قدر عاملون في قطاع الاعلان والتسويق في الرياض حجم الانفاق الاعلاني في موسم شهر رمضان الكريم بنحو 60 مليون دولار 225 مليون ريال. وقال ل"الحياة" المدير التنفيذي في "مؤسسة ماسم للاستشارات الاعلامية والاعلانية" السيد بهاء الدين صوالحة ل"الحياة" ان "معظم الشركات تركز موازناتها الاعلانية في هذا الشهر، حتى وان كانت تبيع سلعاً او خدمات غير مرتبطة بالشهر الكريم". وعزا ذلك الى ارتفاع الطاقة الشرائية خلال هذا الشهر من جهة، وحصول معظم الموظفين على أجور اضافية من الشركات خلال رمضان او العيد، اضافة الى ما اسماه زيادة "فراغ" الوقت عند المستهلكين، حيث يتوافر لدى الناس وقت اطول في رمضان لرؤية الاعلانات والذهاب الى مراكز التسوق. واعتبر ان الاعلانات في شهر رمضان وحدها توازي نحو 15 في المئة من اجمالي حجم السوق الاعلانية السعودية التي تقترب من 400 مليون دولار سنوياً، لافتاً الى ان حملات رمضان تبدأ عادة قبل اسبوع من دخول الشهر، ولا تتوقف إلا مع اطلالة عيد الفطر المبارك. واوضح صوالحة ان الصحف التي تستقطب النسبة الاكبر من الاعلانات نجحت في استغلال الشهر بطريقتين: الاولى حجم الاعلانات الهائل فيها، والثانية تنظيمها مسابقات شهرية ترعاها الشركات والمؤسسات. ومعلوم ان الانفاق الاعلاني في السعودية يعتبر الاول على مستوى العالم العربي، علماً ان حجم هذا الانفاق في دول الخليج يزيد على 1.4 بليون دولار سنوياً. وتذهب نسبة 40 في المئة من الاعلانات في الخليج الى التلفزيون وفقاً للمؤسسة العربية للبحوث والدراسات "بارك"، فيما تستحوذ الصحف على 38 في المئة والمجلات على 17 في المئة وتذهب النسبة المتبقية لوسائل اعلامية اخرى. وقال صوالحة ان السعودية تختلف عن بقية دول الخليج في توزيع الحصص الاعلانية على الوسائل الاعلامية التي تقع الصحف في مقدمها، مشيراً الى ان في المملكة موسمين كبيرين للاعلان هما شهر رمضان وموسم الحج. واضاف: "لوحسبنا الانفاق على الاعلانات في هذين الموسمين، فإنه يشكّل اكثر من 40 في المئة من حجم الاعلان الكلي في البلاد". وتتركز اعلانات شركات القطاع الخاص على المأكولات المحفوظة والطازجة والألبان والتمور والحلويات التي يكثر الطلب عليها في رمضان، اضافة الى المعجنات بجميع انواعها، خصوصاً المعجنات الشعبية، وهي جميعاً من متطلبات شهر الصوم. ثم تأتي شركات السيارات في المرتبة الثانية، وهي ترتب عروضها التي تصادف آخر العام لمناسبة رمضان، وتقدم تخفيضات اكبر في محاولة لاجتذاب العملاء الذين يوجهون انفاقهم الى اشياء اخرى في الغالب. وتتنافس شركات العمرة والزيارة على ترتيب زيارات مخفضة الى الاماكن المقدسة، وتستفيد كذلك مراكز الشقق المفروشة والفنادق التي تقدم اسعاراً تشجيعية، اضافة الى قوائم افطار وسحور خاصة بشهر رمضان الكريم.