استُحضِرت طقوس الشباب واللعب بكثافة، في الحفلة الضخمة التي نظمتها شركة مايكروسوفت أمس، لاطلاق جهازها الالكتروني الأول لألعاب الكومبيوتر "اكس بوكس" XBOX. وفي البداية إشارة الى ان ثمة لعبة جنس خفية في اسم الجهاز، فهو يبدأ بحرف X، آخر أحرف كلمة "جنس" بالانكليزية SEX، الذي يألف الشباب رؤيته في عناوين مواقع الاثارة على الانترنت. إنها ساحة "تايم" الشهيرة في مدينة نيويورك عند منتصف الليل، وبيل غيتس المدير الاسطوري المؤسس لشركة مايكروسوفت، يرتدي زياً خفيفاً يشبه ما يلبسه شباب أميركا ومراهقوها، ويسلم أول علبة تحتوي الجهاز الالكتروني الذي أطلق قبل ثلاثة ايام من جهاز الألعاب الجديد لشركة "نينتندو"، وبعد أشهر قليلة من جهاز شركة "سوني" "بلاي ستايشن 2". وبدا أغنى رجل في العالم كأنه عاد إلى سني الشباب، حين "اندمج" في اللعب والقهقهة مع أحد المراهقين. وفي وصف مبسط، يمكن اعتبار جهاز "اكس بوكس" جهاز كومبيوتر صغيراً نسبياً، متخصصاً في الألعاب الالكترونية. وتبلغ سعة قرصه الصلب 8 جيغابايت 8 بلايين بايت، ويتمتع بشاشة كريستال سائل تزيد صفاء الألوان والخطوط، وصوت مجسم "سيراوند" من نوع "دولبي 1،5". ويقدر على الاتصال مع الانترنت، من اجل المشاركة مع الآخرين وكذلك الوصول الى الألعاب الكثيرة الموجودة على الشبكة الدولية للكومبيوتر. ويشبه "بلاي ستايشن 2" في قدرته على تشغيل الأقراص المتعددة الأغراض "دي في دي"، التي تسجل عليها الأفلام السينمائية، إضافة الى الألعاب. وككل اجهزة اللعب، فإنه يوصل الى التلفزيون أو إلى الكومبيوتر. ولأنها تفترض مجموعة من اللاعبين، صارت الألعاب الالكترونية من أبرز سمات الترفيه في العصر الرقمي، ووسعت آفاق الترفيه في المنزل ونوادي الأحياء الصغيرة على حساب دور السينما والمسرح وغيرهما، إضافة الى ملاءمتها الترفيه الفردي المُنْعزل. وهذه الأمور هي من المتغيرات المهمة في صناعة الترفيه Entertainment على المستوى العالمي. وأطلق الجهاز ضمن سلسلة من الأجهزة الالكترونية التي أعلن عنها في معرض "كومدكس 2001" للمعلوماتية في اميركا، الذي يعتبر أبرز معارض الكومبيوتر في العالم. لماذا أعطي "XBOX" كل هذا الاهتمام من الشركة التي تدير انظمة التشغيل الشهيرة من نوع "ويندوز" التي تستخدمها نحو 90 في المئة من كومبيوترات العالم، والتي بلغ من سيطرتها على سوق البرامج انها دخلت في محاكمة بتهمة الاحتكار منذ ثلاث سنوات ولم تنته فصولاً؟ الأرجح أنها محاولة قوية لدخول سوق الألعاب الالكترونية، وهي أضخم سوق متوسعة مفردة في مجال التكنولوجيا الرقمية، وكذلك هي مجال اجيال المستقبل. وتهفو افئدة الشباب والمراهقين والأطفال في كل العالم الى الألعاب الالكترونية، ويقضون ساعات طويلة أمام شاشات الكومبيوتر، بينما الأيدي تدير العصا الرقمية "جوي ستيك" أو المقود الالكتروني المثبت الى جهاز الكومبيوتر. ومعروف انها المرة الأولى التي تنتج فيها "مايكروسوفت" جهازاً الكترونياً كاملاً بنفسها، من دون مشاركة الحلفاء الاستراتيجيين للشركة، الذين دخلوا معها في انتاج اجهزة "تابلت" وغيرها من الانواع التي اطلقتها "مايكروسوفت" في "كومدكس 2001" أيضاً. ويصعب اغفال الواقع الصعب الذي تعيشه سوق الكومبيوتر في العالم، ويدفع كل الشركات الى البحث الدؤوب عن الحلول، خصوصاً محاولة تحقيق مبيعات مرتفعة في موسم اعياد الميلاد ورأس السنة، الذي لم يعد بعيداً.