الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني. فلسطين في القرن العشرين: وقفات احصائية. 2000. 77 صفحة. يلقي الكتاب هذا الضوء، عبر أربعة فصول، على محطات في تاريخ فلسطين، وعلى تطور المؤشرات السكانية والاجتماعية والاقتصادية والجغرافية، حتى اللحظة الراهنة. ويؤكد الباحثون الذين اعدوا الكتاب، على أن الكنعانيين هم سكان فلسطين الأصليين، ويعود تاريخهم الى أقدم مدينة في العالم، وهي مدينة أريحا الفلسطينية، التي كانت مركزاً زراعياً مستقراً قبل سبعة آلاف سنة، حيث أنهم هاجروا الى فلسطين من الجزيرة العربية قبل ظهور النبي موسى عليه السلام بأكثر من ألفي عام. وقد توالت الاحتلالات لفلسطين عبر التاريخ، وصولاً الى وعد بلفور والتأسيس لانشاء اسرائيل عبر فتح أبواب الهجرة من قبل الانتداب البريطاني، حيث تم جذب 650 ألف يهودي حتى 14 ايار مايو 1948. وهناك، على ارض فلسطين اقيمت تلك الدولة الاستثنائية على أنقاض الشعب الفلسطيني، وعلى نحو 77 في المئة من مساحة أرضه، وتم ف الوقت ذاته طرد 50 في المئة من مجموع الشعب خلال عامي 1948 و1949، أي نحو 850 ألفاً، ليصبح مجموعهم الآن، حسب ملفات الأنروا، 3.6 مليون لاجئ يتوزع 30 في المئة منهم على خمسين مخيماً في الأردن وسورية ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة. وقد بقي، حسب المعطيات المختلفة، نحو 154 ألف فلسطيني في ديارهم وأرضهم في عام 1948 ليصبح مجموعهم 932 ألفاً في عام 1998، ومن المقدر ان يصل الى 1.2 مليون في نهاية عام 2000، في حين بات هناك نحو 5 ملايين يهودي في الدولة العبرية، فضلاً عن نحو 200 ألف في 200 مستعمرة في الضفة والقطاع. وقدر الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني عدد الفلسطينيين في العالم في نهاية عام 1999 بنحو 8.6 مليون فلسطيني، منهم 2 مليون في الضفة و1.1 مليون في قطاع غزة ونحو 2.4 مليون في الأردن. وبشكل عام بات 87 في المئة من الفلسطينيين يقيمون في فلسطين ودول اللجوء العربية المحيطة بها، وذلك على رغم عمليات الترانسفير الصهيونية التي طالت غالبية الفلسطينيين خلال عامي 1948 و1967 وحتى العام 2000. وتم افراد فصل خاص للأوضاع الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية في الضفة والقطاع، حيث قدر الجهاز الاحصائي عدد السكان هناك في عام 2000 بنحو 3.15 مليون نسمة، على ان يرتفع الى 3.9 مليون نسمة في عام 2005 والى حوالي 4.94 مليون نسمة في عام 2010. ويتضاعف السكان في الضفة والقطاع بناء على معدلات النمو السنوية كل 17 عاماً، وتستأثر الضفة بنحو 64.7 في المئة من السكان، وقطاع غزة ب 35.3 في المئة، وتعتبر الكثافة في القطاع من أعلى المعدلات في العالم، وهي أكثف ما تكون في المخيمات العشرة القائمة هناك. وبشكل عام فإن الخليل وغزة والقدس تستحوذ على 37 في المئة من سكان الأراضي الفلسطينيةالمحتلة في حزيران يونيو 1967، وقد بلغ معدل الخصوبة للمرأة الفلسطينية في الضفة 5.6 فرداً، وفي القطاع 6.9 فرداً، وفي الأراضي الفلسطينية بشكل عام 6.1 فرداً. ومن المؤشرات الاجتماعية التي اظهرها الكتاب ان هناك 2514 روضة أطفال ومدرسة في الأراضي الفلسطينية منها 1925 في الضفة و589 في قطاع غزة، وهذا فضلاً عن ثماني جامعات وأربع كليات تمنح درجة البكالوريوس في الضفة والقطاع، منها جامعتان وكلية جامعية واحدة في القطاع وست جامعات وثلاث كليات جامعية في الضفة الغربية. اما كليات المجتمع المتوسطة فبلغ عددها 17 كلية منها 14 في الضفة و3 في غزة. وقد استحوذت رياض الاطفال والمدارس على 889595 طالباً في عام 1998، في حين سجل في الجامعات في العام نفسه 60846 طالباً وطالبة، وأوضحت المعطيات ان نسبة الرسوب في تراجع منذ انشاء السلطة الفلسطينية المدارس، وقد بلغت تلك النسبة 2.5 في المئة و3 في المئة في كل من الضفة والقطاع على التوالي في عام 1997/ 1998، مقابل 3.4 في المئة و6.7 في المئة في عام 1994/1995. كذلك تراجعت نسبة التسرب المدرسي. ومن المؤشرات الاقتصادية في الضفة والقطاع، ان الزراعة استحوذت على 13 في المئة من العاملين هناك في عام 1999، والصناعة على 16 في المئة والبناء على 22 في المئة، والتجارة على 17 في المئة، والنقل والمواصلات على 5 في المئة، والخدمات والفروع الأخرى على 28 في المئة. ووصلت نسبة الأفراد الذين اعمارهم 15 سنة وأكثر في الأراضي الفلسطينية الى 41.4 في المئة عام 1998 مقارنة بنحو 39 في المئة في عام 1995، مما يؤكد زيادة نسبة السكان العاملين أو الباحثين عن العمل مع مرور الزمن. وتشمل العمالة التامة 79 في المئة من مجموع الأفراد داخل القوة العاملة الفلسطينية في الضفة والقطاع، وقد تراجعت معدلات البطالة من 23.8 في المئة عام 1996 الى 14.4 في المئة عام 1998، لكن الملاحظ ان نسبة مشاركة المرأة لا تتعدى 12 في المئة من اجمالي قوة العمل الفلسطينية. وتبقى الإشارة الى ان الكتاب جمع بين دفتيه معطيات مختلفة عن فلسطين خلال القرن المنصرم، بما يفيد الباحث والمتابع للشأن الفلسطيني.