انضم المنتجع الذهبي ل"راديسون ساس" قبل ايام الى سلسلة الفنادق الفخمة التي تزخر بها شرم الشيخ المدينة التي اصبحت تعرف بالدجاجة التي تبيض بيضاً ذهبياً للاقتصاد المصري. وبهذا تكون فنادق ومنتجعات "راديسون ساس" خطت خطوتها الاولى في مصر، ومن ثم في القارة الافريقية. يبعد المنتجع عن مطار شرم الشيخ الدولي قرابة خمس دقائق، ويبعد عن خليج نعمة - أحد المزارات الرئيسية في المدينة - سبع دقائق تقريباً. على رغم التكاثر الذي شهدته المنتجعات والفنادق السياحية في المدن المصرية مثل الغردقة وشرم الشيخ وسفاجا، إلا أن تصميم المنتجع الذهبي جاء متميزاً، فعلى مساحة 30 فداناً، قصر المصمم الاميركي إد دام المباني المشيدة فوقها على نحو 40 في المئة منها، في حين وضع خلاصة خبرته وميوله الفنية في ال 60 في المئة المتبقية، فكانت النتيجة تدفق 900 متر مكعب من المياه الصافية داخل جداول وانهار وشلالات اصطناعية حول موقع المنتجع، وثلاثة حمامات سباحة، ونادياً صحياً، وثلاثة ملاعب للتنس، وملعباً لكرة الشاطئ، وغير مضمار للركض، ومركزاً للغطس، والمسرح الروماني الذي يتسع ل200 شخص. وحفاظاً على هدوء اعصاب النزلاء وضماناً لعدم تعرضهم لميل الاطفال الطبيعي للشكوى من الملل، خصص المصمم إد دام 500 متر مربع من الملاعب في نادي "ابراكادابرا" حيث يمكن للأطفال تنفيس طاقاتهم الزائدة حول هيكل مبنى لسفينة ضخمة تحت اشراف اختصاصيين في رعاية الاطفال. ولمن ينوي تلبية نداء البطون، هناك 13 اختياراً متاحاً بين مطعم ومقهى وبار، بينها ستة مطاعم متعددة الجنسيات تراوح بين الفرنسي، واللبناني، والايطالي وغيرها. أما الغرف، فعددها 328 غرفة تعكس تصميمات مختلفة: استوائية وبحرية وعربية، ويظهر ذلك في تصميمات الاثاث والألوان المنتقاة. التصميم الدقيق والمتميز للمنتجع لم يكن النتيجة الوحيدة لمهارة المصمم الاميركي إد دام، لكن نتج عنه كذلك أن قفزت كلفة المشروع من المبلغ الذي كان متوقعاً لها بين 110 و125 مليون جنيه مصري إلى 183 مليون جنيه. وعلى رغم ذلك، فإن المالك ليس غاضباً أو حانقاً على إد دام. إذ يقول السيد أحمد عبدالمقصود صاحب "الذهبية للمنتجعات السياحية" مصر وهي الشركة المالكة للمنتجع: "دأب إد دام على بناء اشياء وتجهيزها ثم هدمها، وتشييدها مرة اخرى بطريقة مختلفة، لكنه قدم في النهاية صورة طبق الاصل لما كنت اتوقعه. وله كل الحق، فهو فنان أكثر منه مهندس". ويبدو أن من أسباب تفهم عبدالمقصود لميول إد دام الفنية الهادفة إلى الكمال كون عبدالمقصود نفسه فناناً بحكم عمله الاصلي، فهو من اعرق الاسماء العاملة في مجال المجوهرات في مصر وأكبرها وذلك منذ عام 1927، حين افتتح والده محل المجوهرات المشهور في القاهرة. من جهة اخرى، يتعامل عبدالمقصود مع منتجعه من منطلق حب، أكثر من مزاولته تجارة هدفها الربح فقط، فهو من محبي الزراعة وهواتها، لا سيما النباتات النادرة التي نقل بنفسه عدداً منها من مزرعته ليعاد غرسها في حدائق المنتجع. وتحوي تلك الحدائق ما يزيد على 130 