اعتباراً من اليوم يعيش لبنان اياماً رياضية استثنائىة بفعل استضافته نهائيات كأس الامم الآسيوية الثانية عشرة لكرة القدم بمشاركة 12 منتخباً تمثل كلاً من لبنانوالعراقوايران وتايلاند المجموعة الاولى، والكويت وكوريا الجنوبية والصين واندونيسيا الثانية، والسعودية وقطر واليابان واوزبكستان الثالثة. والمهم ان المنتخبات العربية تخوض هذه المنافسات وهي مرشحة للعب الادوار الرئيسية، وفرض ايقاعها على مجرياتها والمنافسة بقوة على خطب ود هذه الحسناء التي تسمى كأس آسيا. ويأتي المنتخب السعودي، حامل اللقب، في مقدم المرشحين عربياً، لأنه الاكثر جهوزية واكتمالاً من الناحيتين الفنية والبشرية. والواقع انه من الصعب جداً ان نتصور مسابقة كأس آسيا من دون السعوديين، ولذا فان مدينة صيدا التي ستكون مسرحاً لمبارياتهم الثلاث في الدور الاول امام اليابان وقطر واوزبكستان على التوالي ستمثل القبلة الاولى لمتابعي هذا الحدث المهم. والمنتخب السعودي اشبه بالملح في الطعام، له مذاقه الخاص وطابعه المميز دائماً. وما يزيد من فرص نجاحه في مهمته التي لن تكون سهلة بالتأكيد، ان جماهيره لا تتخلى عنه ابداً وستظهر باعداد كبيرة خصوصاً بعد ان وفرت لهم الهيئة العامة لرعاية الشباب في المملكة رحلات خاصة الى لبنان لمتابعة المباريات. المنتخب السعودي مرشح اول، لكن لا يمكن اغفال ايرانواليابان وكوريا الجنوبية فضلاً عن العراق المتعطش للقب وقطر الساعية الى تفجير مفاجأة من العيار الثقيل. ويبقى لبنان وطموحاته المشروعة في تحقيق انجاز تاريخي في اول مشاركة له في النهائيات، لكن مهما يكن من امر، فيكفي ان شبابه نجحوا في تحدي كل الصعاب من اجل ان يخرج الحدث بما يتناسب مع اسم بلاده الشامخ. لقد شبع الناس تحليلات فنية عن المنتخبات المشاركة، وقبل ان تبدأ عملية الهضم، سيأكلون ما يكفي من المشاهد الحية والتعليقات والتحليلات على مدى 18 يوماً كاملة، والامل كل الامل ان تجيء هذه المشاهد والتعليقات والتحليلات في مستوى الحدث وان نستمتع جميعاً بها. والمهم، ان "نزقف ما نوقف" ليس فقط للاعبين الذين سيثرون المستطيلات الخضراء اعتباراً من اليوم، وانما قبل ذلك لكل الجهود التي بذلت من اجل الوصول الى هذه اللحظة المهمة في تاريخ لبنان كله... انطلاقة كأس "آسيا 2000".