حضت الولاياتالمتحدةواليابان وكوريا الجنوبية السلطات في بيونغيانغ على الامتناع عن اطلاق صاروخ باليستي جديد وحذرتها من انها "ستدفع الثمن" اذا لم تستجب لهذا النداء. واوضحت سيول ان هذا التحذير لا يتعلق بعمل عسكري ضد كوريا الشمالية بل عقوبات اقتصادية صارمة. سنغافورة - أ ف ب، رويترز - طلبت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت ومعها نظيراها الياباني والكوري الجنوبي ماساهيكو كومورا وهونغ سون يونغ من كوريا الشمالية الامتناع عن اطلاق صاروخ باليستي جديد. وأجرى الثلاثة سلسلة من المشاورات في هذا الشأن مع نظرائهم الآسيويين على هامش اعمال منتدى رابطة دول جنوب شرقي آسيا في سنغافورة. وحضت الاطراف الثلاثة بيونغيانغ على احترام هذا النداء واغتنام ذلك فرصة للخروج من عزلتها. وقالت اولبرايت في ختام فطور عمل مع نظيريها الياباني والكوري الجنوبي: "شددنا على ان اطلاق صاروخ جديد بعيد المدى سواء كان في اطار تجربة او محاولة لوضع قمر اصطناعي في المدار، سيخلف حالاً من عدم استقرار وانعكاسات خطيرة". وجاء نداء الوزراء الثلاثة تعليقاً على تقارير عن احتمال ان تقوم بوينغيانغ باطلاق صاروخ جديد من طراز "تايبودونغ" يفوق في مداه الصاروخ الذي اطلقته في آب اغسطس 1998 في اجواء اليابان وسقط في المحيط الهادئ. الى ذلك، اعرب هوسيي نوروتا مدير وكالة وزارة الدفاع اليابانية عن قلق طوكيو من احتمال اطلاق كوريا صاروخاً جديداً. وشدد نوروتا في بيان نشر امس على ان "الصاروخ وسيلة مثالية لاطلاق اسلحة دمار شامل مثل الاسلحة النووية. ومشكلة النشاطات التي تقوم بها كوريا الشمالية في مجال تطوير الصواريخ، تشكل موضوعاً بالغ الخطورة لا بالنسبة الى اليابان فحسب بل ايضا بالنسبة الى المجتمع الدولي برمته". واعتبر ان اطلاق صاروخ جديد قد يتم في حدود التاسع من ايلول سبتمبر المقبل في ذكرى تأسيس الدولة الشيوعية في كوريا الشمالية. ثمن باهظ وقال وزير الخارجية الكوري الجنوبي ان "اطلاق صاروخ جديد" سيؤدي بكوريا الشمالية الى "دفع ثمن" عبارة عن "عقوبات" اقتصادية. واوضح مسؤولون في سيول ان الاخيرة تستبعد الدخول في حرب مع الشطر الشمالي، لكنها ستعمد الى الغاء برنامج مساعدات قيمته 950 مليون دولار تنوي شركة "هيونداي" تقديمها الى الشمال حيث يعاني المواطنون من المجاعة نتيجة العزلة الدولية الناجمة عن سياسات الحكومة في بلادهم. وفي الوقت نفسه، اعرب وزير الخارجية الياباني عن الامل في ان تتجاوب كوريا الشمالية والا "ستكون هناك انعكاسات سلبية خطيرة". وطالبت اولبرايت كوريا الشمالية التي وافقت العام 1994 على تجميد برنامجها النووي في مقابل مساعدة في مجال الطاقة توفرها الولاياتالمتحدةواليابان وكوريا الجنوبية، باعتماد "شفافية كاملة في ما يتعلق بالمسائل النووية وتجميد تطوير صواريخ باليستية وتصديرها واجراء التجارب عليها". واعاد وزير الخارجية الياباني التأكيد في سنغافورة امس على ان بلاده ستعيد النظر في التعهدات التي قطعتها في 1994 حول تزويد كوريا الشمالية الطاقة، في حال مضت بيونغيانغ قدماً في مشروع اطلاق صاروخ جديد. وشدد وزراء خارجية الولاياتالمتحدةواليابان وكوريا الجنوبية على ان امام بيونغيانغ في حال استجابت لندائهم فرصة "لإقامة علاقات جديدة وايجابية مع جيرانها وشركائها المحتملين".