اجتازت زوجة الرئيس الشيشاني وابنته الجمارك الروسية من دون اي عوائق، في طريق عودتهما الى بلادهما قادمتين من تركيا "على متن طائرة روسية"، فيما يخوض المقاتلون التابعون للرئيس معارك طاحنة ضد الروس، اسفرت عن مقتل عشرات منهم اخيراً. ولم يتمكن احد من تفسير التناقض بين تسهيل مرور عائلة مسخادوف وحظر التجول على مواطنيه. عادت الى روسيا قسمة مسخادوف عقيلة الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف وابنته البالغة من العمر 18 عاماً، قادمتين من تركيا بصحبة عدد من المرافقين. ووصلت عائلة الرئيس على متن طائرة روسية قادمة من تركيا هبطت في مطار بيسلان في جمهورية اوسيتيا الشمالية التي اعتاد رئيسها الكسندر دزاسوخوف على استضافة زوجة مسخادوف خلال زياراتها لمخيمات اللاجئين الشيشانيين في بلاده. ولم تعترض السلطات الروسية طريق زوجة مسخادوف وابنته. واكدت ان "كل شيء كان سليماً" بالنسبة الى دائرة جوازات السفر والجمارك. ولم يتضح هل تنوي زوجة مسخادوف البقاء في اوسيتيا، علماً انها تجد عادة طريقها للوصول الى زوجها المطلوب من القيادة الروسية. وتعليقاً على مخاوف من رصد الروس تحركات "الشيشانية الاولى"، قال مراقبون في موسكو ان مكان وجود مسخادوف "ليس سراً" بالنسبة الى الروس الذين "لا يريدون تصفيته" بل ابقاءه "قناة احتياطية" لتسوية محتملة. وجاء ذلك في وقت واصل "البركان الشيشاني" قذف المزيد من الحمم. واعترفت موسكو بتكبد خسائر في عدد من العمليات خلال الساعات ال24 الماضية، فيما قال الشيشانيون ان 26 جندياً وضابطاً روسياً قتلوا خلال اشتباك في بلدة الخان قلعة. وقررت موسكو "الاحتفال" بعيد الفطر ورأس السنة بمنع حركة السيارات وتقييد التجول في جميع انحاء الشيشان. ولوحظ ان القيادة الروسية كانت امتنعت عن اصدار بيانات في شأن الاشتباك الواسع في الخان قلعة، إلا انها اضطرت الى تقديم توضيحات بعد نشر موقع "صوت القوقاز" تفاصيل حوله. وذكر الموقع الشيشاني على الانترنت ان الهجوم شنته وحدة تابعة للقائد الميداني آربي بارايف واسفر ايضاً عن تدمير مدرعة وشاحنتين للجنود. واضاف ان "جثث واشلاء الجنود الروس لم ترفع" وان سكان بلدة الخان قلعة طالبوا القوات الروسية بالانسحاب فوراً. وفي الوقت نفسه، اذاعت وكالة "ايتار تاس" الحكومية ان واحداً من عناصر الشرطة الخاصة قتل واصيب ما لا يقل عن خمسة آخرين بجروح خطرة، عندما هاجم مسلحون حافلة كانت تقل وحدة خاصة متجهة لتفتيش احدى البلدات في قضاء اوروس مارتان. وفي حادث آخر، قتل قرب بلدة شالي احد ضباط الشرطة المحلية واسمه الياس ايزيعوف وذلك ضمن سلسلة حوادث استهدفت "المتعاونين" مع السلطة الروسية. كما عثر صباحاً على جثتين لجنديين روسيين في واحد من اسواق غروزني. واعتبرت القيادة اسواق العاصمة "مصدر خطر اساسياً" وقالت ان ذلك دفعها الى ان "تسوى بالارض" السوق المركزية في غروزني بعدما "شوهد" هناك احد القادة الميدانيين. وفي غضون ذلك، صدر بيان روسي يقضي بمنع حركة السيارات في كل انحاء الشيشان ابتداءً من يوم غد الاثنين وحتى العاشر من الشهر المقبل.