تأتي موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية في مقدم قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في العالم. ومن هنا تأتي أهمية طبعتها العربية التي صدرت في القاهرة اخيراً عن "المجموعة الثقافية المصرية" بإشراف أنس الفقي. ولأن محور موسوعة "غينيس" للارقام القياسية للعام 2000 هو الاحتفاء بالألفية الجديدة، كما يقول الناشر أنس الفقي، فقد جاء غلافها فضياً تذكارياً وفق تصميم جديد متميز، وزخرت بأرقام قياسية جديدة ترسم آفاق المقدرة الانجازية البشرية. ومن تلك الانجازات القياسية نجاح الثنائي برتران بيكار وبرايان جونز في الدوران حول الارض داخل بالون، ونجاح موريس غرين في تحطيم الرقم القياسي لسباق مئة متر عدواً بفارق 05.0 ثانية، وهو اكبر فارق يحتسب به هذا الرقم القياسي منذ بدء العمل ينظم قياس الوقت الالكتروني في الستينات، وفي الموسيقى حطمت لورين هيل رقماً قياسياً بفوزها بخمس من جوائز "غرامي" وفي الرياضة فاز بيت سامبراس للمرة الثانية عشرة بالبطولة الكبرى في ويمبلدون متعادلاً في ذلك مع الرقم القياسي الذي سجله روي إمرسون العام 1967، وفي السينما حقق فيلم "اوستن باورز" لمايك مايرز، في اول اسبوع لعرضه اعظم ايرادات حققتها كوميديا سينمائية في الولاياتالمتحدة الاميركية. وتشير مقدمة موسوعة العام 2000، إلى ان الموسوعة نفسها حققت رقماً قياسياً في طباعة اكبر عدد من النسخ من كتاب واحد ذي غلاف مقوى وصور ملونة، فضلاً عن اجتذاب عروض موسوعة "غينيس" التلفزيونية الجديدة والتي بدأت في آيار مايو 1999 ملايين المشاهدين في اميركا واوروبا ما وسع دائرة المهتمين بعالم الارقام القياسية في شكل ملحوظ. وتضم الموسوعة 248 صفحة من القطع الكبير وتغطي محتوياتها العناصر الاساسية الآتية: الشجاعة، المعرفة، الانجاز، الثروة، عالم الشهرة، الإعلام والفنون، الجسم، التكنولوجيا، المخاطر والكوارث، الرياضات. وتحت عنوان "كيف تحطم الأرقام القياسية" تبين الموسوعة سبيل الانضمام اليها إذ تذكر أنه ليس في استطاعة اي شاب ان يحطم الرقم القياسي في سباق مئة متر عدداً ولا يمكن فتاة ان تصبح اصغر نجمة في عالم الازياء.. لكن في استطاعة كل امرئ ان يحطم او يسجل رقماً قياسياً إما بمفرده او ضمن جماعة من الناس. وتضيف ان المرء يمكنه الشروع في اقتناء مجموعة كبيرة من الاشياء النادرة، كما يمكنه الانضمام الى جماعة تسعى الى تحدي رقم قياسي ما، كتكوين اطول طابور صف في العالم لاداء رقصة معينة، أو اكبر تجمع للازواج الذين يقتلون بعضهم بعضاً. وتوضح انه يمكن المرء أيضاً ابتكار مجاله الخاص الذي يحقق فيه الرقم القياسي، "فنحن نتطلع الى افكار كثيرة ومجالات جديدة وتحديات مثيرة تتطلب المهارة وتتسم بالأمان... مجالات ذات ارقام قياسية يتشوق الآخرون الى تحطيمها". اما الارقام القياسية لسباقات الجري التي اثارت تحفظات خاصة بسلامة المتسابقين في الماضي، فقد اعيد طرحها الآن، لأن مجالات التنافس الجديدة، بداية من اذاعة موسيقى "الديسكو" الى المهارات الموسيقية والرياضية اصبحت تخضع لمعايير أمان صارمة، ومن ثم صار هناك خط تحت الارقام القياسية للسباقات القديمة، ولن يمكن تحطيمها أبداً. ويتلقى مسجلو الارقام القياسية شهادة، تتضمن الاعتراف بأنهم أصبحوا وبصورة رسمية حاملين للأرقام الوارد ذكرها في "كتاب "غينيس للارقام القياسية" ولكي يتم تلقي هذه الشهادة المنشودة يجب أولاً تقديم البرهان على إحراز أحد الأرقام القياسية. وتحت عنوان "قبل الطبع" تضمنت الموسوعة آخر التطورات في تحطيم الارقام القياسية التي ستظهر تفاصيلها في طبعة العام 2001، ومنها ان نجم موسيقى البوب مايكل جاكسون رفع رقماً قياسياً يبلغ 54.1 مليون دولار في صالة "سوذبي" للمزادات في مدينة نيويورك في مقابل تمثال اوسكار افضل فيلم الذي فاز به المنتج ديفيد أو سيلزنيك عن فيلم "ذهب مع الريح". ومن تلك التطورات ايضاً ان روبرت بالارد الذي حدد في العام 1985 موقع الباخرة "تايتانيك" والباخرة "بيسمارك" في العام 1988، اكتشف سفينتين فينيقيتين كانتا تستقران نصف مدفونتين في قاع البحر على بُعد 8.304 امتار تحت سطح الماء طوال ألفين وسبعمئة عام، قبالة سواحل فلسطين ويبلغ طول كل من السفينتين 7.17 متر و6.14 متراً، ويبدو أنهما كانتا مجهزتين لطاقم يتألف من ستة من البحارة بالاضافة إلى فريق من المجدفين. وكان الفينيقيون الذين اسسوا مدينة قرطاج على ساحل شمال افريقيا، يجوبون البحار ويعيشون على الساحل الشرقي للبحر الابيض المتوسط في الفترة ما بين 2300 و300 قبل الميلاد. أما اضخم مسابقة فنية فهي مسابقة "ذي وينسور أند نيوتن" الالفية لفن التصوير التي عقدت بين عامي 1997 و1999 وحققت رقماً قياسياً باجمالي 22367 لوحة للهواة والفنانين المحترفين من 51 بلداً.