من المتوقع ان يعقد اجتماع للمجلس الاعلى الذي يضم حكام الامارات السبع الأعضاء في الاتحاد يوم الاحد في أبوظبي في اطار الاحتفالات بالذكرى الثلاثين لقيام الاتحاد في الثاني من كانون الأول ديسمبر 1971، وذلك استناداً الى تقليد سابق باستقبال الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات أعضاء المجلس بهذه المناسبة. وينص دستور دولة الامارات على ان يعقد المجلس الاعلى دورتين كل عام لمناقشة القضايا المهمة الخاصة بالبلاد والقضايا العربية المحلية. وينتظر ان يتخذ المجلس الأعلى للاتحاد قراراً بإعادة تسمية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات رئيساً للبلاد لفترة قادمة تمتد خمس سنوات اخرى، اذ تنتهي ولايته السادسة يوم غد الاحد. لكن المصادر لفتت الى انه ليس بالضرورة ان يتخذ المجلس قراراً بهذا الشأن عندما يلتقي حكام الامارات غداً في أبوظبي. وسبق لحكام الامارات ان اتخذوا قرار التمديد للشيخ زايد بتولي فترة دستورية جديدة في اجتماعات تعقد بعيداً عن يوم الاحتفال الرسمي بالعيد الوطني، وكانت آخر مرة أعلن فيها عن التجديد لولاية دستورية خامسة للشيخ زايد في 28 تشرين الأول اكتوبر 1991، فيما تمت الموافقة على الولاية الدستورية السادسة للشيخ زايد في 1996 من دون الحاجة الى عقد اجتماع للمجلس الأعلى لهذا الغرض. وعقد المجلس الأعلى للاتحاد في دولة الامارات آخر اجتماع رسمي برئاسة الشيخ زايد في العاشر من حزيران يونيو 1997 خصصه لبحث قضايا أمنية واقتصادية محلية اضافة الى قضايا داخلية اخرى، ووجه في ختام اجتماعه مجلس الوزراء لدرس احتياجات مواطني البلاد من الخدمات، كما بحث التطورات في منطقة الخليج والتطورات العربية الراهنة، واكد أهمية تعزيز التضامن ووحدة الصف العربي. وقالت مصادر مطلعة ان الشيخ زايد سيوجه غداً الاحد خطاباً شاملاً لشعب الامارات لمناسبة مرور 30 عاماً على قيام الامارات يتحدث فيه عن الانجازات الشاملة التي تحققت في البلاد خلال الفترة الماضية، ويحدد سياستها تجاه القضايا الاقليمية والعربية والدولية الراهنة. وبرزت الامارات خلال الشهرين الماضيين حليفاً مهماً للولايات المتحدة في مكافحة الارهاب، وقامت بجهود كبيرة على جبهة الحرب المالية ضد مصادر تمويل الارهابيين وقطعت علاقاتها مع حركة "طالبان" بعدما كانت احدى ثلاث دول تحتفظ بعلاقات مع الحركة، حتى اتهمت باحتضان تنظيم "القاعدة" وزعيمه اسامة بن لادن المتهم الرئيسي في الهجمات على نيويورك وواشنطن في الحادي عشر من ايلول سبتمبر الماضي. وتطالب الامارات بشكل واضح ومتكرر الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة بمعالجة جذور الارهاب الدولي والقضاء عليه خصوصاً الارهاب الذي تمارسه اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وضرورة التحرك لإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية ينتهي بإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة. ويتمتع الشيخ زايد الذي خضع لعملية جراحية ناجحة في الولاياتالمتحدة عام 2000 بحضور قوي في ادارة شؤون البلاد، وأعطى الشيخ زايد لنجله الأكبر الشيخ خليفة بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس الأعلى للبترول مهمات وصلاحيات واسعة في ادارة الشؤون الداخلية لإمارة أبوظبي، فيما برز نجم عدد من أبناء الشيخ زايد في ادارة قطاعات السياسة الخارجية والقضايا العسكرية والاقتصادية. ويلفت المراقبون الى ان الحديث عن ولاية دستورية جديدة للشيخ زايد تمتد لخمس سنوات اخرى يطرح حديثاً واسعاً عن امكان حدوث تغييرات واسعة في الجهازين التنفيذي والتشريعي في البلاد. وفي هذا المجال يتردد ان تعديلاً وزارياً سيجرى لحكومة الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي التي مضى عليها حتى الآن خمس سنوات. كما سيشكل مجلس وطني برلمان جديد خلفاً للمجلس الحالي الذي تنتهي ولايته في 29 كانون الأول المقبل.