على هامش المؤتمر الصحافي الذي عقده الأمير خالد الفيصل كان ل"الحياة" معه هذا اللقاء حول أبعاد المؤسسة الثقافية العربية التي انطلقت في بيروت وحول الخطة التي تعتمدها للنهوض بالثقافة العربية. ما هي الحوافز التي دفعتكم الى تأسيس المؤسسة الثقافية العربية؟ - هذه المؤسسة كانت فكرة راودتني قبل سنوات وليست وليدة اليوم، ولا علاقة لها بما تمر به الأمة راهناً. الفكرة قديمة وانتهزت الفرصة عندما كنت في بيروت حين كانت عاصمة للثقافة العربية 2000، للاعلان عنها. وهي مبادرة تضامنية بين الفكر والمال لخدمة الانسان العربي الذي تعود ان يترك كل الأعمال للحكومات ويبقى دوره دور المتفرج من دون أن يساهم في الاعمال الرسمية ولا يساندها بأعمال أهلية ووطنية للنهوض بفكر الأمة واللحاق بالركب الفكري العالمي. هل ستترجم التوصيات التي خلصتم بها، وأعلنتموها في مؤتمركم الصحافي، على الأرض؟ وكيف ستكون الانطلاقة؟ - انشئت المؤسسة من أجل ان تترجم هذه الأعمال. وهي بدأت بترجمتها أولاً بتأسيس رأسمال يكفي لتمويل كثير من المشاريع والمبادرات الفكرية والثقافية التي تعثرت لعدم توافر الأموال. أعتقد اذا كان المال كافياً وتوافرت العزيمة مع النيات الصادقة، وأضيفت ادارة جيدة وناجحة، أننا ان شاء الله سنحقق كل ما نصبو اليه. لماذا شئتم ان تركزوا على الاعلام كخطوة أولى في مشروعكم الثقافي؟ - لم يكن الاعلام في مقدمة الأهداف. لكن ظروف الساعة اقتضت ان تبادر المؤسسة الى القيام بعمل ما في هذا الظرف في الذات. وكانت الفكرة ان تكون المبادرة اعلامية وسريعة، لذلك اضطر المؤسسون الى اضافة مبلغ مليون ومئتي وخمسين ألف دولار الى رأس المال. ما هي الأهداف التي تصبون اليها؟ وكيف تتصورون مهمة احياء الثقافة العربية؟ - هناك برامج وضعتها المؤسسة لتنفيذ الأهداف، ومنها تشجيع المبدعين ودعمهم، ورعاية الموهوبين، والعناية بالدراسات المستقبلية والاستفادة من التقنيات الحديثة وهذا أمر مهم جداً، والتواصل مع العقول والكفايات والمؤسسات العربية المهاجرة التي لا نستفيد منها. وهي امكانات كبيرة ويجب ان يكون بيننا وبينها تواصل والافادة منها. وكذلك بين الأفراد والهيئات العربية وبين المنظمات الأقليمية والدولية اذ هناك منظمات دولية كبيرة يستفيد منها سوانا ولكن نحن العرب سنستفيد منها. يجب ان نستفيد من هذه المنظمات الفائدة القصوى، اضافة الى البرامج الاعلامية. جرى كلام كثير عن دخول الأثرياء العرب في الحقل الثقافي، وخصوصاً عبر المؤسسة الثقافية التي ترأسونها. وقال البعض ان المال يصعب ان يجتمع مع الثقافة، فما رأيكم بهذا القول؟ - أعتقد ان هذه المؤسسة أكبر دليل الى ان في الامكان ان تكون هناك مبادرة تضامنية بين الفكر والمال، هذا من ناحية. ومن ناحية ثانية ليس هناك تحديد أو تعريف يفصل من ينجح في المجال الاقتصادي أو المجال التجاري أو يلغيه من حلقة المفكرين. أليس الذي نجح في عمله حتى أصبح رئيساً لشركة أو مصرفاً أو مصانع، مفكراً؟ لماذا لا يكون المفكر ثرياً؟ هناك كثير من المفكرين أثرياء. يجب ان نلغي موضوع فصل المال عن الفكر وعن الثقافة. وهذه المبادرة ستثبت ذلك.