توصل علماء شركة "بي بي أل" الاسكتلندية للأدوية، التي استنسخت النعجة دوللي عام 1996، الى استنساخ خمسة خنازير مهجّنة Transgenic. وفي انجاز يذكّر بادخال جينات قناديل البحر إلى القردة قبل أشهر قليلة، أدخل فريق قاده البروفسور آلن كولمان جينة "غريبة"، لا تنتمي الى فصيلة الخنازير ولا نوعها، الى التركيب الوراثي للحيوانات المستنسخة. بمعنى آخر، فإن أعضاء الخنازير الوليدة لم تَعُدْ لها المكونات الوراثية ذاتها الموجودة في ما يشبهها من الحيوانات، لذلك تسمى "مهجنة". ويأمل العلماء بمتابعة تغيير التركيب الوراثي للحيوانات اللبونة Mamal، مثل النعاج والخراف، كي تصلح أعضاؤها للزرع في جسم الانسان. ويأتي الانجاز في توقيت حاسم، إذ عانت الشركة أخيراً خسائر وصلت الى 64 مليون دولار. وفي عام 1996، عمل فريق مشترك من شركة "بي بي أل" ومؤسسة "روزالين" لتطوير نعاج يحتوي حليبها "أدوية" تعالج أمراضاً بشرية. وأفضى البحث الى استنساخ "دوللي"، مما أكسب الشركة شهرة كبيرة. ولدى زرع عضو من حيوان لبون في الإنسان، يرفضه الجسم عبر تكوين أجسام مضادة Antibodies تعمل على لفظ جينات محددة في هذا الحيوان. وتأمل الشركة بالتعرف الى الجينات التي يرفضها الانسان، ثم إدخال جينات تعمل على "اطفاء" هذه المكوّنات المؤدية الى الرفض. ولا تزال آفاق التهجين الوراثي بكراً، والمجال مفتوح أمام استيلاد حيوانات لبونة يحتوي حليبها أدوية وعلاجات. وأشار كولمان الى ان استنساخ الخنازير المهجنة يعتبر حدثاً علمياً بارزاً. وتواجه بحوث التلاعب بالتركيب الوراثي للحيوانات معارضة من علماء يحذرون من النتائج الغامضة والخطرة لنقل الجينات من نوع الى نوع آخر. وثمة تجارب اثبتت ان تناقل الجينات يحفز نمو أمراض سرطانية، ويضر بجهاز المناعة. وحاق الفشل ببعض التجارب التي اعتبرت "رائدة". ففي تجربة نقل جينات قناديل البحر الى القردة، لم تؤدِ الجينات المزروعة عملها، وفشلت في تأدية الوظائف التي كانت تؤديها أصلاً.