عندما عرض على فرنسيس فورد كوبولا في العام 1987 القيام باخراج جزء ثالث من فيلمه الاكثر شهرة "العرّاب" رفض الفكرة أساساً وحاول البحث عن مشاريع اخرى بديلة. لكن باراماونت، الشركة المنتجة، أصرّت، والمؤلف ماريو بوزو كان متحمساً، كذلك الممثل آل باتشينو، وهذه العناصر مجتمعة استطاعت في العام 1989 التغلب على ممانعة المخرج المعروف فوُلِد الجزء الثالث - ولو على غير ما أراده كوبولا وعشاقه. تلتقي العناصر مجدداً: ليس من بينها آل باتشينو، فهو مات في الجزء الاخير، لكن باراماونت مستعدة للعمل في حدود ال120 مليون دولار، وآندي غارسيا احد بطلي "العراب - 3" متحمس جداً للفكرة، والمؤلف ماريو بوزو انكبّ يكتب السيناريو الجديد بالفعل... كوبولا هو الذي لا يزال متردداً وحذراً من اعلان موافقته. لكن حماس هوليوود لانتاج "العراب" الرابع لا يقوم على الحنين الى الماضي ولا على رغبة في قول شيء لم تقله الاجزاء السابقة عن المافيا الايطالية مثلاً، بل هو ناتج عن دخول عنصر جديد في المعادلة، اذ استطاع الممثل غارسيا جذب صديقه الممثل ليوناردو دي كابريو انطلق بعد "تايتانك" الى الفكرة وأخذ موافقته. هوليوود ترى ان وجود دي كابريو لن ينتج عنه شحن الفيلم بمعطيات جديدة فقط، بل هو الضمانة التي تتطلع اليها شركة الانتاج من اجل استرجاع التكاليف وتحقيق ارباح عالية لم يستطع الجزء الثالث حصدها. ويبدو ان حماس دي كابريو فعّال وحقيقي، اذ سارع واقترح على كوبولا ان يلعب شخصية صوني كارليوني التي سبق ان لعبها في الجزء الأول جيمس كان، على ان يمثلها دي كابريو وهي اصغر سناً، اي في احداث تسبق احداث "العراب" الأول الذي انطلق للعروض في العام 1972. وإذا ما تم ذلك بالفعل، فإن بنية الاحداث في هذا الفيلم الجديد ستتشابه مع تلك التي وردت في الجزء الثاني 1974 عندما لعب روبرت دي نيرو شخصية مارلون براندو شاباً في الوقت الذي دارت فيه احداث تكميلية للقصة الأساسية. وكان "العراب 3" لاقى متاعب جمة حينما أقدم كوبولا عليه. اولاً انسحبت الممثلة وينونا رايدر من العمل ما دفع المخرج للاستعانة بابنته صوفيا كوبولا للدور النسائي الأول. كوبولا يقول انه من المبكر التأكد من ان المشروع سيتم فعلاً، وان لديه مشروع فيلم مع مترو غولدوين ماير يود انجازه حتى ولو قبل تحقيق الجزء الجديد. لكنه يعلم في قرارة نفسه ان لا "عراب" من دونه وراء الكاميرا.