وسط اجراءات أمنية دقيقة وبحضور ما يقارب الستين ألف متفرج، خطف الرجاء البيضاوي فوزاً ثميناً على غريمه التقليدي الوداد البيضاوي، في واحدة من أكثر القمم الكلاسيكية المحلية حساسية وحماساً واقترب من لقبه الرابع على التوالي في الدوري المغربي لكرة القدم حيث وسّع الفارق بينه وبين نادي الكوكب المراكشي صاحب المركز الثاني الى أربع نقاط وبينه وبين نادي الوداد الى خمس نقاط، علماً بأن الدوري يقف على بعد ثلاث جولات من خط النهاية. الوداد بدا مكتمل الصفوف، إذ استعاد أغلب عناصره، فيما بذل المدرب الارجنتيني للرجاء جهداً خارقاً لتعويض غياب عبداللطيف جريندو ضابط الايقاع، ومصطفى مستودع صاحب الأهداف الحاسمة. وزيادة في الحرص، ومنعاً لكل مباغتة لجأ الناديان الى تكثيف التواجد في منطقة الوسط، مع تأمين الناحية الدفاعية، وبرغم ما بذله كل من رضوان العلالي عن الوداد ومصطفى خاليف عن الرجاء من جهد في البحث عن سبل الاختراق، إلا أنه بدا من الصعب جداً ايجاد ولو نصف فرصة تهديف. فالترسانة الدفاعية من الجانبين لا تحجب فقط الرؤية ولكنها تعتم الأفق كله. لذلك كله جاء الشوط الأول رتيباً نوعاً ما، ولم تسجل خلاله سوى فرصة وحيدة للرجاء، إثر اختراق جيد للاعب الزياتي الذي رفع كرته بالمقاس في اتجاه رأس خوباش التي اخفقت في خداع الحارس الودادي المتألق مصطفى عشاب. ولأن كل عاصفة تكون عادة مسبوقة بهدوء، فقد هبت نسائم المتعة مع بداية الشوط الثاني عندما تمكن لاعبو الوداد من خلال رجلهم المحوري رضوان العلالي ومن خلال المهاجم السنغالي عبدالله امباي، من تهديد مرمى حارس الرجاء الشاذلي الذي وجد نفسه مضطراً في أكثر من مرة إلى الاستنجاد بكل ردود أفعاله السريعة لوقف تسديدات العلالي وامباي، وكانت أوضح فرصة للوداد هي تلك التي تمكن على اثرها أمباي من اختراق الدفاع الرجاوي ليسدد بقوة كرة ارتدت اليه من الحارس الشاذلي فرفعها هذه المرة بالمقاس لترتطم بالخشبة الأفقية وتضيع على الوداد أوضح فرصة للتهديف. في هذه اللحظة بالذات حرك مدرب الرجاء اوسكار دهاءه الميداني، وتبين له أن الجهة اليمنى هي مرتكز الانطلاق الودادي للضغط على فريقه، فأدخل الشاب رزقي بدلاً من الزياتي الذي كان يشغل الجهة اليسرى من هجوم الرجاء. ونجح الشاب رزقي من الانسلال بكرة مررها له من العمق الظهير رضوان، ووزع سوسنته الخضراء في المروج الحمراء ليشعل القمة ويأتي بالفجر الذي طال انتظاره. دقيقة واحدة فقط على نهاية المباراة، كان الأخضر في المدرجات مثل سنابل القمح تتراقص مع نسائم الهدف، وبرغم الاندفاع الكلي لعناصر الوداد، إلا أن ما تبقى من الزمن لم يكن يسعف القافلة الحمراء لمطاردة الحلم الهارب. لقد سجل الرجاء وفاز بالمباغتة، عندما تصور الجميع ان من سيسجل هو الوداد، وتلك هي كرة القدم ليس لها أمان. وكانت سعادة الرجاء بهذا الفوز التاريخي، سعادة لا توصف، فما سمعه بعد ذلك عن تعادل نادي الكوكب المراكشي أمام الدفاع الحسني الجديدي 1-1 لم يبقه واحداً في الصدارة بل اعطاه فرصة توسيع الفارق الى أربع نقاط... وهل هناك ما يمنع من القول إن الرجاء صاحب ال 53 نقطة أصبح قريباً جداً من لقبه الرابع على التوالي؟ نادي الكوكب الذي كان أكبر متربص أهدر اذن فرصة من ذهب للاستمرار في مطاردة الرجاء بقوة، ذلك انه تعادل أمام الدفاع الحسني الجديدي النادي الباحث بكل السبل عن طريقة تبقيه بين أندية الدرجة الأولى. نادي الكوكب ظل منهزماً فترة طويلة بهدف الميلودي في الدقيقة 34 الى أن أدرك التعادل بواسطة هدافه عبدالصمد الرياحي في الدقيقة 73. ولئن كان الكوكب صاحب ال 49 نقطة ابتعد بأربع نقاط عن الرجاء، فإن الدفاع الحسني الجديدي أضاف الى رصيده نقطة وحيدة لا تسمن ولا تغني من جوع، إذ ظل في مركزه الرابع عشر بمجموع 25 نقطة بفارق نقطتين عن شباب المحمدية صاحب المركز الخامس عشر وبفارق ثلاث نقاط عن مولوديه وجدة صاحب المركز السادس عشر. نادي شباب المحمدية كان من أكبر المستفيدين خلال هذه الجولة، ذلك ان فوزه على حسنية أكادير بهدفين مقابل هدف واحد أعاد اليه بعض الأمل في المنافسة على البقاء. حسنية أكادير كان السباق للتهديف بواسطة لاعبه بورعام 53 ليعادل جوليان من شباب المحمدية الكفة من ركلة جزاء في الدقيقة 75، ثم يوقع شكري قبل دقيقة من نهاية الزمن الأصلي هدف الفوز لشباب المحمدية الذي قفز الى المركز الخامس عشر بمجموع 23 نقطة، فيما ظل نادي حسنية أكادير في مركزه الثاني عشر بمجموع 28 نقطة. مباراة رجاء بن ملال والفتح الرباطي، كانت مباراة الفرص الضائعة بامتياز، ولعل الخاسر الأكبر فيها هو نادي رجاء بن ملال الذي لم يمنحه التعادل السلبي سوى نقطة وحيدة، أبقته في مركزه الثالث عشر بمجموع 26 نقطة بفارق ثلاث نقط عن المركز المؤدي للهبوط، أما الفتح فقد ظل في مركزه السابع بمجموع 37 نقطة. وفي مدينة العيون، لم يتمكن شباب المسيرة من تعويض خسارة الاسبوع الماضي العريضة أمام الكوكب 1-7 واكتفى أمام قلة من جماهيره بتعادل ايجابي 1-1 مع مولودية وجدة. وافتتح شباب المسيرة التسجيل بواسطة الكاسمي 59، ليتمكن مولودية من معادلة الكفة ثلاث دقائق بعد ذلك بواسطة لاعبه رقاد من ركلة جزاء. ويتقاسم شباب المسيرة المركز الثامن مع المغرب الفاسي بمجموع 35 نقطة، فيما انحدر مولودية إلى المركز الأخير بمجموع 23 نقطة. وفي مباراة لتحسين المواقع تعادل المغرب الفاسي مع سبورتينغ سلا 1-1، سجل الروماني كورنيا هدف المغرب الفاسي 53 وسجل لسبورتينغ سلا بن محمود 55 الشقيق الأصغر لرشيد بن محمود نجم نادي الخليج الاماراتي. ولم يبرح سبورتينغ سلا مركزه الخامس وأصبح رصيده من النقاط 39 وكذا الحال بالنسبة الى المغرب الفاسي الذي ظل ثامناً ورصيده 35 نقطة. مباراة السعي الى الهروب من دوائر الجاذبية والتي جمعت في مكناس فريقي المكناسي ووداد فاس انتهت بلا غالب ولا مغلوب، والنقطة الوحيدة التي تحصل عليها النادي المكناسي ورفعت رصيده الى 32 نقطة أخرجته كلياً من مناطق الخطر، فيما يحتاج وداد فاس صاحب الثلاثين نقطة الى فوز ليصبح هو الآخر في مأمن تام. المباراة انتهت 1-1، وكان النادي المكناسي السباق الى التهديف بواسطة هدافه بالوافي 11، ليعادل لوداد فاس عبدالمولى في الدقيقة 80. مباراة نصف قمة بين الجيش الملكي واولمبيك خريبكة انتهت بالاصفار أداء ونتيجة ولم تعكس المرثية المتقدمة لكلا الفريقين. اولمبيك خريبكة احتفظ بمركزه الرابع بخمس واربعين نقطة فيما ظل نادي الجيش الملكي سادساً بمجموع 39 نقطة