تؤكد قرارات مجلس جامعة الدول العربية في دورته ال112 والتي ينتظر ان تصدر اليوم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على أرضه. ورفض الوزراء المحاولات الاسرائيلية لاستباق نتائج مفاوضات الوضع النهائي مع الفلسطينيين. وتشدد القرارات على ضرورة انسحاب اسرائيل من هضبة الجولان السورية المحتلة، وتدعم جهود لبنان لبسط سيادته وسيطرته على كامل أراضيه. وفي ما يتصل بالسودان يدعو الوزراء الى العمل على تحقيق المصالحة الوطنية ودعم الخرطوم في التصدي لما يهدد سيادة السودان ووحدة أراضيه. رحب الوزراء بتطورات قضية فلسطين والصراع العربي - الاسرائيلي وبالدعم الذي عبّر عنه الرئيس الاميركي بيل كلينتون لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مستقبله على ارضه، و"في العيش حراً اليوم وغداً والى الابد"، ويدعو الادارة الاميركية باعتبارها الراعي الرئيسي لعملية السلام الى الضغط على الحكومة الاسرائيلية لكي تكف عن إضاعة الوقت والعمل الجاد من اجل احلال سلام عادل وشامل ودائم في المنطقة. وأكدوا مجدداً القرارات السابقة ذات الصلة وفي مقدمها القرار 5092 الخاص بمواصلة دعم عملية السلام استنادا الى قرارات الشرعية الدولية ولا سيما قرارات مجلس الامن 242 و338 و425 ومبدأ الارض مقابل السلام وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على ارضه. وأشادوا بموقف الاتحاد الاوروبي الواضح والصريح الذي تضمنه بيان قمة برلين الاوروبية والذي يؤكد مجدداً حق الفلسطينيين الدائم وغير المشروط في تقرير المصير بما في ذلك اقامة دولة ويتطلع الى انجاز مبكر لهذا الحق. ويناشد الأطراف السعي بحسن نية الى حل تفاوضي على اساس الاتفاقات الحالية دون المساس بهذا الحق الذي لن يخضع لأي نقض فيتو، وتأكيد الاتحاد الاوروبي قناعته بأن اقامة دولة فلسطينية ديموقراطية مسالمة ذات سيادة قادرة على الاستمرار على اساس الاتفاقات الحالية وعبر المفاوضات ستكون الضمانة الفضلي لأمن اسرائيل ولقبول اسرائيل كشريك مستاوٍ في المنطقة واستعداده للنظر في الاعتراف بالدولة الفلسطينية حال قيامها طبقا للمبادئ الاساسية التي سبق ذكرها. وأيد مجلس الجامعة تأييداً كاملاً الموقف السوري المطالب باستئناف المفاوضات على المسارين السوري واللبناني من النقطة التي توقفت عندها منذ اكثر من ثلاثة اعوام ،وبضرورة الانسحاب الاسرائيلي الكامل من هضبة الجولان الى حدود الرابع من حزيران يونيو 1967، ومن جنوبلبنان وبقاعه الغربي. وأعرب عن قلق المجلس البالغ إزاء عزم الولاياتالمتحدة الاميركية إدامة مساعداتها العسكرية السنوية لاسرائيل ورفع مستواها بنسبة الثلث خلال العقد المقبل لتبلغ قيمتها 4،2 مليار دولار، وتزويدها بأحدث الاسلحة والطائرات المتطورة مما يساعدها على التمسك بمواقفها المتشددة إزاء عملية السلام ويدفع الأطراف العربية بالضرورة الى تعزيز قدراتها الدفاعية لمواجهة التفوق العسكري الإسرائيلي، مما يؤدي إلى إشاعة أجواء التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة. كما طالب وزراء الخارجية العرب بدعم نضال الشعب الفلسطيني بكل اشكاله حتى يحصل على حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس وتوجيه تحية تقدير واعتزاز لصمود هذا الشعب على ارضه. وأكدوا الأهمية الكبرى لاتفاقية جنيف الرابعة وضرورة الاحترام الكامل لأحكامها وضرورة الوقف الفوري لجميع اشكال الانتهاكات التي تقوم بها اسرائيل - قوة الاحتلال - لأحكام الاتفاقية. وطالب المجلس بالتنسيق بين ممثلي الدول العربية في المحافل الدولية للعمل على كشف وإدانة الممارسات الاسرائيلية المخالفة لاتفاقية جنيف الرابعة ومواثيق حقوق الانسان. وطالب الوزراء بالتذكير بقرار مؤتمر القمة الحادي عشر وقرارات مجلس الجامعة التي تنص على قطع العلاقات مع اي دولة تنقل سفارتها من تل أبيب الى القدس، ومتابعة موقف حكومة جمهورية بنما في هذا الشأن. ورحبوا بالموقف الذي اتخذه الرئيس الاميركي إزاء