لندن، واشنطن - رويتر، أف ب - انطلق فريق دولي من الغطاسين أول من أمس من الشاطىء الشرقي للولايات المتحدة الى موقع سفينة "تيتانيك" التي شكل غرقها في 1912 الكارثة البحرية الأكثر شهرة في القرن الماضي. وسيحاول الغطاسون دخول السفينة، وذلك للمرة الأولى منذ غرقها. واعتبر ناطق باسم الفريق أن المحاولة "تسابق الوقت" لانتشال ما أمكن من حمولتها، خصوصاً من المجوهرات وغيرها من النفائس، قبل التفكك الكامل للهيكل واندثار الموقع. وقال مايكل هاريس مؤسس شركة "آر آم تيتانيك" التي تملك حق انتشال السفينة: "أظهرت الأبحاث العلمية انها تتفكك بوتيرة متسارعة. ومياه المحيط تأكلها وهي حيّة!". فيما أكد رئيس الشركة أرني غيلر قبيل انطلاق فريق الغطاسين من ميناء نورفولد على ساحل ولاية فرجينيا الأميركية أن في السفينة "نفائس لا تقدر بثمن" وكان الغطاسون تمكنوا من تحديد موقع السفينة في 1985، وانتشلوا من قعر البحر في محيطها منذ ذلك الحين نحو خمسة في المئة مما كان فيها. وأوضح هاريس في مقابلة مع "بي بي سي": "كان في السفينة شقيقان من سويسرا معهما شحنة من الماس أرادا اعادتها الى نيويورك وفقداها عندما غرقت". وقدر القيمة الحالية للماس بأكثر من 300 مليون دولار. كما أشار الى ان الركاب في اللحظات الأخيرة للكارثة وضعوا مجوهراتهم في صناديق محاسب السفينة، وان هذه لا تزال في الهيكل. وأضاف: "نأمل بانتشال حقائب ركاب الدرجة الأولى من قبو الشحن، وأيضا العثور على أكياس البريد المسجل". وتثير محاولة دخول "تيتانيك" اعتراض الكثيرين من ذوي الضحايا، باعتبارها قبراً جماعياً ل1500 شخص من الركاب والطاقم ماتوا غرقاً فيها عندما اصطدمت بجبل من الجليد في 14 نيسان أبريل 1912، أثناء رحلتها الأولى من انكلترا الى الولاياتالمتحدة. وكانت الشركة الصانعة أكدت قبل الرحلة ان تصميم السفينة يضمن انها "غبر قابلة للغرق". ودخل اسم "تيتانيك" اللغة الانكليزية مثالاً على الثقة الفارغة بالنفس. وكان من بين المحتجين على المحاولة الحالية ميلفينا دين، وهي أصغر الباقين على قيد الحياة من الركاب الناجين: "اعتقد ان المحاولة خطأ. عليهم ترك السفينة بسلام. لا مانع من انتشال أشياء منها من قاع المحيط، لكن من غير اللائق دخولها". ورد هاريس على ميلفينا مؤكداً ان "مهمتنا ان نذهب الى هناك للمحافظة على التاريخ... علينا ان لا نترك تلك الحاجيات لتضيع وتفقدها الأجيال المقبلة". وكانت شركة "آر أم تيتانيك" أكدت من مقرها في ولاية فلوريدا انها ستضع كل ما تحصل عليه من السفينة في معرض ولن تطرح شيئا للبيع. يقود البعثة غطّاسان هما رالف وايت وغراهام جيسوب، وتستعين بغواصة تملكها شركة "أوشيانيرنغنز انترناشنال". تشارك في المحاولة أيضا سفينة انتشال روسية مجهزة بغواصتين صغيرتين.