اجتمع السلطان قابوس بن سعيد، سلطان عُمان، في مسقط، أمس، مع الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في اليوم الأول من زيارته لسلطنة عُمان التي تستغرق ثلاثة أيام. واعتبر السلطان قابوس والشيخ خليفة ان لقاءهما سيفتح عهداً جديداً في العلاقات بين البلدين وفي إطار مجلس التعاون الخليجي. وقال الشيخ خليفة إن زيارته لسلطنة عُمان "تأتي في إطار الحرص الدائم على تعزيز العلاقات الأخوية الوثيقة والروابط العميقة بين البلدين، وسنعمل على الارتقاء بهذه العلاقات في جميع الميادين، وبما ينعكس بصورة ايجابية على الأشقاء في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بصفة خاصة والدول العربية والإسلامية بصفة عامة". وأضاف ان العلاقات بين البلدين "تشكل في هذه المرحلة نموذجاً يحتذى لما يجب ان تكون عليه العلاقات الثنائية بين الأشقاء، لأنها ترتكز إلى قواعد راسخة من التعاون والتكامل". وتؤكد مصادر ديبلوماسية ان الإمارات وسلطنة عُمان ستدفعان العلاقات بينهما إلى "شراكة حقيقية" استناداً إلى ما تحقق في الفترة الأخيرة من تطورات متسارعة وخصوصاً منها توقيع اتفاق تخطيط وترسيم الحدود بين سلطنة عُمان وإمارة أبوظبي في أيار مايو 1999 والاتجاه نحو استكمال ملف الحدود مع بقية الإمارات الأخرى في دولة الإمارات. وقال الشيخ خليفة إن السنوات الماضية شهدت توقيع اتفاقات عدة بين البلدين في مختلف المجالات، وأعرب عن تطلعه إلى وضع "استراتيجية شاملة للتعاون" بين البلدين في مواجهة المتغيرات الاقليمية والعالمية. وستعقد في مسقط اليوم الأحد جلسة المحادثات الرسمية بين الجانبين، وسيتم خلالها بحث في ملفات التعاون بين البلدين والوضع في الخليج والشرق الأوسط والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك. وعكس الشيخ خليفة، عشية وصوله إلى مسقط أمس، مواقف الإمارات من مختلف القضايا الراهنة، فأكد "السعي إلى تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الخليج والعمل على ايجاد حل سلمي لمشكلة الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية" الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، معرباً عن أمله في أن تكون الانتخابات التشريعية الأخيرة في إيران "دافعاً رئيسياً لتحقيق هذا الهدف، وتمكين شعوب المنطقة بأسرها من تركيز اهتمامها على دفع عجلة التنمية وفتح آفاق أوسع وأرحب للتعاون المثمر بين إيران ودول مجلس التعاون". ودعا الشيخ خليفة إلى "اتخاذ خطوات عملية لتنفيذ القرارات التي اتخذتها القمم الخليجية المتعددة لتفعيل مؤسسات مجلس التعاون وتطوير ادائها وبلورة استراتيجية مشتركة من شأنها اعطاء دور أكبر لدول المجلس على الصعيدين الاقليمي والدولي يتناسب وحجمها الاقتصادي والسياسي وموقعها الاستراتيجي المهم". وأكد ان الموقف في الشرق الأوسط وما تواجهه عملية السلام من عراقيل من جانب إسرائيل "يتطلب استعادة التضامن العربي وتفعيل القرارات والاتفاقات الاقتصادية والسياسية لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة". وأكد "ضرورة انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة والاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف والوقوف إلى جانب لبنان في تصديه للعدوان الإسرائيلي". وقال إن تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة "يتطلب تجاوب إيران مع المبادرات السلمية لدولة الإمارات لحل مشكلة الجزر الثلاث، وقيام العراق بتنفيذ القرارات الدولية، ورفع المعاناة عن الشعب العراقي الشقيق". وقد وصل الشيخ خليفة بن زايد إلى مسقط عصر أمس واستقبله في المطار تويني بن شهاب الممثل الشخصي للسلطان قابوس وكبار المسؤولين العُمانيين. ويرافقه في الزيارة وفد كبير يضم الفريق الركن طيار الشيخ محمد بن زايد رئيس أركان القوات المسلحة، وأحمد السويدي الممثل الخاص لرئيس دولة الإمارات، وعبدالله بن زايد وزير الإعلام والثقافة، وراشد عبدالله وزير الخارجية.