام الوجود عنده فإن ذلك لا يعني بالضرورة أن ميتافيزيقا الفارابي تم تشكيلها على أساس الشكل السياسي الذي يقترحه. ولو كان الأمر كذلك لتشكلت الميتافيزيقا على شاكلة الوضع السياسي القائم لا المقترح، في اعتبار أن دعامة الوضع السياسي القائم هو الواقع الذي يقوم فيه ذلك الوضع. ولكن الحال أن التشابه كان، عند الفارابي، بين الميتافيزيقا وبين النظام السياسي والاجتماعي المقترح وليس القائم. فهذا النظام السياسي والاجتماعي المقترح، بحكم كونه مجرد اقتراح، يحتاج الى دعامة وتسويغ، فلا يجوز نسخ نظام آخر على منواله ما لم يتم تسويغه. وقد كان التسويغ الأمثل لهذا النظام هو استناده الى النظام الذي يشمل كل الوجود وما فيه من موجودات وهو نظام واجب الوجود، أي النظام الميتافيزيقي الذي لم يكن بحاجة الى تسويغ سياسي أو إجتماعي أو غيره، لأن تسويغه أنه واقع حال وأنه مستند الى وجود واجب. فالنظام الميتافيزيقي، برأيه، نظام كامل ومقدس، ولذلك كان وصفه للمدينة الفاضلة متماشياً مع نظامه الميتافيزيقي، بل مستمداً من هديه. وإن كان الوضع السياسي والاجتماعي في القرن الرابع الهجري قد حدا بالفارابي الى التفكير في صوغ أفضل نظام سياسي اجتماعي ممكن، فإنه قد وجد ضالته في النظام السياسي الاجتماعي الذي يمكن أن يقام على غرار النظام الميتافيزيقي، أو نظام واجب الوجود. ولكن الوضع السياسي والاجتماعي الذي كان قائماً لم يكن وحده السبب في صوغ الفارابي لفكرة المدينة الفاضلة، وذلك لأن هذه المدينة لا تتعلق بمرحلة معينة ولا بمكان معين. ولأن الفارابي لاهوتي يؤمن بمطلق ويريد من كل جزئيات الوجود أن تتسق على وفق قانون ذلك المطلق ونظامه، وذلك النظام هو نظام واجب الوجود. ذاك أن النظام السياسي والاجتماعي الذي يقترحه الفارابي في مدينته الفاضلة لا يشبه النظام الميتافيزيقي وحسب، وإنما يشبه جميع الأنظمة الأخرى التي تشبه النظام الميتافيزيقي وتقوم على غراره، فنجد أن "الاجتماع المدني والجملة التي تحصل من اجتماع المدنيين في المدن، شبيه باجتماع الأجسام في جملة العالم ويتبين... في جملة ما تشتمل عليه المدينة والأمة نظائر ما تشتمل عليه جملة العالم". تحصيل السعادة، ص142 وهكذا يبقى الفكر الديني هو الذي يؤثر في تفكير الفارابي ويوجهه ويفرض عليه مفاصله الحساسة، مثلما فرض الفكر الأسطوري على قدامى العراقيين والمصريين. * استاذ فلسفة في جامعة الكوفة، العراق. مقطع من محاضرة قدمها في الدورة السادسة لندوة الثقافة العربية في جامعة لندن ساواس مساء 28 تموز/ يوليو 2001.