شددت الدول العربية الاجراءات الأمنية حول المؤسسات الاميركية والبريطانية التي اتخذت بدورها احتياطات غير عادية، بعد بدء الغارات على افغانستان. وأغلقت سفارات الولاياتالمتحدة وقنصلياتها أبوابها في السعودية وسورية والبحرين ليوم. وقال أحد الديبلوماسيين الاميركيين في القنصلية العامة في جدة، ل"الحياة" ان هناك عدداً من العاملين يزاولون عملهم وان "اغلاق السفارة شمل استقبال المراجعين". وأوضح المسؤول الذي كان في مكتبه امس ان اغلاق السفارة إجراء احترازي، ولمدة يوم واحد. لكنه لم يستبعد تمديد الفترة "حتى اشعار آخر". في دمشق، قالت مصادر ديبلوماسية ل"الحياة" ان البعثات الاميركية اغلقت أمس ابوابها "تحسباً لأي ردود فعل من الشعب السوري"، وان البعثات البريطانية واصلت نشاطاتها في شكل طبيعي. وأضافت ان السفارة والمدرسة والمركز الثقافي سيعاد فتحها اليوم الثلثاء لأن شيئاً لم يحصل امس ضد أي من المؤسسات، علماً انها كانت تعرضت لهجمات من متظاهرين خرجوا الى الشوارع في مناسبات سابقة اعتراضاً على السياسة الاميركية في الشرق الأوسط. في المنامة ايضاً أبلغت موظفة في السفارة الاميركية "الحياة" في اتصال هاتفي انها أغلقت ليوم واحد. وكانت ادارة "مدرسة البحرين الدولية" وهي مدرسة خاصة في المنامة تابعة لوزارة الدفاع الاميركية وتضم حوالى 430 طالباً معظمهم من ابناء أفراد القوة العسكرية الاميركية في المنطقة ابلغت الخميس الماضي اولياء الطلاب تعليق الدروس اسبوعاً من دون تحديد الأسباب. وبدت الأوضاع في البحرين عادية باستثناء بعض الاجراءات في بعض النوادي الاجنبية مثل تفتيش حقائب الاعضاء والدعوة الى توخي الحذر. في بيروت، شددت الاجهزة الأمنية اجراءات الحراسة حول المؤسسات الغربية. ونقلت وكالة "رويترز" عن ضابط في الجيش اللبناني ان التدابير شملت وضع دورية دائمة للجيش على مقربة من المكاتب والمؤسسات وثلاثة أرقام لخطوط ساخنة للاتصال بها عند الشعور بأي ريبة، مشيراً الى ان هذه التدابير تشمل كل المصالح الغربية في البلاد. وأوضح المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء الركن مروان زين ل"الحياة" "ان الاجراءات عززت حول السفارات التي يمكن ان تتأثر بالوضع الدولي وبعض المؤسسات التي تحظى بحراسة أمنية اصلاً عززت زيادة في الحيطة والحذر". وشملت التعزيزات كما تبين ل"الحياة" مبنى الاممالمتحدة اسكوا ومقر شبكة "سي ان ان" ووكالات انباء عالمية والسفارة الروسية، فيما أوضحت مصادر السفارة الاميركية ان التعزيزات القائمة جعلت من السفارة حصناً ولا مجال لزيادتها، وتكتمت مصادر السفارة البريطانية عن الاجراءات المتخذة. في الجزائر، أتت الغارات على افغانستان لتضيف الى حال "العزلة" التي فرضها الوضع الأمني على المصالح الغربية، وقلص الديبلوماسيون الاميركيون والبريطانيون نشاطاتهم، ووضعت قوات الأمن التي تتولى حراسة المناطق المحيطة بالسفارات في حال طوارئ. وهناك مخاوف من عمليات انتحارية قد يقدم عليها عناصر الجماعات الاسلامية المسلحة القريبة من تنظيم "القاعدة". ويشير خبراء الشؤون الأمنية الى الصلات القوية التي تربط اسامة بن لادن بتنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" التي يتزعمها حسان حطاب الذي أصبح، خلال سنتين، أقوى تنظيم مسلح في الجزائر.