يبدأ رئيس الشركة السعودية للصناعات الأساسية سابك قريباً جولة آسيوية لتعزيز الروابط التجارية مع الشركاء الرئيسيين في المنطقة وزيادة فرص الاستثمارات المشتركة لتأسيس مصانع جديدة للبتروكيماويات، بهدف التوسع الأفقي لصناعة البتروكيماويات السعودية في الدول الفاعلة والمؤثرة أيضاً على مستويات الاستهلاك والتصنيع. ويأتي في مقدم هذه الدول تايوانوكوريا الجنوبية والصين. وقال شركاء تجاريون لشركة "سابك"، التقتهم "الحياة" على هامش زيارة النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز إلى سيول، "إن سابك تعتزم الدخول في شراكة استراتيجية بهدف انتاج منتجات بتروكيماوية عدة غير تلك التي تصدرها حالياً او تنتجها مع بعض الدول الآسيوية". وكشف الشركاء عن ان "سابك" لا تزال تتلقى حتى اليوم من شركائها دراسات جدوى لمشاريع صناعية موجودة بالفعل لكنها ستعمد إلى التوسع باتجاه مصانعها القائمة. وأكدت المصادر أن "سابك" تؤمن من خلال كوريا الجنوبية نحو ستة منتجات بتروكيماوية رئيسية في مقدمها ميثيلين غلايكول، و"إم. تي. بي. آي." وغيرها، وهي تسعى إلى تحقيق معدلات في مبيعاتها ستتجاوز 600 ألف طن السنة المقبلة بما يزيد على 20 في المئة من مبيعاتها السنة الجارية. ولاحظ المراقبون أن الشركاء الرئيسيين لشركة "سابك" في صناعة البتروكيماويات مثل "شل" وغيرها من الشركات الأميركية تُعد من الشركات المنافسة في اسواق الشرق الأقصى التي تعد عمق مبيعات البتروكيماويات السعودية. ويعتقد اقتصاديون سعوديون التقتهم "الحياة" أن "سابك" لم تحصل حتى الآن على المشاريع الصناعية التي تحدث نقلة لصناعاتها بما يتناسب مع متطلبات صناعة الألفية الثالثة، لكن الأمر لا يمنع من استثمارات محدودة لكسب شركاء جدد في الشرق. وتنتظر "سابك"، التي تعد اكبر شركة بتروكيماويات في الشرق الاوسط، انضمام السعودية الى منظمة التجارة الدولية لكي تكون واحدة من كبريات شركات البتروكيماويات الدولية. ولا تخفي "سابك" قلقها كلما انخفضت اسعار البتروكيماويات في الاسواق الدولية خصوصا بعدما بدأت قبل نحو عشرة اعوام برنامج توسعات مكلف جداً اعتمد في معظمه على القروض التي تراكمت منذ بدء البرنامج. ودفعت التوسعات ديون "سابك" الى مستويات قياسية قاربت 25 بليون دولار في نهاية آذار مارس الماضي مرتفعة من 24.2 بليون دولار سجلتها في نهاية العام الماضي ومن 21 بليون دولار عام 1998. وبدأت ديون الشركة، وفقاً لتقارير مصرفية سعودية، في الاستقرار بعد نجاحها في تشغيل مشاريع جديدة عدة السنة الجارية، تشمل مصنعين جديدين كلفا 700 مليون دولار لانتاج 900 ألف طن سنوياً من مادة غليكول الايثلين.