محاولات الكونغرس تطبيق قانون نقل السفارة الاميركية من تل أبيب الى القدس ودعوة الاتحاد البرلماني العربي الى اتخاذ الموقف المناسب وإجراء الاتصالات اللازمة مع الكونغرس الاميركي لتوضيح وجهة النظر العربية إزاء هذا الموضوع. وطالبوا باستمرار الدول العربية في بذل جهودها لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني في مدينة القدس بتقديم الدعم المباشر. كما طالبوا بتوثيق التعاون مع الكنائس الشرقية ودعم مبادرات تقوم بها في تأييد الحقوق العربية في القدس وقضية فلسطين واتخاذ موقف موحد إزاء ما تقوم به الكنيسة الارثوذكسية في القدس من تصرف في اراضٍ لمصلحة إسرائيل. وبخصوص مشكلة اللاجئين الفلسطينيين أكد المجلس أهمية دور الدول العربية في ضمان استمرار الموقف الدولي في التمسك بحقوق اللاجئين الفلسطينيين، كما رفض جميع المخططات الرامية الى حل قضية اللاجئين عن طريق توطينهم خارج فلسطين. ووجه الشكر الى الجمهورية العربية السورية والجمهورية اللبنانية على القرار الخاص بالسماح للفلسطينيين المقيمين في سورية بالسفر الى لبنان. وطالب بدعم جهود دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية والجهات المختصة في الدول العربية المضيفة لضمان تنفيذ حق العودة للاجئين الفلسطينيين الى ديارهم وفق قرارات الأممالمتحدة وخاصة القرار 194 عام 1948. ودعا الى استمرار الاتصالات بين كل من امانتي الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي لتنفيذ قرار مجلس الجامعة الخاص بعقد ندوة دولية حول اللاجئين الفلسطينيين، على أن يتم التنسيق مع لجنة الأممالمتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني حقوقه غير القابلة للتصرف التي ستتولى إجراء الترتيبات اللازمة لعقد الندوة في كندا خلال شهر آذار مارس 2000. ودعا المجلس المجتمع الدولي خصوصاً الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبي والمؤسسات والصناديق الدولية المانحة الى عدم تقديم مساعدات اقتصادية ومالية تستخدمها إسرائيل في تنفيذ مشاريع استعمارية استيطانية، وأيد الإجراءات التي اتخذتها منظمة التحرير الفلسطينية لتشكيل لجان شعبية محلية للدفاع عن الأراضي الفلسطينية في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية. ودعا الدول العربية الى زيادة تبرعاتها من أجل المساهمة في تغطية العجز المالي للوكالة. وفي ما يتعلق بالجولان العربي السوري المحتل أكد قراره الرقم 4126 وقراراته اللاحقة وآخرها قراره الرقم 2842 الذي ينص على رفض كل ما اتخذته سلطات الاحتلال الإسرائيلي من إجراءات تهدف الى تغيير الوضع القانوني والطبيعي والديموغرافي للجولان العربي السوري المحتل واعتبار الإجراءات الإسرائيلية لتكريس سيطرتها عليه غير قانونية ولاغية وباطلة. وطالب راعيي عملية السلام والمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياتهم في إلزام إسرائيل بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية التي تدعو الى الانسحاب الكامل من الجولان العربي السوري المحتل ومساندة سوريا في موقفها الثابت والملتزم بتحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة. ودعا المجتمع الدولي خصوصاً راعيي مؤتمر مدريد للسلام في الشرق الأوسط والاتحاد الأوروبي الى حمل إسرائيل على تطبيق قرارات الأممالمتحدة المتعلقة بالانسحاب الإسرائيلي التام من الجولان ومن جميع الاراضي العربية المحتلة. وأكد دعم ومساندة الدول العربية بشكل حازم لمطلب سوريا العادل وحقها في استعادة كامل الجولان العربي السوري المحتل استناداً الى أسس عملية السلام وقرارات الشرعية الدولية والالتزام بالنتائج التي تم التوصل اليها واستئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها. ودان مجلس الجامعة العربية بشدة إسرائيل لاحتلالها المستمر لأجزاء من الجنوباللبناني والبقاع الغربي، ودعا المجتمع الدولي، ولا سيما منظمة الأممالمتحدة وأجهزتها كافة الى