توقعت مصادر صناعية في دبي تأثيرات طفيفة للزلزال الذي ضرب تايوان مؤخراً في صناعة الكومبيوتر وتقنية المعلومات في المنطقة. لكن المصادر ذاتها لم تستبعد تأثيرات غير مباشرة ربما أدت إلى إخلال واضح في المعادلة السعرية لأجهزة ومكونات الكومبيوتر في المنطقة، وهي الأسعار التي بدأت منذ قرابة العام تتجه الى الثبات بمعدل منخفض. وقال نمر العتال، المدير العام لشركة "دي تي كي" الشرق الأوسط، إن التأثيرات لم تكن مباشرة نظراً الى بعد معظم مصانع الكومبيوتر عن مركز الزلزال، لكن كثيراً من مصانع المكونات يوجد في المنطقة المنكوبة وهو ما يعني نقصاً في واردات مصانع الأجهزة عموما من هذه المكونات، وسيؤدي إلى رفع الأسعار. وقال أدريان تشانغ، المدير العام لشركة إيسر الشرق الأوسط، إن ما يزيد من حدة المشكلة أن الأسواق تعاني عادة من زيادة الطلب على مكونات الكومبيوتر في الشهور الأخيرة التي تسبق نهاية السنة. ومع تدمير عدد غير قليل من مصانع المكونات، فإن الأمر قد يزداد سوءاً. لكن تشانغ يقول إن شركات الكومبيوتر التي ستتأثر بشكل رئيسي هي تلك التي تعتمد مصادر خارجية لتوريد المكونات، موضحاً أن شركته تعتمد على مصانعها الخاصة للمكونات والتي تنتشر حول العالم، كما أنها تحتفظ في مستودعاتها بدبي بمخزون يكفي ما يزيد على 45 يوماً من مصادر عدة. ومع ذلك اعتبر تشانغ أن الأسابيع الستة المقبلة ستكون كافية للحكم على الوضع بصورة أكثر دقة. توقف موقت وأوضح ويلسون أكسيفي، المدير الإقليمي للشرق الأوسط في شركة D-KINK، وهي شركة تايوانية متخصصة في منتجات التشبيك، أن عدداً كبيراً من مصانع الأجهزة موجود في منطقة شيون شاو الصناعية في ضواحي تايبيه، وهي الجهة الأخرى من المدينة التي لم تتعرض للدمار. لكنه قال إنه يتوقع أن تتوقف العمليات الإدارية في المصانع المختلفة، خاصة تلك التي توجد لها مكاتب في العاصمة، دُمّر معظمه. ووفقاً له فإن معظم قطاعات الأعمال والدوائر الحكومية في تايوان، بما فيها المقر الرئيسي لشركته، أعلنت توقفاً عن العمل لمدة عشرة أيام بانتظار إصلاح الأضرار. ويرى أكسيفي أن هذا العامل سيساهم في تأخير الشحنات المتفق عليها من تايوان، لكنه قال ان شركته ستغطي الطلبيات المتفق عليها من مصانعها القريبة في كل من الصين الشعبية وهونغ كونغ. ارتفاع جنوني؟ وتوقع مروان سامي، المدير العام لشركة اليوسف للتوزيع أن تشهد المنطقة "ارتفاعاً جنونياً" في أسعار بعض المكونات. وقال: "بدأت أسعار وحدات الذاكرة العشوائية RAM، بالارتفاع الجنوني فعلاً. ويذكر أن أكثر من 90 في المئة من واردات الشرق الأوسط من هذه الوحدات يأتي من المصانع التايوانية. وتوقع سامي تأثيراً مشابهاً في سوق اللوحات الرئيسة لأجهزة الكمبيوتر MOTHERBOARD، التي تأخرت بعض شحناتها نتيجة لتدمير مستودعاتها أو مصانعها. وفي الوقت الذي يرى فيه سامي أن آثار ما حدث ستتجاوز الأسعار إلى تأثير مباشر على الكميات الواردة إلى المنطقة، فإنه اعتبر أن أسعار المعروضات في معرض الخليج لتقنية المعلومات جيتكس 99، الذي يقام في دبي نهاية تشرين الأول اكتوبر ستوضح الحجم الحقيقي لمدى تأثير زلزال تايوان في سوق تقنية المعلومات في المنطقة. وقالت جيليان شو، مديرة معرض جيتكس في مركز دبي التجاري العالمي، إن خطط تنظيم جناح للشركات التايوانية في المعرض لا تزال قائمة ولن يطرأ أي تغيير عليها بفعل الزلزال. وقالت إنها أجرت اتصالات مع شركات تايوانية في تايبه، أكدت أنها لا تزال عازمة على الحضور. ويذكر أن الشركات التايوانية اعتادت المشاركة بجناح وطني موحد في معرض الخليج لتقنية المعلومات جيتكس. مستثمرون وحاولت الحياة الاتصال بأكثر من مستثمر عربي يعملون في مجال تقنية المعلومات في العاصمة التايوانية، لكن دون جدوى بسبب تعطل الشبكة الهاتفية في المناطق الصناعية التي يعملون فيها. يشار في هذا الصدد إلى أن عدداً غير قليل من الشركات التايوانية والآسيوية اتجهت في السنوات الأخيرة إلى تجميع أجهزتها الموجهة للشرق الأوسط في المنطقة الحرة لجبل علي في دبي، ما أتاح توفير مخزون احتياط لكل شركة قد يخفف من النقص المتوقع. ورفضت شركات أميركية عدة تعمل في دبي التعقيب على الأمر، في محاولة على ما يبدو لنفي ما يتداول عن استخدام مكثف لمكونات تايوانية وآسيوية في أجهزتها الموجهة للمنطقة.