من سرير المستشفى الذي أوصله إليه حادثه في سيارته السباقية ماكلارن كان-آم في واتكنز غلن في ولاية نيويورك العام 1967، قرر بوب بوندورانت، بعد تجاوز خطر الشلل الدائم، نقل خبراته الى السائق العادي لتدريبه على القيادة الآمنة والسيطرة على سيارته. ولم يمضِ أسبوع على إفتتاح بوندورانت مدرسته الأولى في 1968 في أورنج كاونتي، بثلاث سيارات داتسن نيسان اليوم وسيارة لولا "تي 70"، حتى إنضم إليه الممثلان بول نيومان وروبرت واغنر قبل تصوير فيلم "وينينغ" الفوز Winning. ثم تنقّل الرجل بمدرسته على حلبات مختلفة، قبل إفتتاح حلبة مدرسته الخاصة قرب مدينة فينيكس في ولاية أريزونا في آذار مارس 1990. وحتى اليوم، درّب بوندورانت أكثر من 65 ألف سائق، من الرجال والسيدات ورجال الأعمال والشخصيات وصولاً الى نجوم سينما إيف مونتان وجيمس غارنر وبرايان بدفورد لفيلم "غران بري". أهم الشركات الراعية له هي فورد موتور كومباني منذ 1983 التي تزوّده بما لا يقل عن 150 سيارة معدّة خصيصاً للتدريب والسباقات لدى راوش تكنولوجيز التي تجهّز سيارات فورد للسباقات الأميركية. بل يصل تعاون بوندورانت الى تزويد مهندسي فورد بإنطباعاته وآرائه في موديلات فورد منذ مراحل التطوير. أما قائمة رعاة مدرسة الرجل الذي فاز في 1964 ببطولة فئة "جي تي" في سباق 24 ساعة لومان في فورد "كوبرا دايتونا كوبيه"، وشارك أيضاً في سباقات فورمولا واحد في فرق عدّة منها فيراري في غران بري الولاياتالمتحدة في واتكنز غلين في 1965، فتضم أسماء شركات كثيرة منها موتورولا وإنتل وغوديير وتكساكو ومونرو وغيرها. وتتنوّع خيارات التدريب المتاحة في تسعة عروض من نصف يوم، لقاء 275 دولاراً، الى أربعة أيام، لقاء 4025 دولاراً. وفي نهاية دورة التدريب في عمّان، قابلت "الحياة" بوندورانت وأجرت معه الحديث التالي: كم يتطلّب تدريب سائق شرطة، وما كلفة الدورات؟ - يتطلّب تدريب شرطي أو أي سائق آخر ثلاثة الى أربعة أيام. بحكم تمرّس الشرطي مسبقاً على قيادة المهمّات فهو يحظى بدورة تدريب متقدّم Advanced training كالتي برع فيها رجال الشرطة الأردنية. وللمحافظة على الكفاءات وتطويرها، ما على السادة الشرطيين إلا الممارسة اليومية لكل ما تعلّموه. أما السائق العادي الراغب في تطوير مهاراته فنقدّم له خيارَي دورة التدريب على الأداء العالي High Preformance Course في ثلاثة أيام، أو دورة التدريب على قيادة السباقات Grand Prix Road Racing Course في أربعة أيام. وتكلّف دورة التدريب على الأداء العالي 2195 دولاراً أميركياً، والأخرى 2995 دولاراً. ونوفر للشرطة في الولاياتالمتحدة برنامجاً مع السيارات والحلبة والتدريب لقاء نحو 2500 دولار عن كل سائق. لا تضم قائمة رعاة Sponsors مدرستك إلا فورد موتور كومباني بين صانعي السيارات، فهل تملك فورد حصة في شركتك؟ - كلا، أملك مدرستي بكاملها. تعاملتُ في الماضي مع نيسان، ثم مع بورشه. ويعود التعاون الوثيق مع فورد الى العام 1983 عندما رأى رئيسها الأسبق، دونالد بيترسون فوائد في تدريبنا لسائقي شركته ومهندسيها، ولا أزال أتولى شخصياً تدريب كبار مسؤولي فورد. لكن، الى جانب فورد وبعض فروعها، لدي رعاة آخرون من قطاعات مختلفة. كم سيارة شرطة لديك في مدرستك؟ - لدي إثنتا عشرة سيارة شرطة نستغلها في التدريب على تطبيق القانون وفي دورات أخرى للتدريب على حماية مسؤولي الشركات ولمقاومة محاولات الخطف. كم تدوم وكم تكلف تلك الدورات؟ - تدوم أربعة أيام وتكلّف أربعة آلاف دولار. وماذا عن الإقامة في أثناء الدورات؟ - يحصل زوّارنا على حسومات مختلفة من الفنادق المحيطة بنا، ومن مختلف مستويات الأسعار. أين تجد السائقات أكثر مهارة في القيادة من السائقين، وأين تجد عكس ذلك؟ - أجد النساء أكثر إستماعاً وإنتباهاً للشرح، مقارنة بنا نحن الرجال الميّالين إجمالاً الى الإفراط في عرض الرجولة. تشارك سيدات كثيرات في دوراتنا، وهن ينتبهن ويتعلّمن كثيراً بينما ينهمك كثير من الرجال في عرض قدراتهم على القيادة بأسرع ما يمكنهم. قد يعود ذلك الى تأهيل النساء منذ الصغَر على الصبر وحسن تحضير الأمور، بينما يعدّ الرجال إجمالاً لأدوار أكثر هجومية. بالنسبة الى مهمتها كسيارة شرطة، ما هي في رأيك أهم إيجابيات السيارات المبنية على قاعدة فولاذية سفلية مستقلة Body-on-frame مثل "كراون فيكتوريا" مقارنة بتقنية الهيكلية المتكاملة Unitary body المعروفة في معظم السيارات العصرية؟ - أهم ميزات الأولى هي المتانة الإضافية، وهي تحمي ركابها جيداً إذا أصيبت بحادث. والشرطة تبحث في طبيعة الحال عن سيارات متينة وطويلة الخدمة وشديدة المقاومة، مثل "كراون فيكتوريا". في المقابل، تزيد هذه التقنية وزن السيارة مقارنة بأخرى ذات هيكلية متكاملة. لكن الأثر السلبي لفارق الوزن يتضاءل طبعاً عند توافر محرّك كبير وقوي. ما هي أسوأ العادات وأفضلها في القيادة؟ - أسوأ العادات على الإطلاق هي قلّة التركيز، خصوصاً في إستخدام الهاتف الخليوي أثناء القيادة. أما أفضل العادات فهو النظر دوماً الى البعيد لرؤية سلوك سيارات عدّة متقدّمة، لا أقربها فقط، والنظر من النافذة بعض الشيء عند الإنعطاف لرؤية بقية المنعطف وليس القسم الواقع أمام السيارة فقط. وخير إختبار لأي سائق يرغب في التحقق من ذلك هو التالي: خذ طريقاً واسعة ومستقيمة، بسرعة 100 كلم/ساعة، وإبدأ أولاً برصد سلوك السيارات الثلاث التي تتقدّمك. ستشعر بأن السيارات الآتية من الجهة المقابلة تمر بسرعة عالية. إحتفظ بظروف القيادة ذاتها، لكن أنظر الآن الى مدى أبعد راصداً نحو عشر سيارات أو 15 سيارة، وستفاجأ بشعورك أن السيارات الآتية من الجهة المقابلة تمر بسرعة عادية، مع أن السرعة لم تتغيّر بين المثلين. في الحالة الأولى يتوتر السائق بسرعة ويتعرّض لإحتمالات إرتكاب الأخطاء الناتجة عن المفاجأة والإرتباك، بينما يمتاز سائق المثل الثاني بالهدوء والوعي لمجريات السير في وقت مبكّر فتصبح قيادته هادئة خالية من التوتر، ويستطيع التعامل مع المستجدات برباطة جأش. لمزيد من المعلومات: www.bondurant.com أو هاتف المدرسة في فينيكس في ولاية أريزونا الأميركية 5207961111 أو 8008427223 أو الفاكس 5207960660.