قالت مؤسسة مالية دولية تُعنى بالاستثمار في الأسواق المالية العالمية، ان المستثمرين في الشرق الأوسط زادوا في الأشهر الماضية حجم استثماراتهم المالية في الأسواق العالمية، بعدما شهدت أسواق الأسهم في بلدانهم ركوداً في الأسعار والتداولات. ولاحظ مارتن كامبردج، المدير التنفيذي لشركة "فيديلتي للاستثمار"، ان أسواق الأسهم والسندات العالمية شهدت اقبالاً في الربع الثاني من السنة الجارية من قِبَل مستثمرين شرق أوسطيين أفراداً وشركات، للاستفادة من الفرص السعرية التي وفرتها تلك الأسواق التي كانت شهدت انفراجاً سعرياً بعد مرحلة التدني التي سجلتها في وقت سابق من السنة. وأشار الى ان هذا الاقبال لا يعتبر هروباً للرساميل من المنطقة، ولكن جني مكاسب من الأسواق العالمية. وقدر كامبردج الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي في دبي أمس، لاعلان طرح صندوقين استثماريين عالميين في المنطقة، حجم الأموال التي تديرها مؤسسته لصالح مستثمرين عرب بنحو أربعة بلايين دولار، مشيراً الى أن هذا الرقم يعادل نحو نصف في المئة من اجمالي الأموال التي تديرها المؤسسة لصالح المستثمرين العالميين والتي تبلغ 922 بليون دولار. وأعلنت "فيديلتي للاستثمار"، التابعة لأكبر مؤسسة لإدارة الصناديق الاستثمارية المستقلة في العالم، أمس طرح محفظتين استثماريتين عالميتين في قطاعي التكنولوجيا والاتصالات في الشرق الأوسط. وتوقعت استقطاب نحو عشرة ملايين دولار من المنطقة، أي ما يعادل خمس المبالغ التي يتوقع استقطابها من الأسواق العالمية لتوظيفها في المحفظتين. وقال انه تم تقويم المحفظتين اللتين يستمر الاكتتاب فيهما حتى 30 أيلول سبتمبر الجاري بالعملة الأوروبية اليورو، مشيراً الى أن الحد الأدنى للاستثمار في كل وحدة من المحفظتين هو 2500 دولار، وذلك عبر فروع البنك البريطاني وسيتي بنك في دولة الامارات، وبنك الرياض في السعودية، بالاضافة الى بنوك أخرى في الدول الخليجية المتبقية. وأشار كامبردج الى ان منطقة الشرق الأوسط وحوض البحر الأبيض المتوسط تشهد طلباً قوياً ومتنامياً على الاستثمار في الأسهم. وقال "ان المحفظتين ستسمحان لنا بتوفير فرصة للاستثمار في أسرع قطاعين نمواً في العالم يمثلان قوة ستحرك التطور الاقتصادي في العالم خلال العقدين المقبلين". وأضاف ان تزايد الطلب في المنطقة على الاستثمار في الأسواق المالية العالمية وعبر الصناديق التي تطرحها مؤسسته، دفعها الى التفكير جدياً في تغطية نشاطاتها في المنطقة من داخلها، حيث تعكف الآن على دراسة امكان افتتاح مكتب اقليمي لعملياتها في الشرق الأوسط. لكنه أشار الى أن اختيار المقر لم يتحدد نهائياً بعد، حيث تتم المفاضلة بين دبي والبحرين، معرباً عن أمله في أن يتم افتتاح المكتب في غضون الأشهر العشرة المقبلة.