أصدر الكاتب والمفكر المغربي محمد نور الدين أفاية كتاباً جديداً تحت عنوان "السلطة والفكر". وعلى غرار كتابات أفاية ذات النفس السجالي والهاجس التساؤلي والحس النقدي، جاء هذا الكتاب ليطرح سؤال الإبداع في الفكر والسياسة والثقافة في المغرب، بحثاً عن اعتراف وعن دور بعد أكثر من أربعة عقود على الاستقلال. يحاول الكتاب من خلال مقاربة أسئلة الابداع والسياسة والتمدن والتخيل والتواصل الاجابة عن السؤالين الآتيين: هل الوضعية الثقافية والاجتماعية هي نتاج سياسة عامة واعتبارات اقتصادية ضاغطة لا تسمح بانعاش السوق الثقافية واستنهاض المجتمع المدني؟ أم ان الأرضية الثقافية والسياسية التي يحترق فيها المثقف والفاعل الاجتماعي لها جذور في التاريخ الثقافي المغربي وأسباب تضرب في أعماق اللاوعي السياسي؟ على ضوء هذين السؤالين راح د. أفاية يبحث في بعض معالم الثقافة والمجتمع المغربيين ليتبين ان هذه الوضعية مرتبطة بمعادلة التخيل والمبادرة. وهي المبادرة التي يحكمها ثقل التقليد الذي يكبل كثيراً من ارادات الانفتاح والانطلاق. لهذا وجب النظر، بحسب الكاتب، في الأسباب الثقافية والسياسية لهذه الوضعية أكثر من الأسباب الاقتصادية والمادية، والتفكير في صوغ مشروع مجتمعي يحرر الثقافي من تبعيته للسياسي، ويحرر الابداع والخيال من اكراهات التقليد والخوف من المبادرة وذلك عبر تحقيق أولويات العقلنة والتأسيس وتوفير شرائط المبادرة والابداع، مع استثمار وجه المجتمع المغربي نحو التفتح انطلاقاً من التحولات العميقة التي يشهدها المغرب سياسياً ومجتمعياً وجمالياً. ويبحث الكتاب من خلال معالجة جدلية السلطة والفكر في المجتمع المغربي، في عوائق انطلاق المغرب نحو الابداع والعطاء وتحرير المبادرة في الفكر والسياسة. وهو ما يظهر واضحاً في منهجية التحليل التي تربط بين مقاربة حضور الذاكرة في الحاضر المغربي وبين تفكيك اسئلة التحديث التي ما زالت تتعثر في استنبات أجوبتها في الفكر والمجتمع. يتناول الكتاب بالتحليل المحاور الآتية: الفصل الأول: الإبداع في التاريخ الثقافي المغربي. الفصل الثاني: المغرب السياسي ورهانات المجتمع المدني. الفصل الثالث: التمدن والتخيل. الفصل الرابع: المغرب الثقافي ومسألة التواصل.