نوعاً من النباتات والاشجار الاستوائية النادرة و22 جسراً خشبياً صمم كل منها على حده ليمر فوق مساقط مياه. وبالطبع هذا ليس مصدر المياه الوحيد في المنتجع الذي يمتد على مساحة نحو 220 متراً من الرمال البيضاء التي تطل على جزيرة تيران. ويمكن كذلك رؤية السفينة الاسرائيلية التي غرقت بحمولتها من البضائع إبان حرب الاستنزاف، والتي يؤمها المئات من هواة الغطس باعتبارها مزاراً سياحياً تحت الماء. ومن أبرز ما يميز المنتجع ميل تصميمه الى الطبيعة التي تتواءم وكل ما يحيط به من صحراء، وبحر، وحتى سماء، وينعكس ذلك في كثرة المنشآت المتشبهة بالبدائية، فالنادي الصحي مثلاً مصمم على هيئة كهف، لكن عائلة "فلينت ستونز" المشهورة لا تقطنه، لكن يقطنه هواة الرياضة الذين يشبعون هوايتهم في المعدات الرياضية، وهواة الاسترخاء ممن جُهّزت لهم ثلاث غرف للعلاج والتدليك، والبخار، والساونا. ويندرج هذا العمل في اطار مفهوم "المنتجع" الذي ليس فندقاً مبنياً بأسلوب رأسي على قطعة محدودة من الأرض، لكنه مكان واسع مبني افقياً يسمح للنزيل بالاستمتاع بالطبيعة على مرمى البصر. كما أن النزيل ليس في حاجة إلى أن يبرح المنتجع لشراء حاجاته، فخان جعفر يضم مركز تسوق في المنتجع يشتمل على 21 محلاً تجارياً. ومن الناحية البيئية، يؤكد مدير المبيعات والتسويق في "راديسون ساس غولدن ريزورت" شرم الشيخ وطابا السيد كميل حجي أن المنشأة من أكثر الفنادق والمنتجعات السياحية رأفة بالبيئة، عبر إعادة تدوير المخلفات، وترشيد استخدام الكيماويات والادوات المكتبية وغيرها لتجنب إهدار الموارد البيئية. ويعمل في المنتجع، بالاضافة الى المصريين: هولنديون، وسويسريون، والمان، واتراك، وفيليبينيون، وايطاليون. ولاحظت "الحياة" تركز أولئك في المناصب الادارية العليا، وهو ما نفاه مدير عام الفندق آرثر جي. دي سنو، وقال إن هناك عدداً من المصريين في تلك المناصب، واضاف: "إدارة فندق كفندقنا تتطلب خبرة عالمية، وعدد المصريين الذين عملوا خارج مصر في هذا المجال ثم عادوا قليل". وأكد أن سلسلة "راديسون ساس" تنوي فتح فندقين جديدين نهاية السنة الجارية في كل من طابا والغردقة. يذكر أن أن افتتاح "راديسون ساس طابا" كان مقرراً قبل شرم الشيخ، إلا أنه بسبب الظروف الراهنة في الاراضي الفلسطينية، وتأثير ذلك سلباً على السياحة في المنطقة برمتها، لا سيما طابا التي كانت تعتمد على نسبة كبيرة من السياح الإسرائيليين والقادمين عن طريق إسرائيل، تقرر تأجيل الافتتاح بعض الشيء. وأكد مسؤولو السلسلة أن افتتاح "راديسون ساس غولدن ريزورت" في شرم الشيخ - وهو الاول في مصر وافريقيا - ستعقبه عشرة افتتاحات اخرى في مصر وحدها، التي وصفها سنو بأنها تملك القوة الكامنة الاكبر على النمو والتطور في مجال السياحة، مضيفاً: "بالاضافة الى طابا والغردقة وشرم الشيخ، هناك مشاريع قادمة في القصير، وافكار خاصة بالقاهرة". وعلى المستوى الاقليمي، هناك مفاوضات تجري في المغرب وتونس، ومن المنتظر افتتاح "راديسون ساس بيروت" عام 2003.