شدد وزراء السياحة العرب على ضرورة وضع الإجراءات التي تسهل دخول السياح العرب إلى الأقطار العربية الأخرى، مثل منح التأشيرات وتيسير إجراءات العبور في المطارات والمنافذ الحدودية وتبسيطها للأفواج السياحية. ووجه الوزراء الذين عقدوا اجتماعهم برعاية العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في العاصمة الأردنية، في ختام اجتماعاتهم التي عقدوها في عمان بين السادس والسابع من الشهر الجاري، الاتحادين العربيين للنقل الجوي والنقل البري، إلى ترجمة توجيهات القمة العربية الخاصة بتسهيلات خدمات النقل للسياحة العربية ودعم الاستثمار السياحي العربي وخدمات النقل السياحي بين البلدان العربية، والعمل على نشر الوعي بأهمية تنمية هذا القطاع الحيوي في أوساط المستثمرين والسياح سواء بسواء. وترأس هذه الاجتماعات التي تأتي في إطار الدورة الرابعة للمجلس الوزاري العربي للسياحة السيد عقل بلتاجي وزير السياحة والآثارالأردني، الذي خلف نظيره الجزائري لخضر الضرباني وزير السياحة والصناعات التقليدية الجزائري الذي سلمه الرئاسة باعتباره رئيساً للدورة السابقة. وشدد الوزراء على أهمية دعم الاستثمار في المشاريع السياحية الفلسطينية وتقديم العون في مجال تدريب الكوادر الفلسطينية في الدول العربية وذلك بهدف تأهيل القطاع السياحي الفلسطيني لاستعادة مكانته وأدائه بعدما تعود الأوضاع إلى طبيعتها. غياب فلسطين وكان الإغلاق الكامل الذي فرضته سلطات الاحتلال الإسرائيلي على مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية حال دون مشاركة وزيرالسياحة والآثار الفلسطيني متري أبو عيطة والوفد المرافق له في اجتماعات المجلس. وطالبت البرقية التي وجهها ممثل وزارة السياحة والآثار الفلسطينية إلى أعضاء المجلس الوزاري العربي للسياحة بإدراج موضوع السياحة الفلسطينية على جدول أعمال المؤتمر وإعطائه الاهتمام اللازم. وفي مجال الاستثمار السياحي العربي قرر المجلس اعتبار الاتفاقية الموحدة لاستثمار رؤوس الأموال العربية في الدول العربية هي المرجعية لمعاملات الاستثمار العربي في المشاريع السياحية ودعوة وزارات وهيئات السياحة العربية إلى الإيعاز للمستثمرين في المشاريع السياحية المشتركة للجوء لطرق تسوية النزاعات التي تضمنتها الاتفاقية المذكورة عند الحاجة، والإشارة إلى ذلك في عقود الاستثمار المشترك. وشدد المجلس على ضرورة تسهيل تنفيذ الاتفاقية الموحدة لاستثمار رؤوس الأموال العربية في الدول العربية للاستفادة من أحكام الاتفاقية، والاستناد إليها في جميع مراحل الاستثمار الذي يتم من قبل مستثمرين عرب في بلد عربي غير بلدهم الأصلي، كما دعا إلى العمل على دمج الشركات العربية ذات الصفة الواحدة، ومنحها المزايا كافة المنصوص عليها في الاتفاقية الموحدة لاستثمار رؤوس الأموال العربية في الدول العربية والمقرة في إطار المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي عام 1981، ودعوا الحكومات العربية إلى الإسراع في تخصيص المنشآت السياحية المملوكة للدولة. العراق وأحال المجلس موضوع الآثار السلبية للحظر الجوي على السياحة في العراق إلى كل من الهيئة العربية للطيران المدني والاتحاد العربي للنقل الجوي لإيجاد السبل الكفيلة بإزالة معوقات النقل الجوي أمام الحركة السياحية إلى العراق. وحول تحرير تجارة الخدمات دعا المجلس الدول العربية إلى تقديم تصوراتها حول ما يمكن أن تقدمه كل منها في مجال تحرير الخدمات السياحية إلى بقية الدول العربية. واتفق الوزراء في هذاالمجال على تشكيل لجنة ثلاثية من رئاسة المجلس والرئاسة السابقة والرئاسة اللاحقة للأمانة الفنية لتقديم تصور حول هذا الموضوع في مرحلة لاحقة، وذلك بعد جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات في هذا الشأن. وشدد الوزراء العرب وممثلوهم على ضرورة تكثيف مشاركة القطاع الخاص في اجتماعات المجلس لإقامة معرض للسياحة على هامش اجتماعات المجلس كل سنة أو سنتين، وأوصوا بعقد اجتماعات جانبية لممثلي القطاع على أساس توزيع إقليمي الخليج و الوسط والمغرب، وذلك إلى جانب الاجتماع العام للقطاع الخاص. وكان السيد بلتاجي قد دعا في كلمة له في افتتاح اجتماعات اللجنة التنفيذية للمجلس السياحي العربي والتي مهدت للاجتماع الوزاري إلى تشكيل هذه اللجنة التي ستضم خبراء ومتخصصين تمثل الأقاليم السياحية الموزعة على دول المغرب العربي والمشرق العربي والخليج العربي. ووافق المجلس على خطة عمل للفترة بين 2002 و 2004، ودعا الجهات الرسمية والقطاع الخاص إلى دعم الموارد المالية للمجلس ليتمكن من مواصلة أنشطته وتأكيد جدوى العمل السياحي العربي المشترك. وأقر المجلس عقد الدورة الخامسة في مدينة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة في شهر حزيران يونيو من العام المقبل، على أن تسبق اجتماعات الدورة التاسعة للجنة التنفيذية للسياحية التي ستعقد قبل أيام من افتتاح الدورة. وفي نهاية الجلسة الختامية ألقى السيد عقل بلتاجي وزير السياحة والآثار كلمة قال فيها إن ما توصل إليه الوزراء من قرارات وتوصيات في اجتماعاتهم تعد أهدافاً استراتيجية على صعيد العمل العربي الاقتصادي المشترك والصناعة السياحية، وقال: "أمامنا توصيات ومقررات مهمة لابد أن نسعى جاهدين، وبكل السبل والوسائل الممكنة، إلى تطبيقها وتنفيذها على ارض الواقع". اللجنة التنفيذية وكان السيد بلتاجي ترأس قبل ذلك بيومين اجتماع الدورة السابعة للجنة التنفيذية للمجلس الذي ناقش، وعلى مدى يومين، أحد عشر بنداً أبرزها السياحة العربية البينية في ضوء القرارات الختامية لمؤتمر القمة العربي الذي كان عقد في عمان في شهر آذار مارس الماضي، وتطلعات القادة العرب نحو تطوير الاقتصاد العربي وتنميته من خلال السياحة. كما ناقش الدور المشترك للحكومات والقطاع الخاص في مجال تنمية السياحة العربية، ومؤشرات الجودة والتنمية المستدامة للسياحة في الدول العربية، والاستثمار السياحي العربي والتنسيق بين المؤسسات السياحية العربية في القطاع الخاص وتفعيل أوجه التعاون ما بينهما، إضافة إلى البحث في القضايا المتعلقة بتحرير تجارة الخدمات السياحية بين الدول العربية.