الرياض، الناصرة، واشنطن، نيويورك - "الحياة" - قال الرئيس الاميركي جورج بوش امس خلال لقائه مع رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون في البيت الابيض ان الولاياتالمتحدة "لن تحاول فرض السلام" في الشرق الاوسط. وقال بوش للصحافيين بعد الاجتماع في البيت الابيض: "ابلغته شارون ان امتنا لن تحاول ان تفرض سلاماً. سنيسّر تحقيق السلام... سنعمل مع اولئك المسؤولين عن التوصل الى سلام". ويعزز موقف بوش تحولاً كبيراً عن سياسة الرئيس السابق بيل كلينتون الذي شاركت ادارته بقوة في مساعي الوساطة بين اسرائيل والفلسطينيين للتوصل الى اتفاق سلام. في غضون ذلك خطت إسرائيل خطوة أخرى في إطار تحدي القمة العربية، إذ أعلنت الشروع في توسيع الاستيطان، عبر البدء ببناء وحدات سكنية جديدة في مستوطنة جبل أبو غنيم هار حوما لتطويق القدس وعزلها عن بيت لحم، واعتبر ناطق باسم الخارجية الفرنسية أن الحصار الكامل الذي يفرضه الجيش الإسرائيلي على بيت لحم "من شأنه أن يزيد حدة التوتر". وذكّر الرئيس الاميركي امس بأنه وعد، اثناء حملته الانتخابية، بنقل السفارة الاميركية في اسرائيل من تل ابيب الى القدس. وقال بوش امام الصحافيين في ختام غداء عمل مع شارون قبل محادثاتهما في المكتب البيضاوي في البيت الابيض: "خلال حملتي الانتخابية، اعلنت اننا سنعمد الى نقل سفارتنا الى القدس". ولكن بوش اشار، مع ذلك، الى ان الوضع النهائي للقدس "تحدده الاطراف المعنية". وفي اسرائيل رأى المعلق السياسي للقناة التلفزيونية الثانية عمانوئيل روزين انه "خلافاً لتوقعات حاشية شارون" فإن الرئيس الاميركي لم يعلن موقفاً متصلباً من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات كما لم يوجه اليه نداء مباشراً ل "وقف العنف" حسبما توقع الاسرائيليون. وقال المعلق ان "من غير المستبعد ان يدعى عرفات لزيارة واشنطن على رغم انه لن يستقبل بمثل ما استقبل به شارون من حفاوة". ومعلوم ان شارون ومساعديه أملوا في ان تنجح مساعيهم لاقناع الرئيس بوش بعدم دعوة عرفات لزيارة واشنطن بهدف ممارسة ضغوط عليه لوقف الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الاسرائيلي. وفي موازاة ذلك طرح وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز ا ف ب اربعة مبادىء "لتغيير الوضع مع الفلسطينيين". وقال في بيان ان هذه المبادىء هي "وقف العنف، والانتقال الى لغة السلام، والعودة الى طاولة المفاوضات، وتخفيف العقوبات في الاراضي" الفلسطينية، وانها يجب ان تنفذ "في الوقت ذاته وبدون شروط مسبقة". وطالب بيريز السلطة الفلسطينية ب "أن تعلن رسمياً التزامها اتفاق اوسلو الذي ينص على وجوب تسوية الخلافات الحوار وبعيداً عن العنف". الى ذلك، تكثفت الاتصالات العربية عشية القمة التي تنعقد الثلثاء المقبل في عمّان. وأعلن الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ان الأخير سيشارك في هذه القمة، وانها "المرة الأولى التي يخاطب فيها اجتماع قمة عربية". وسيأتي أنان إلى عمّان عن طريق واشنطن حيث يلتقي الرئيس بوش ووزير الخارجية كولن باول، بعد غد الجمعة. وقال الناطق فرد اكهارت إن أنان ينوي عقد لقاءات ثنائية مع القادة العرب تتناول التطورات الفلسطينية - الإسرائيلية والعراقية. ويلتقي أنان مع شارون، اليوم في نيويورك، فيما يبحث أعضاء مجلس الأمن في مشروع قرار، لم يطرح رسمياً بعد، يدعو إلى نشر قوة من المراقبين العسكريين ومن الشرطة تابعة للأمم المتحدة في كل أنحاء الأراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل منذ 1967. وتصر المجموعة العربية في الأممالمتحدة على اجراء التصويت يوم الجمعة في آخر موعد قبل قمة عمّان، لكن الولاياتالمتحدة وإسرائيل تعارضان انشاء قوة دولية لحماية الفلسطينيين، فيما اعترى التردد المواقف الأوروبية. وتركزت المشاورات العربية أمس في السعودية والأردن. وتناولت محادثات الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في جدة الحصار الإسرائيلي للمناطق الفلسطينية، والمساعدات العربية التي شكا الفلسطينيون من بطء وصولها.ولفتت مبادرة وزير المال السعودي إبراهيم العساف إلى تقديم جردة بالمساعدات المالية السعودية للسلطة الفلسطينية أثناء وجود عرفات في جدة. راجع ص 4 وفي عمّان استقبل الملك عبدالله أمس وزير خارجية العراق محمد سعيد الصحاف، قبيل لقائه وزير خارجية الكويت الشيخ صباح الأحمد. وقال الصحاف: "عبرنا عن موقفنا الذي يطلب من القمة الدعوة إلى رفع الحصار"، واستبعد حضور صدام حسين القمة، قائلاً: "ليس مطروحاً المصالحة مع أحد، المطروح هو جدول الأعمال". بينما قال الشيخ صباح الأحمد ان الكويت "لا تسعى إلى مصالحة مع العراق، وتشترط أولاً أن التزام العراق قرارات الأممالمتحدة، واعطاء معلومات عن الأسرى الكويتيين".