"ايها المفاوضون لا تعودوا من كامب ديفيد دون ضمان حق العودة فالمخيم يراقبكم وينتظر... وحذار من غضب اللاجئين". هذا الشعار رفعه مئات الفلسطينيين الذين يمثلون مخيمات اللجوء في جنوبالضفة الغربية تحت اشعة الشمس الحارقة في مسيرة جماهيرية حاشدة انطلقت من مخيم الدهيشة لتصل الى ساحة المهد في مدينة بيت لحم حيث ولد السيد المسيح عيسى ابن مريم "اللاجئ الاول في فلسطين"، مؤكدين تشبثهم بحق العودة المستند الى قرار الشرعية الدولية رقم 194. تقدم تلك المسيرة الاربعاء "جيل النكبة" والاطفال الذين حملوا مفاتيح بيوت اجدادهم التي دمرت في العام 1948 وكذلك مخلفات قنابل اسقطتها العصابات الصهيونية في ذلك العام على المدن والقرى الفلسطينية وهم يرددون قسم العودة. وحذر بيان وزع في المسيرة من "الخضوع للضغوط الاميركية والاملاءات الاسرائيلية ومن يسير على طريق الحل الاسرائيلي الاميركي تحت شعار ما يسمى "الواقعية". وتزامنت المسيرة الجماهيرية مع انعقاد مؤتمر ضم ممثلي فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وممثلي المؤسسات الفلسطينية وشخصيات دينية مسيحية واسلامية والنواب في المجلس التشريعي الفلسطيني في "بيت الشرق" أعلن فيه عن "الموقف الفلسطيني الموحد" الذي يستند الى قرارات المجلس المركزي الفلسطيني الاخيرة. وأكد المؤتمرون بعد استماعهم الي ملخص لآخر التطورات السياسية من مسؤول ملف القدس في منظمة التحرير الفلسطينية فيصل الحسيني تمسكهم ب"الثوابت الوطنية" وابرزها حق العودة وازالة المستوطنات واقامة الدولة الفلسطينية على كامل الاراضي التي احتلتها اسرائيل في العام 1967 وعاصمتها القدس. ونظمت الفصائل الفلسطينية اعتصاما جماهيريا في مدينة رام الله القى خلاله ممثلو الفصائل كلمات اكدوا فيها ضرورة التشبث بمبادئ الاجماع الوطني. وتعيش الاراضي الفلسطينية منذ انطلاق اعمال قمة كامب ديفيد حالة من الترقب والارتباك والخوف لم تشهد لها مثيل . اذ لم يكتف الفلسطينيون بمتابعة ما يتسرب عن القمة من اخبار وخرجوا الى الشوارع في غزة ونابلس ورام اللهوالقدس مطالبين الوفد الفلسطيني المفاوض بعدم الخضوع للضغوطات الاميركية والاسرائيلية ومؤيدين الى مواقفه العلنية.