العمل على تفنيذ قرار مجلس الأمن 425 الصادر عام 1978 القاضي بانسحاب إسرائيل الفوري وغير المشروط من جميع الاراضي اللبنانيةالمحتلة الى الحدود المعترف بها دولياً. كما دان إسرائيل بشدة لاستمرار اعتداءاتها على الاراضي اللبنانية والمجازر التي ترتكبها بواسطة طيرانها ومختلف اسلحتها الحربية ضد المواطنين اللبنانيين ولاسيما الاطفال والشيوخ والنساء والحصار الذي تفرضه على تحرك سكان المنطقة المحتلة منها ومطالبة المجتمع الدولي والهيئات الدولية والدول الاعضاء فيها بالتحرك لحمل إسرائيل على دفع التعويضات للبنان عن الاضرار الناتجة عن احتلالها واعتداءاتها المتكررة على أرضه وخرقها المستمر لتفاهم نيسان ابريل 1996. وأكد الدعم والتأييد لجهود الدولة اللبنانية في بسط سيادتها وسيطرتها على كامل اراضيها بما في ذلك القسم المحتل من قبل إسرائيل في جنوبلبنان والبقاع الغربي. كما أكد حق الشعب اللبناني في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي للاراضي اللبنانية استناداً الى ميثاق الأممالمتحدة. ودان وزراء الخارجية العرب خلال الدورة 112 لمجلس الجامعة العربية الانتهاكات المستمرة لسلطات الاحتلال الإسرائيلية لحقوق الانسان في المنطقة المحتلة من جنوبلبنان والبقاع الغربي، وطالبوا المجتمع الدولي باتخاذ جميع الاجراءات مع إسرائيل لكي تعمل فوراً على إطلاق سراح جميع الأسرى والمخطوفين اللبنانيين المعتقلين في سجون إسرائيل. الصومال ودعا مجلس الجامعة العربية الأطراف الصومالية الى احترام تعهداتها وتنفيذ اتفاقاتها والتعاون مع الجهات العربية والاقليمية والدولية في جهودها الهادفة الى تحقيق المصالحة الوطنية وإقامة سلطة وطنية تعيد دولة الصومال الى اسرتها العربية والى مكانتها في محيطها الاقليمي والمجتمع الدولي. وطلب تكليف اللجنة السباعية بمتابعة الوضع في الصومال. السودان وأكد المجلس دعم وتأييد السودان لمواجهة ما يهدد سيادته واستقراره ووحدة وسلامة اراضيه ورفض أي محاولات لتعريضه للتجزئة ودعم جهوده في المنظمات الاقليمية والدولية. وعبر عن شجب المجلس للتهديد الاميركي بشن عدوان جديد على السودان بما يمثل استخفافاً بالشرعية الدولية وخرقاً صريحاً لميثاق الأممالمتحدة ودعوة المجتمع الدولي الى الوقوف في مواجهة استخدام القوة العسكرية لحل المشاكل بين الدول والدعوة الى ضبط النفس وانتهاج اسلوب الحوار السياسي والأمني البناء الذي يتأسس على احترام الشرعية الدولية وسيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وينبه مجلس الدول العربية الى خطورة التدخل الأجنبي في شؤون دولة عضو في جامعة الدول العربية على الأمن والاستقرار في المنطقة وإدانة أية قرارات تتجه أو تعمل على دعم أي توجه انفصالي خاصة عن طريق الدعم المادي أو العسكري أو فرض حظر طيران في السودان. ويشيد المجلس بجهود السودان المتواصلة لدعم علاقاته مع اشقائه العرب وجيرانه من الدول الصديقة وحث الدول العربية على متابعة جهودها الخاصة بتقديم المزيد من العون الانساني للسودان لمواجهة الظروف الانسانية الملحة على اراضيه وتأييد ودعم الجهود المبذولة لتحقيق السلام الكامل في جنوب السودان. ويدين المجلس أية اتهامات بدعوى وجود رق في السودان والتنبيه الى خطورة استهداف دول عربية أخرى بهذه التهمة ودعوة كل الدول والمنظمات الطوعية الدولية الى الكف عن توجيه التهم الجزافية غير المؤسسة وغير المبررة التي تستهدف السودان والدول العربية وتسعى لالصاق تهمة الرق بها واعتبار ذلك جزءاً من الحملة الهادفة لتشويه صورة العرب والمسلمين والإساءة الى أمتهم وحضارتهم. ويؤكد مشروع القرار على قراره رقم 5781 المتخذ في دورته غير العادية بتاريخ 24/8/1998 حول العدوان الاميركي المتمثل في قصف مصنع "الشفاء" للادوية في الخرطوم باعتباره عدواناً على السودان وانتهاكاً خطيراً لسيادته وحرمة اراضيه وخرقاً صارخاً لكل المواثيق والاعراف والقوانين الدولية وفي مقدمتها ميثاق الأممالمتحدة.