احتفلت جماهير الرجاء البيضاوي المغربي التي تملأ مدينة الدار البيضاء وتتوزع عبر ربوع كثيرة من المغرب، بالفوز التاريخي الكبير الذي حققه "النسور الخضر" على حساب أحد أعرق الأندية العربية والافريقية، الأهلي المصري يوم الجمعة الماضي على ملعب القاهرة الدولي. وقد كان لطعم الاحتفال مذاق مميز، بقدرما كان للفوز وقع المفاجأة الكبرى، فلا أحد بين جماهير الرجاء كان يتوقع ان يقدم النسور الخضر مباراة رائعة ومثيرة، ويختموها بفوز كان باعتقاد الكثيرين مستحيلاً. وقد كان للفوز الصعب الذي حققه الرجاء في أول جولة من جولات دوري أبطال افريقيا على فريق قلوب الصنوبر الغاني، وما شهدته مجموعة الرجاء مع بداية هذا الموسم من تغييرات جذرية، غيرت التشكيل البشري بنسبة عالية... تأثيره الكبير على كل هذه الاحكام المسبقة، والتي تلاشت داخل ملعب القاهرة الدولي الواحدة بعد الأخرى عندما تمكن شباب الرجاء من التقيد حرفياً بطريقة اللعب الموضوعة بذكاء كبير من طرف المدرب الارجنتيني الأصل اوسكار فيلوني، طريقة ارتكزت على تقوية الخط الدفاعي، بممارسة ما يصطلح عليه بالدفاع المسطح، مع تكثيف الرقابة على مفاتيح اللعب والانتشار الجيد وسط الميدان والاعتماد المرتد السريع الخاطف. وبرغم ان غياب خمسة عناصر مؤثرة عن الرجاء كانت تشكل الموسم الماضي مرتكزات قوية... الحارس الشاذلي الموقوف من طرف الاتحاد الدولي والزياتي الملتحق بأحد الاندية التركية ومستودع الذي يتفاوض مع النصر الاماراتي وخاليف وريعي المحالين الى التقاعد، الا ان جماعية الأداء وانضباط العناصر البديلة تكتيكياً جعل الرجاء يتخطى بنجاح هذه العقبة، ويقدم مباراة على أعلى مستوى توجها بفوز استراتيجي، حوله رقمياً وبعد جولتين فقط من بدء التنافس الى أكبر المرشحين للتأهل للمباراة النهائية. ويزيد من اثارة وحماس هذه الدورة بالذات من دوري الابطال، ان بطلها سيمثل افريقيا في كأس العالم للاندية مطلع العام المقبل في البرازيل. وحيت أغلب الصحف المغربية الانجاز الكبير للرجاء، واعتبرت الفوز تاريخياً بكل المقاييس. وعلى حد تعبير جريدة "الرأي" فإن الحديد... لا يفله الا الحديد. وبالتالي فليس بمقدور أي كان ان يهزم الاهلي على أرضه وبين جماهيره. واعتبرت جريدة "الاتحاد الاشتراكي" ان نادي الرجاء حقق المستحيل. وبرغم ان لاعبي الأهلي ظهروا مع البداية أكثر تنظيماً ومارسوا ضغطاً قوياً بيد ان استماتة لاعبي الرجاء أفسدت كل المحاولات حتى دانت السيطرة لهم وقدموا لوحات فنية ممتازة. وتحت عنوان "حلوة بشكل وطعمة بشكل يا رجاء" كتبت صحيفة "المنتخب" الرياضية المتخصصة "... تفجر نهر الرجاء الاخضر فجأة فأغدق الخصوبة، وحلق النسور الخضر بأجنحة التحدي فأطبقوا على الاهلي المصري. وألقوا القبض على أحلى نيزك، على أروع قصيدة، على فوز بطعم فديه. فوز مفاجئ... لا أحد ينكر... فوز مستحيل.... لا أحد يمكن ان يقول غير ذلك... فوز تاريخي ثأر من كل ليالي العيد الهاربة نعم وألف نعم". وربطت صحيفة "العلم" بين الحدثين الكبيرين اللذين طبعا مساء يوم الجمعة واعتبرتها مبعث تألف جديد للريا ضة المغربية، "فهذه مجموعة الرجاء البيضاوي بالقاهرة لا تقول بأنها احدثت مفاجأته. بل تألقت خلال لقائها ضد الأهلي المصري. وعرفت كيف تتحكم في المباراة بخطة ذكية ذوبت بشكل كبير النادي الاهلي العملاق... وموازاة مع القاهرة، كان أبطالنا العالميون في ملتقى بروكسل يصغون تألقاً آخر في ألعاب القوى بالانجاز التاريخي الذي حققه البطل هشام الكروج في سباق 3000 متر والفوز الكبير لنزهة بدوان في 400 متر حواجز والتي ثأرت لنفسها من بطلة العالم الكوبية دايم بيرنيا.