الآن أيضاً، تؤلمني الركبة اليمنى. حيث المشي مزعج جداً. آخذ أرنباً من أذنيه آخذه من تحت عجلات سيارة. بريق الحياة - لا يزال - في عينيه. كم أنا سعيد./ حيث أمكث على الورق! 2 - فقط: الأقلام مبريّة جميعها، الكلمات على استعداد. لكنها... ويبقى في النهاية ما لا يقال! 3 - بالقرب من مقبرة: حينما كنت شاباً... وطرياً كنت حجّاراً... أصنع الشواهد لقبور الأطفال. والآن بقيت مجرد أدوات تلقي - عملياً - بظلالها 4 - على الورق: لا تحكِ نكاتاً! يقول الحجر لكنما المقص... لا يكف عن الزقزقة...! 5 - فرصة سانحة: قصائد تتسلل خفية... ثم تؤكد، وتقسم، انها كانت تجلس على الطاولة دوماً وتشاركنا الأحاديث والثرثرات! 6 - خيانة زوجية: مؤخراً... حلم بامرأةٍ غريبة. أخذته لغرفة... بدت غريبة. هناك، تمددا معاً ماتا - من الارهاق - شابين. انهما من ورق! 7 - اعتراف غرفتي الصغيرة... أغطي جدرانها بورق القصائد. الجدران الأربعة تهمس باختصار، ما لم أقله لك... يا حبيبتي! 8 - أصدقائي الزئبقيون: الذين كانوا قديماً أكثر يسارية مني، وسبقوني مسرعين. يتنحون الآن راجعين بحدة وباتجاه اليمين. لا أدري ان كانوا... سيصطدمون بي وهم يحومون في الفضاء ويترنحون! 9 - الجدار برلين تكبر وتكبر - وتنشغل بالصغائر - تحت وطأة كسل الصيف تحلم المدينة بأن تنقسم من جديد...! 10 - على البحيرة! أكثر ما يُصدق انني أكذب... عكس المرآة! 11 - آلة كاتبة: شاهدة كيف أكذب بدهاء من نص الى آخر واقترب من الحقيقة... كلما ارتكبت خطأً مطبعياً! 12 - نقابات: اعتقدت طويلاً انني مطرقة... لكن السندان الذي في الظل - في مكان عملي - يصدأ ببطء ويطلب مني: أن أتألم بحسي الطبقي! 13 - في المساء: نعدُّ القوائم بآلامنا... الصغيرة منها تستحق السخرية أما الكبيرة... فيفضل ان نصمت! 14 - نويروبين بلدة صغيرة شرق برلين البلاد التي بقيت طويلاً منسية ما ان اكتشفها المالكون الجدد. حتى نسوها ثانية لكنها بقيت مادة حية... للكتابة! 15 - اليك: حذاءاي الفارغان. مليئان بمشاريع سفر. ويعرفان الطرق غير المباشرة. التي تؤدي كلها اليك! 16 - سمك الرانجة في بحر الشرق: انها أصغر من الرنجة في بحر الشمال. تروي قصصاً هي الأخرى. لكنها من بركة الى بركة تقصّها بشكل مختلف! ترجمة وتعريف طه خليل * قبل سنتين - اي قبل حصوله على جائزة نوبل للآداب - أقام الكاتب الألماني غونتر غراس معرضاً لرسومه في مدينة "سولوتورن" السويسرية، وتفاجأت إذ شاهدت أمامي لوحات فنية منفذة بالأكواريل، وبفنية عالية، وحس شاعري عميق بتفاصيل الحياة اليومية المعاشة. كانت رسومه تدور على "أشياء" البيت والحديقة "فؤوس، معازق، خضروات، أسماك، فطور... الخ...". وكان قد كتب على كل لوحة مضيفاً اليها قصيدة قصيرة، دامجاً ألوان الكتابة مع ألوان الثمار أو "الأشياء" التي رسمها. وبموازاة المعرض أصدر كتابه "الكاتالوغ: مفقودات لغير القراء"، وهو عبارة عن كاتالوغ شعري وتشكيلي، ففي صفحة نجد لوحة من أعماله وفي الأخرى قصيدة شعر قصيرة - على الأغلب - تحاول ان تكون امتداداً كتابياً للوحة المرسومة قصائد، فيها من الألم الكثير ومن حب الطبيعة وموجوداتها الكثير كذلك، اضافة الى تلمس مواضيع تمس الصراع الاجتماعي والسياسي في المجتمع الألماني بعد انهيار جدار برلين، حيث التفاوت الواضح وعلى كل المستويات بين "الألمانيتين" الموضوع الشائك والمعقد والذي تناوله بقوة وعمق في آخر رواياته "حقل بعيد". ان النظر لغونتر غراس كشاعر لا يقل أهمية عن كونه روائياً وكذلك كفنان تشكيلي. وقد بقي هذان الجانبان الشعري التشكيلي مجهولين الى حد ما في ما يعرف عن غونتر غراس الكاتب المثير للجدل في ابداعاته. ومن "مفقودات لغير القراء" ترجمنا القصائد.