واشنطن - أ ف ب - يبدأ المدير العام لصندوق النقد الدولي هورست كوهلر في الثاني من الشهر الجاري "جولة استماع" في خمس دول افريقية. وقال المتحدث باسم الصندوق بيل موراي لوكالة فرانس برس ان "الفكرة هي الاستماع الى اراء هذه الدول في شأن دور صندوق النقد الدولي في افريقيا". ويبدأ كوهلر جولته انطلاقاً من افريقيا الانكلوفونية بزيارة ابوجا في نيجيريا 2 - 3 تموز، ويتابعها بالانتقال الى مجموعة الدول الافريقية الفرانكوفونية بتوقف في داكار عاصمة السنغال في الرابع من الجاري، ثم في ياوندي الكاميرون في الخامس منه. وينتقل بعد ذلك الى افريقيا الجنوبية من مابوتو في موزامبيق في السادس من الجاري وأخيراً في جوهانسبورغ في جنوب افريقيا في السابع والثامن. وستتمحور مواضيع زيارته حول المشاكل التي يواجهها قسم كبير من الدول الافريقية ازاء "التوافق مع أهداف النمو المشتركة وتخفيض نسبة الفقر"، على حد قول مارك بلانت المسؤول في قسم افريقيا في صندوق النقد الدولي. وأضاف بلانت ان موضوع الديون سيكون في صلب المحادثات لأن "قسماً كبيراً من الدول الافريقية دول فقيرة ونامية تستفيد من تخفيضات كبيرة لديونها بموجب مبادرة تخفيض ديون الدول الفقيرة الاكثر مديونية". وباشرت نيجيريا العام الماضي مفاوضات للحصول على قرض بقيمة بليون دولار من صندوق النقد الدولي. وتبلغ قيمة ديونها نحو 30 بليون دولار. أما السنغال فهي احدى الدول المشمولة بمبادرة تخفيض ديون الدول الفقيرة الأكثر مديونية، واستفادت من شطب 800 مليون دولار من ديونها بموجب قرار من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. وبدأت بتطبيق اصلاحات بنيوية أدت الى اشادة صندوق النقد بها. وفي حالة الكاميرون، لاحظ صندوق النقد الدولي ان "الاقتصاد لا يزال هشاً والفقر منتشراً جداً". ورحب الصندوق مع ذلك بالجهود التي تبذلها الكاميرون لتعزيز الادارة العامة، خصوصاً عن طريق زيادة الشفافية ومحاربة الفساد. وتعهدت موزامبيق التي اجتاحتها الفيضانات منذ اشهر عدة بمواصلة برنامج الاصلاحات الذي استحقت عليه دعم صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في نيسان ابريل الماضي لشطب 600 مليون دولار من ديونها. اما جنوب افريقيا فليست في وضع مماثل للدول المجاورة ولكن زيارة المدير العام لصندوق النقد اليها، بحسب موراي، تأتي "بسبب اهمية اقتصادها بالنسبة الى المنطقة". من جهة اخرى، سيشكل وباء الايدز، الذي لا يعرف حدوداً في القارة الافريقية، موضوعاً لا يمكن تجاهله في المحادثات. ويأمل هورست كوهلر بالاستماع الى رغبات محادثيه في شأن "الطريقة التي يمكن ان يساعد بها صندوق النقد الدولي، بمشاركة البنك الدولي، في مكافحة الايدز" على حد تعبير مارك بلانت.