فرضت قضية تكنولوجيا المعلومات نفسها على الساحة المصرية في المدة الأخيرة. ومذ أعلن الرئيس حسني مبارك في تشرين الأول اكتوبر الماضي أول خطة في هذا المجال وعين أول وزير خاص بالاتصالات والمعلومات في الحكومة الجديدة، والنشاط في ذروته من مبادرات الشركات الخاصة وانشاء جمعيات اعضاؤها من الشباب لتفعيل الانشطة المتصلة بمستقبل المعلوماتية في مصر. وأعلن في القاهرة تأسيس أول جمعية معلوماتية متخصصة للشباب تحت اسم "الجمعية المصرية للشباب والكومبيوتر"، تضم أعضاء من الشركات العاملة والمؤسسات الصحافية وكوادر شابة متنوعة. ويقول رئيس مجلس الإدارة شريف عبدالباقي "إن فكرة الجمعية قامت على محاولة المشاركة في التوجهين الرسمي والشعبي لقضية التمنية التكنولوجية التي تشهدها مصر الآن ومواكبة ثورة المعلومات والاتصالات"، مشيراً إلى أن الشريحة التي تركز عليها نشاطات الجمعية هي قطاع الشباب. ووضعت آليات لجذب هؤلاء إلى عضوية الجمعية مثل الحصول على خفض في الأسعار تساعد على تلبية الاحتياجات في مجال التدريب واشتراكات الانترنت والكتب والأجهزة والبرمجيات. وكل هذه الأدوات تعين الشباب على المشاركة الجدية في عالم الكومبيوتر، وبذلك تحقق الجمعية الشعار التي ترفعه وهو "أنت معنا تنتمي إلى عصر تكنولوجيا المعلومات". وبمجرد إنشاء الجمعية وإعلان أهدافها كانت الاستجابة كبيرة فهناك أكثر من 40 شركة قدمت امتيازات في الأسعار في كل المجالات السابقة، بعضها مصرية ومنها عالمية، ووقع عقد مع إحدى الشركات المصرية المجمعة للأجهزة الإلكترونية، يقضي أن توفر الحواسيب الشخصية بالتقسيط على ثلاث سنوات لمساعدة الأسر المصرية المحدودة الدخل. أطلق على هذه المبادرة "كومبيوتر لكل أسرة" وكان الإقبال هائلاً على هذه العروض، وتم الاتفاق مع بعض مراكز التدريب التابعة لوزارة الشباب والرياضة على أن يكون التدريب لأعضاء الجمعية بمبالغ رمزية. وهناك أنواع أخرى من الشراكة من جانب الشركات. ففي مجال رفع الوعي المعلوماتي وقعت الجمعية عقداً مع شركة "غرافيكس" الاميركية لتنظيم مسابقة لأهم الأعمال الإعلامية المتميزة في الصحافة والتلفزيون والإذاعة والتي تناقش قضية توطين صناعة تصميم الدوائر الالكترونية، صاحبة أعلى قيمة مضافة في مجال تكنولوجيا المعلومات، وهي الفرصة الحقيقية المتاحة لمصر لرفع نصيبها في الصناعة عالمياً. وأعلنت المسابقة تحت رعاية "مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار" التابع لمجلس الوزراء المصري. واستعين بلفيف من الخبراء في تكنولوجيا المعلومات، بينهم رئيس "مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار" الدكتور رأفت رضوان ورئيس جمعية البرمجيات المصرية علاء عجماوي ورئيس شركة "منتور غرافيكس" حازم الطحاوي لبلورة قرارات مهمة خاصة بالمسابقة وتوصيات عملية تفي بحاجات السوق في هذا المجال. وستعلن جوائز المسابقة في منتصف تشرين الأول اكتوبر المقبل، على هامش تنظيم أول مؤتمر ومعرض محلي لتطبيقات صناعة الدوائر الالكترونية في مصر. اهتمام عالمي ومصري ويُعد الآن لإنشاء ناد للطلائع، للعمل مع قطاع كبير في المجتمع المصري، من سن 9 سنوات إلى 18، بتحفيزه على المشاركة المبكرة في دنيا الكومبيوتر والانترنت ولمساعدة وزارتي التربية والتعليم والشباب والرياضة على الاهتمام بالنشء وتلقينه لغة العصر. ويقول المهندس رأفت رضوان المدير العام ل"مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار" إنه سعد أن يشارك الشباب في إنشاء الجمعية وتفعيلها لمصلحة مجتمع المعلومات، واعتبرها بادرة وحركة إيجابية لمصلحة التوجه الرسمي للدولة. واضاف "ان الجمعية تبشر بالخير وتفتح باب الأمل للانطلاق الى التقدم، فعندما تترك الأمور في البلد لمن يملكونها، يفتح أمل بلا حدود، فخلال الشهور الثلاثة الماضية بدأ يصدر نتاج غير عادي في مجال المبادرات عن الشركات العالمية والمصرية لدفع عجلة التنمية في مجال تكنولوجيا المعلومات، وأنشأت جمعيات جديدة ولجان لتنسيق العمل بينها مختلفة الأهداف، واصبح هناك أكثر من إصدار صحافي متخصص جديد، وحتى التلفزيون والإذاعة أصبحت فيهما برامج الانترنت عادة، وكل هذا إشارات إلى أننا نسير في الطريق الصحيح". وعن التوجه العام لخدمة الشباب، عماد النهضة التكنولوجية، في أي بلد، يقول عمرو توفيق المدير العام لشركة "آي. بي. إم. مصر": "إن مصر تتميز بقدرة تنافسية عالية في مجال الكوادر البشرية ولا بد من استغلال هذه الميزة في كل المجالات خصوصاً تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي تعد لغة المستقبل، وكانت مبادرة الرئيس مبارك في زيارته الأخيرة للولايات المتحدة مؤشراً هائلاً إلى الطفرة التكنولوجية التي تسعى مصر الى تحقيقها خلال المرحلة المقبلة، ووقعت شركة "آي. بي. ام." اتفاقات عدة مع الحكومة المصرية والجامعات المختلفة لتدريب ثلاثة آلاف خريج سنوياً على مدى خمسة أعوام بكلفة 153 مليون جنيه مصري". وأضاف توفيق "ان مستقبل صناعة تكنولوجيا المعلومات في مصر واعد، لأننا نملك البنية التحتية، وهي الشباب المتعلم، ونحتاج الى تكاتف كل جهات الدولة لمساندة أي مشروع صغير أو عمل اجتماعي فعال في مجال تكنولوجيا المعلومات. ورأى محمد مراد مدير إحدى الشركات العاملة في مجال الكومبيوتر والانترنت "أن أهم ما تحققه الجمعية حماية أعضائها من خلال إرشادهم إلى التعامل مع شركات مشهود لها بالسمعة الحسنة، وبذلك يتحقق مبدأ حماية المستهلك الذي لا توجد حتى الآن جهة تحافظ على حقوقه من الغش التجاري والصناعي في مجال الكومبيوتر والانترنت. وتشكل الجمعية من خلال أعضائها قوة ضغط هائلة لحماية الشباب في حال تعرضه لمشكلة مع إحدى الشركات، حيث لا يستطيع بمفرده الحصول على حقوقه.