اقترحت الولاياتالمتحدة خلال مشاورات مجلس الأمن الدولي في شأن توصية التجديد لقوات الطوارئ الدولية في جنوبلبنان، تغييراً رسمياً لولاية هذه القوات لتصبح مهماتها "محددة بالمراقبة حصراً، مع تعريف واضح لهذه المهمات". وبهذا الموقف طرأ تطور جديد على التحضيرات لتجديد ولاية الطوارئ يونيفيل خصوصاً ان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان كان اقترح في تقريره الذي هو موضوع مشاورات مجلس الأمن، ان يتم التجديد ستة أشهر اخرى لهذه القوات مع خفض عديدها من 4500 عنصر الى 3600، مع حلول الخريف، والى 2000 عنصر يتحولون قوةَ مراقبة مع حلول تموز يوليو من العام المقبل، اي ان انان اوصى بتطبيق ما تقترحه واشنطن بعد سنة من الآن، فيما اقترح مندوب الولاياتالمتحدة ان يبدأ تحويل مهمة القوات قوة مراقبة مع الولاية الجديدة. وعلمت "الحياة" ان فرنسا وافقت على المبدأ الذي اقترحه الجانب الاميركي، لكنها دعت الى تغيير تدريجي لمهمات الطوارئ بدلاً من التغيير الفوري والرسمي، كما جاء في الاقتراح الاميركي. وتقدّم المندوب الفرنسي بمشروع قرار يقترح ان يطرح انان في تقريره المقبل تصوراً لكيفية تحويل الطوارئ قوة مراقبة حصراً. ويشير المشروع الفرنسي الى انتهاكات للخط الازرق خط الانسحاب الاسرائيلي تحدث براً وجواً وبحراً، اضافة الى الطلب من حكومة لبنان ان تكفل عودة سلطتها الفعلية ووجودها الفعلي في الجنوب و"زيادة وتيرة" نشر القوات المسلحة اللبنانية. أما موقف الحكومة اللبنانية فكان التمسك بالمهمات الاساسية الموكلة إلى قوة "يونيفيل"، والتي تتضمن "حفظ السلام"، الى جانب "المراقبة" إضافة الى التحقق من الانسحاب الاسرائيلي ومساعدة الحكومة اللبنانية على بسط سلطتها على الجنوب كاملاً. وأكد الموقف اللبناني أن القرار الرقم 425 لم يُستكمل تنفيذه، وبالتالي يعارض تحويل المهمات الموكلة الى القوة الدولية مهمات مراقبة حصراً. لكن مجلس الأمن والأمين العام يعتبران ان "يونيفيل" وفَت بمهماتها الأخرى ولم تعد ولايتها السابقة ذات صلة بالواقع، وانها باتت "قوة مراقبة كأمر واقع" بحسب مصدر في المجلس. لكن المشروع الفرنسي يشير الى ما تضمنه تقرير الأمين العام عن خفض عديد القوات الى ألفي عنصر بعد سنة، ويتطلع الى "انجاز ولاية الطوارئ الموقتة في جنوبلبنان في اقرب وقت ممكن". وكان انان اكد في تقريره ضرورة ان تتخذ السلطات اللبنانية تدابير اضافية لضمان اعادة سلطتها الفعلية الى الجنوب "ومنها نشر الجيش"، الأمر الذي يذكره انان للمرة الأولى، فيما كان يشير في تقاريره السابقة الى "القوات المسلحة اللبنانية".